الاستعداد من الآن قبل فوات الأوان.. المغرب سيجد نفسه قريبا في مواجهة خطيرة مع زحف الشيخوخة
الكاتب :
"الغد 24"
محمد نجيب كومينة
قلما اهتم التحليل الاقتصادي في بلادنا بدور العامل الديمغرافي، وهذا ما يشكل نقصا وخللا. ذلك أن بلادنا دخلت، منذ ثمانينيات القرن الماضي، في تحوّل ديمغرافي تَسارعَ بعد ذلك. وعرفت العقود الأخيرة ليس فقط تناقصا للخصوبة بشكل ملموس، بل وأيضا انتقالا للسكان من البوادي إلى المدن وتركزا متزايدا للسكان في مدن الساحل الأطلسي، وغير ذلك من الظواهر التي تؤكدها معطيات المندوبية السامية للتخطيط، بناء على الإحصاء العام الأخير للسكان والسكنى.
نحن نمر اليوم بمرحلة يزداد فيها عدد السكان النشيطين، أي البالغين سن العمل، الذين يدخلون سوق الشغل، وهذا حظ نضيّعه ببقاء حزء كبير من هؤلاء السكان، خصوصا في المدن ومن حاملي الشهادات، ولن يعود بعد 10 سنوات أو 20 سنة، بحيث سيجد المغرب نفسه في مواجهة زحف الشيخوخة ومشاكل التقاعد وغير ذلك، مما يستدعي، من الآن، اعتماد سيناريوهات للمدى المتوسط، بحيث يجب تسريع التنمية وتوفير أنظمة مناسبة للتغطية الاجتماعية والصحية بتمويل لا يقوم على الاقتطاعات من الأجور كما هو معمول به.
اليابان تقدم اليوم نموذجا لما تؤدي إليه شيخوخة السكان من صعوبات في ما يتعلق بالنمو، الذي ظل ضعيفا، رغم المرونة المتزايدة في ما يتعلق بالميزانية والسياسة النقدية، بحيث نشأ مصطلح جديد في الدراسات الاقتصادية Japonisation لا أجد له ترجمة، ويصف الحالة اليابانية، التي تلازمت فيها الشيخوخة بالنمو الضعيف وتراجع مستويات الدخل.
وتوجد أوروبا اليوم في الطريق إلى japonisation، وخصوصا منها البلدان التي لا تصل إلى تجديد سكانها بسبب القيود على الهجرة التي يتم اتخاذها إرضاء لليمين المتطرف، الذي يعبر عن فوبيا التحول السكاني.
المقال المرافق (أنقر على الصورة لفتح المقال) يقدم صورة عن مشكل ياباني سيصبح لا محالة مشكلا عالميا في مستقبل غير بعيد...