الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

سفاهة.. ظلاميون مغاربة ينتحلون صفة "عقلاء" ويدعون الفرنسيين إلى الإسلام ويبررون الإرهاب


جلال مدني
 
انتحل عدد من المثقفين والفاعلين المغاربة، ضمنهم الظلاميون الأربعة: الخوانجي أحمد الريسوني، والسلفي حماد القباج، وعميل حزب الله في المغرب المرتزق أحمد ويحمان، وخديم المندحر عبد الإله بنكيران المتحوّل عبد الصمد بلكبير، (انتحلوا) صفة "عقلاء المغرب"، ليوجّهوا باسمهم نداء إلى من اعتبروهم "عقلاء فرنسا"، لدعوتهم إلى "قيادة حملة تصحيحية لمفهوم حرية التعبير"، وليقدموا لهم دروسا هم الأحوج لها، خصوصا عندما يبادر السفهاء إلى مخاطبة العقلاء، رافضين، عن سابق تصميم وترصد، إدانة العملية الإرهابية الهمجية الوحشية، التي ارتكبها مجرم إسلامي بقطع رأس أستاذ فرنسي...

وليست هذه هي المرة الأولى التي ينتحل فيها هؤلاء الظلاميون ومن يناظرهم من أمثالهم، صفة غير مستحقة، مما يدخل في باب التزوير والتزييف والتنوعير، وتضليل شعب بأكمله، بالتحدث باسم المغاربة، وبعرض أنفسهم حكماء فيما هم غارقون في الظلامية والتخلف وقيم الفوات والرجعية والنكوصية، ويسقطون في تبرير الإرهاب والتحريض عليه، مما يستوجب متابعتهم قضائيا لو كنا في بلد يحترم نفسه ويحترم قوانينه، التي تحاسب الظلاميين عندما تخدعهم ألسنتهم ويغلب عليهم طبعهم الظلامي على تطبعهم بالتقية، فينزلقون إلى حقيقتهم كطابور للدعششة الإسلاموية، يقومون بدور التغطية على الأعمال الإرهابية الإجرامية، التي برروها في ندائهم ولم ينددوا بها، وألقوا بمسؤوليتها كاملة على الفرنسيين الذين يتصدون للإسلام المتطرف، والذين يناضلون من أجل تطهير بلادهم من المجرمين الإسلاميين، الذين ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية، إذ في فرنسا لوحدها، وفي ظرف خمس سنوات فقط، أي منذ سنة 2015 إلى اليوم، ارتكب إسلاميون متطرفون مجرمون ظلاميون اعتداءات إرهابية أودت بحياة أزيد من 250 قتيلا ومئات الجرحى، ضمنهم مصابون بعاهات مستديمة... وعوض أن يندد هؤلاء الظلاميون بهذه الأعمال الإرهابية، التي تُرتكب باسم الإسلام وباسم الرسول، تقمّصوا جُبّة وعمامة الفقهاء الدعاة، وشرعوا يدعون الفرنسيين إلى الدخول في الإسلام، من خلال دعوة "عقلاء الشعب الفرنسي" إلى "دراسة حياة النبي صلى الله عليه وسلم للوقوف على شيمه الكريمة وأخلاقه العظيمة، والخير الذي قدمه للإنسانية. هذا ما تتطلبه الحكمة، وليس الانسياق وراء حملات التحريض وبث الكراهية العمياء في النفوس، والتي لا تخدم سوى مصالح ضيقة لفئات محدودة تسعى وراء أنانيتها ولو على حساب تدمير المجتمعات بالفتن وأسباب النزاعات والاحتراب"، وهذا تبشير واضح، يمارس بوضوح، ويتقبله الغرب بشكل عادي في بلانهم الأوروبية، لكن هؤلاء الظلاميين لن يقبلوا أي تبشير بديانة أخرى في بلدانهم الإسلامية، تحت طائلة الطعن أو الذبح من قبل الجَهَلة، أو تحت طائلة القانون الجنائي الذي يعاقب رسميا على التبشير، وفي آخر زمن، يرفع شرذمة من السفهاء أصواتهم بالحديث عن الحضارة والديمقراطية وحقوق الإنسان...

لقد ظهر جليا من خلال نص النداء، أنه لم يتضمّن أي إشارة تنديدية بالإرهاب الإجرامي، الذي يرتكبه مسلمون جهلة ظلاميون متطرفون باسم الإسلام وباسم الرسول، عمد هؤلاء الظلاميون المغاربة إلى تسويغ الإرهاب وتبريره والتغطية على مرتكبيه المجرمين الإرهابيين بالقول إن "تفشي الإرهاب لم يتسبب فيه الإسلام؛ وإنما أوجدته سياسات ومواقف التمييز العنصري وإهانة الكرامة الإنسانية وهضم حقوق الأقليات المسلمة وتهميشهم واحتقارهم، وتوظيف الإرهاب لتصفية حسابات وتحقيق مصالح... هذا هو ما يولّد التطرف والعنف والعنف المضاد"، ما يعني أن هؤلاء الظلاميين من طابور الدعششة الإسلاموية لا يرون في الاعتداءات الإجرامية الهمجية سوى "عنف وعنف مضاد"، مما يسقط هؤلاء الظلاميين ضمن حواضن الإرهاب، ومحرّضي الإرهابيين...