جنرالات الجزائر يقحمون المساجد والمصلين في حربهم القذرة ضد المغرب
تداعيات "النظرية الخروبية".. الطغمة العسكرية تقحم المصلين الجزائريين ضد الوحدة الترابية للمغرب
الكاتب :
"الغد 24"
مسعود بوعيش
النظرية "الخروبية"، مصدرها بوخروبة، نسبة إلى الرئيس الجزائري الراحل الهواري بومدين، واسمه الكامل محمد إبراهيم بوخروبة، هذه النظرية استُعملت هذه الأيام في شحن الأتباع داخل الجزائر وخارجها لمعاداة حق المغرب في استكمال وحدته الترابية، حتى وصل صداها إلى المساجد الجزائرية...
فقد عمّمت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالجزائر دورية موجهة إلى أئمة المساجد بالدعاء اثناء خطبة الجمعة (18 دجنبر 2020) لنصرة البوليساريو...
ومن الصدف السيئة الذكر في سلوك القيادة الجزائرية أنها أقدمت في 18 دجنبر 1975 على تهجير وترحيل آلاف المغاربة من الجزائر خارج الحدود البرية المغربية الجزائرية، حيث وجدت آلاف العائلات والأسر من أصول مغربية نفسها في مدينة وجدة.. كان ذلك رد فعل على نجاح المسيرة الخضراء، التي انطلقت يوم 6 نونبر 1975.. المسيرة التي حققت اهدافها بتوقيع اتفاقية مدريد يوم 14 نونبر 1975.. وهو الاتفاق الذي أودعته الأطراف الثلاثة الموقعة لدى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة...
بموجب الاتفاق، الذي صادق عليه البرلمان الإسباني، تسلم المغرب أراضيه من الإدارة الإسبانية وحدد موعد 28 فبراير 1976 لمغادرة آخر جندي إسباني منطقة الصحراء المغربية..
هل إن تاريخ الصراع يعيد نفسه؟ منشور وزارة الشؤون الدينية الجزائرية مؤشر على أن التاريخ يعيد نفسه على شكل مهزلة..
إعلان الولايات المتحدة الأمريكية، يوم 10 دجنبر 2020، الاعتراف بسيادة المغرب الكاملة على صحرائه، وإعلان أمريكا فتح قنصلية عامة بمدينة الداخلة، سبّبَ ارتجاجا في مخ النظرية الخروبية، يعني ارتجاجا في العقيدة العسكرية للحكم الجزائري... لأن الطغمة العسكرية تعي وتعرف المنعطف السياسي الذي دخله ملف الصحراء بعد اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة المغربية، وبالتالي فإن المريدين من زاوية بوخروبة يدركون معنى البطلان والإلغاء في الاتفاقيات الدولية.. caduc, caducité .. ما يعني أن المباحثات السياسية التي ستُستأنف على ضوء القرار الأخير رقم 2548 لمجلس الأمن الصادر في نهاية أكتوبر 2020، سيكون لها انزياحات جديدة على ضوء الاعترافات المتواصلة بالسيادة المغربية.. وبالتالي فإن مشروع الحل السياسي، الذي قدمه المغرب، منذ سنة 2007، والمتمثل في الجهوية المتقدمة، هو الأرضية الصلبة والوحيدة القابلة للتفاوض تحت أنظار مجلس الأمن... وجاء قرار دولة الكونجو الصديقة بافتتاح قنصلية لها بالصحراء المغربية ليُكمل "الباهية"، لأن الكونجو هي التي ستتولى رئاسة "الاتحاد الإفريقي" خلال سنة 2021...
ما دخل المصلين الجزائريين وهم يعيشون في حالة الطوارئ الصحية في موضوع الوحدة الترابية للمغرب؟
وماهي الخطوات اللاحقة التي ستقدم عليها الطغمة العسكرية المتسلطة على رقاب الشعب الجزائري منذ الانقلاب على الرئيس الراحل أحمد بن بلا؟
هل ما زال هناك عقلاء وسط النخبة الجزائرية القادرة على تفكيك "الأطروحة الخروبية" التي تساوي في أجزائها أساطير وأكاذيب فقط؟...
المؤلم، أنه مهما كان ضعف الأساطير، فإنها عملت على تسميم الأجواء المغاربية، وخاصة العلاقة التاريخية بين الشعبين الجزائري والمغربي...
من المقلق حقا أن تعيش القيادات الحزبية الجزائرية حالة عزوف عن اتخاذ موقف من التطورات الأخيرة لملف الصحراء.. الأساطير لا تبني مستقبلا زاهرا ولا تساعد على البناء المشترك للعيش المشترك إلى حين انهيار الأساطير الخروبية في العلاقات المغاربية... يتضح أنها في أزمة...
على النخبة الجزائرية أن تخرج من صمتها وتماهيها لمساعدة حكامها على القطيعة مع النظرية الخروبية التي كانت وما زالت السبب في تسميم العلاقات المغاربية!!
من المؤسف جدا ألاّ تنتبه النخبة المغربية، وخاصة منهم المفرطون في التفاؤل الذي يصل إلى الذروة، في بعض المحطات الشائكة، فيهرول البعض منهم إلى الدعوة لعقد الحوارات مع النخبة الجزائرية... حول قضية سياسية من صلب صلاحيات الدولة المغربية ومؤسساتها الرسمية...
ما ينتظرنا من تعبئة ومرافعات للإقناع بعدالة قضيتنا الوطنية وبوجاهة مقترح الحكم الذاتي يفرض علينا انتقالات فكرية وخارطة طريق جديدة...
نحن قادرون... على تفنيد ودحض مضامين "النظرية الخروبية"، وخاصة النقاط الأساسية في الكذب والبهتان والافتراء مثل:
♦ قضية الطائرة التي اختطفتها فرنسا وعلى متنها خمسة زعماء للثورة الجزائرية..
♦ ملف اتفاقية إيكس ليبان وملف اتفاقية إيفيان والملحق السري لاتفاقية إيفيان، الذي بموجبه استفادت حصريا فرنسا بمنطقة الصحراء الشرقية بما استفادت منه...
♦ قضية الحدود بين المغرب والجزائر وقضية الحرب على الحدود الجنوبية الشرقية بعد اقتحام التراب المغربي في عمق 7 كلم من قبل الجيش النظامي الجزائري...
♦ قضية ترسيم الحدود ولقاء إيفران بين العاهل المغربي الحسن الثاني والرئيس بومدين رحمهما الله... وقضية تصريحات بومدين بأنه لا أطماع له في الصحراء...
♦ قضية تطابق موقف الجزائر وموقف إسبانيا غداة إعلان ملك المغرب عن تنظيم المسيرة الخضراء في خطاب يوم 16 أكتوبر 1975.. حيث طالبا الأمم المتحدة آنذاك بالتدخل لوقف المسيرة السلمية بمشاركة 350 ألف مغربي ومغربية...
♦ قضية تورط أفراد من الجيش الجزائري وعلى رأسهم الراحل القايد صالح في الهجومات العسكرية التي كانت تشنها جماعة البولساريو قبل بناء الجدار الأمني من التراب الجزائري...
نحن قادرون على إقناع النخبة الجزائرية بحقوقنا وبحدودنا التاريخية الحقة...
هل هناك عقلاء بالجزائر قادرون على فك سراح الشعب الجزائري من "المصيدة" البوخرّوبية صناعةً وإخراجاً؟؟