الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
الأسرة الملكية في المنفى

قسوة المنفى.. عندما عانت الأسرة الملكية مع الفئران والقمل وقصة الولادة المستحيلة للأميرة بوسائل بدائية

 
حسن عين الحياة
 
بلغة السارد الموثق للأحداث، يسلط المرحوم الصحافي مصطفى العلوي، في كتابه "الحسن الثاني الملك المظلوم"، الضوء على معاناة العائلة الملكية في المنفى بمدغشقر، ويركز أكثر على ولي العهد مولاي الحسن باعتباره المحور الذي تدور حوله الأحداث. قبل أن يكشف هذه المعاناة، من خلال تقرير بعث به الضابط "بنمو كاراكارد" إلى وزارة الداخلية الفرنسية في 15 مارس 1955، وكان هذا الضابط قد نبه إلى استفحال بعض الأمراض عند العائلة الملكية المنفية في هذه الجزيرة الإفريقية. وحسب العلوي، نبه هذا الضابط "إلى أن الطقس في مدغشقر كان سببا في استفحال أمراض عند محمد الخامس والحسن الثاني وأفراد العائلة، نتيجة انعدام تجهيزات التبريد في الصالات الكبيرة لفندق (ليطيرم) الذي كانت تقيم فيه الأسرة المالكة مع عدد كبير من الفئران (...) والقمل (...)". وحسب العلوي، كتب الضابط كاراكارد، في تقريره المرفوع إلى وزارة الداخلية الفرنسية، عن مأساة الأسرة الحاكمة مع المرض، حيث قال إن "محمد الخامس فزع على ولده الحسن، عندما أصيب بحمى استقرت في الأربعين درجة كما قال الدكتور كليري لمحرر المحضر". ويزيد التقرير، حسب العلوي، في تأكيد هذه المعاناة "إن الحسن الثاني، طلب من الدكتور كليري تحرير محضر صحي يُحمّل الحكومة الفرنسية مسؤولية الحالة الصحية المعدية، التي تستهدف تعريض حياتهم للخطر".
وقال صاحب الكتاب، إن معنويات الحسن الثاني انهارت بشكل رهيب، "خصوصا عندما كانت زوجة أبيه، باهيا، قد أصابها المخاض، فنقلت إلى المستشفى البلدي في أنتسيرابي، وعندما تبين أنها في حاجة إلى عملية جراحية لإخراج الجنين، رفض المستشفى نقلها إلى مستشفى تناناريف الذي تتوفر فيه هذه الإمكانية". هذا الوضع الرهيب، اضطر معه الدكتور دوبوارو كبير، وفق العلوي، إلى إجراء العملية بوسائل بدائية، ساعده فيها أطباء محليون، لتخرج المولودة للاأمينة بأعجوبة ليلة 14 أبريل 1955.
في ظل هذه المعاناة، ثمة ما يشبه الطرفة، يقول مصطفى العلوي على لسان المتتبعين لخطوات ولي العهد مولاي الحسن في ذلك المنفى السحيق بمدغشقر "كيف كان يلجأ وأخاه مولاي عبد الله إلى قارئة فنجان، شوافة لبنانية، يستنبطان من كلامها ما يعطيهما القوة على تحمل ظروف المنفى، الذي هو بالنسبة للملوك والأمراء، عبارة عن سجن سحيق".