بلغ السيل الزبى.. الحرب القذرة التي يشنها الإعلام الجزائري ضد سكان المغرب الشرقي فاقت الحدود
الكاتب :
"الغد 24"
باريس - نجاة بلهادي بوعبدلاوي
يعيش إقليم فكيك، الذي يضم مدن بوعرفة، وفكيك، وعين الشعير، وبوعنان، وعين الشواطر، وبني تدجيت، وتالسينت، وتندرارة، ومعتركة، على طريق واحدة تربط المنطقة بالعالم الخارجي، حيث تُغلق كلما حلّ فصل الشتاء، وكلما عرفت المنطقة الفيضانات والثلوج...
هذه العزلة، التي يعيش فيها إقليم فكيك، جعله من أفقر الأقاليم على الصعيد الوطني حسب ما جاءت به المندوبية السامية للتخطيط سنة 2014، نظرا لحدة الفقر الموجودة، وأيضا لأن المنطقة جد مهمشة ومعزولة، وحال لسانها يناشد المسؤولين بالتدخل العاجل لرفع الحيف والظلم والتهميش عن المنطقة...
وبسبب الفقر، الذي يعيشه جل سكان إقليم فكيك، جعل البعض يعمل في التهريب المعيشي لكسب لقمة العيش وكسر جدار الفقر والبطالة والتهميش والإقصاء الممنهجين...
وهو الحال نفسه، أو مثيله، الذي نجده في الجهة المقابلة عند الجيران، فالجميع يعيش وضعية اجتماعية متقاربة، بل تكاد تكون مماثلة...
هذا وضع معروف عند القاصي والداني، بيد أن للإعلام الجزائري، الفاسد والبعيد عن المهنية، رؤية أخرى لا علاقة لها إطلاقا بما يجري في المنطقة، لا في الجهة الغربية ولا الجهة الشرقية، إذ كل ما يهمه هو الاصطياد في الماء العكر، وهذا ما يظهر من خلال مواده، التي تصور أبناء المنطقة على أساس أنهم تجار مخدرات، كما يظهر من هذه الصورة، التي لعبت بها السلطات الجزائرية بكثير من الدناءة، وقدمتها لإعلامها الفاسد، فهل هاذان المواطنان الفقيران المقهوران "مجرمان ومهربا مخدرات"، إن الصورة غنية عن أي مزايدات، وإن السيل بلغ الزبى..
الجزائر، اليوم، وبعد الاعتراف بمغربية الصحراء، جن جنونها، وأصبحت تدير وتدبٌر حربا إعلامية قذرة ضد سكان الجنوب الشرقي، التي توجد بالقرب من الحدود الجزائرية المغربية...