الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
حينما يجتمع قصر المرادية والمؤسسة العسكرية على هدف واحد.. عرقلة التقدم السريع للمغرب

فقدت صوابها.. الجزائر تصرف الملايين لتجنيد شبكاتها بواشنطن بهدف تقويض قرار أمريكا حول مغربية الصحراء

 
رغم الأزمة الخانقة التي تعيش فيها الجزائر، على كل المستويات، سياسية واقتصادية واجتماعية، ما تزال تقتطع أموالا طائلة، بالملايير، من جيوب مواطنيها، من أجل صرفها على اللوبيات التي ترى أنها ضاغطة في أمريكا، بهدف تقويض القرار الأمريكي الأخير حول الصحراء المغربية، والذي رفع من منسوب السُعار عند حكام الجزائر بالمؤسسة العسكرية وقصر المرادية.
هذا المُعطى كشفت عنه مجلة "جون أفريك" في عددها الأخير، حيث كتبت أن شبكات الجزائر العاصمة بواشنطن، لم تتواني عن التحامل على اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة المغربية على الصحراء.
وأوضحت المجلة في مقال بعنوان "الصحراء.. الهجوم المضاد لمجموعات الضغط الجزائرية بواشنطن"، أنه "عندما جددت الجزائر عقدها لخدمات الضغط في ماي 2020، مقابل مبلغ تقارب قيمته 30 ألف يورو شهريا، لم يكن عنصر مجموعة الضغط دافيد كين، يعتقد بالتأكيد أن إدارة ترامب ستتخذ بعد بضعة أشهر من ذلك، قرارا ليس في مصلحة زبونه، من خلال الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء".
وسجلت "جون أفريك" أن القرار الأمريكي يشكل "من دون شك، خبرا سيئا بالنسبة للجزائر العاصمة، التي يتولى هذا الممارس لخدمات الضغط الأمريكي بالترويج لدورها الإقليمي على مستوى القارة الأمريكية".
وأوضحت المجلة أن مهمة دافيد كين تتمثل في إقناع الأمريكيين بأهمية الجزائر، لاسيما في مجال الدفاع، وتشويه صورة المغرب.
وفي هذا السياق، هاجم كين ترامب بشكل مفتوح، وكاتب الدولة الأمريكي في الخارجية مايك بومبيو، وجاريد كوشنر، بعد اتخاذ قرار الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء.
وحسب كاتب المقال، فإن الخلاف بين الجمهوري ديفيد كين والرئيس الحالي أضحى مستهلكا. وهكذا، فقد أضحى يسير على خطى حليفه الرئيسي في الملف الجزائري، مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، المقرب من ديفيد كين، والذي يخوض صراعا مع ترامب منذ إقالته في شتنبر 2019.
وذكرت المجلة أنه "حتى لو لم يكن هو نفسه ممارسا لخدمات الضغط لفائدة الجزائر، فإن جون بولتون لطالما دعم إجراء استفتاء تقرير المصير وشارك في بلورة مخطط جيمس بيكر الثاني في العام 2003، الذي نص على تنصيب سلطة مؤقتة مستقلة".
وأشارت المجلة إلى أنه "علاوة على قضية الصحراء، يعمل كين على إسماع الصوت الجزائري في مجال الدفاع"، مضيفة أنه بمجلس الشيوخ، يمكنه أيضا الاعتماد على دعم سيناتور من أوكلاهوما، هو جيم إينهوفي، الذي يعارض أيضا القرار الأمريكي بشأن الصحراء.
وسجلت المجلة أنه في فبراير 2019، قام هذا السناتور بزيارة الجزائر، حيث التقى على رأس وفد من أعضاء الكونغرس الأمريكي، برئيس الوزراء السابق أحمد أويحيى، قبل زيارة مخيمات تندوف، لاسيما وأن جيم إينهوفي هو رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي، وهو المنصب الذي يسمح له بإبراز التعاون الدفاعي الجزائري-الأمريكي.
وخلصت المجلة الشهيرة إلى أنه فيما يتعلق بقضية الصحراء، "يبدو من غير المرجح أن يتراجع الرئيس الجديد. فمن وجهة النظر هذه، فإن منتديات جماعات الضغط المعادية لقرار ترامب ليس لها أي صدى".