الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

وهبي يخلط الأوراق ويخبط خبط عشواء

 
رشيد لزرق
 

خرجات وهبي تخلط الأوراق السياسية، وتصرحاته المتناقضة تضرب في العمق الفواصل في مشهد سياسي يعرف ضبابية، وبهذا المسار، يتحوّل الاصالة والمعاصرة إلى عبء على التجربة الديمقراطية، بفعل الأزمات التي عاشها، والتي تسببت في تشظيه وتصدير مشاكله إلى مؤسسات، وهذا الوضع يعطّل مسيرة الإصلاحات الضرورية لاسيما التشريعية والاقتصادية والاجتماعية الكبرى.
 
فوهبي يضرب يمينا ويسارا، وباتت يريد أن يكون خصم الجميع وحليف الجميع، دون أن يحدد المصلحة العامة من وراء ذلك.
وهذه التصرفات تعطي انطباعا أنه، رغم ما تحقق في المغرب من مكتسبات دستورية، فإن الفاعل الحزبي عاجز عن تقعيدها كممارسة ديمقراطية، لكون الفعل السياسي، بمثل سلوكات وهبي، يؤكد أنه لم يعرف تغيرا جديا وجوهريا في الخيارات السياسية والتحالفات على أسس رؤية واضحة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية. وهذا يطرح إشكالا مسكوتا عليه: أن الأحزاب السياسية تتخذ من الوصول للحكومة غاية عوض أن تكون وسيلة...
 
والمعضلة، أنه في ظل تفاقم الوضع الاقتصادي والاجتماعي، وارتفاع أرقام المديونية والعجز التجاري والتضخم والبطالة والفقر، ما يزال تكريس الخيار الديمقراطي متعثرا رغم مرور 9 سنوات على الدستور الجديد، وذلك لكون من وصلوا للحكومة، عبر انتخابات، سعوا إلى البقاء في السلطة كغاية وليست كوسيلة تمكّن من تحقيق وثبة ديمقراطية ومؤسساتية.
 
وإذا كانت الانتخابات لا تفرز الأفضل دائما، على اعتبار أن النخبة السياسية في الوقت الحالي لا تحمل مشروعا اقتصاديا واجتماعيا، بل تمثل فقط منظومة حزبية كل ما تفعله، وما تجد وتجتهد من أجله، هو اللهث وراء الكراسي، ترفع شعارات، ثم تتنكر لها تحت ذريعة التحالفات، الأمر الذي يفاقم ظاهرة عزوف المواطنين على الانتخابات.