مأساة بالفيديو.. شاب قتله انفجار بوطاغاز في البيضاء.. ترك زوجة وطفلين لا حنين لا رحيم لا عوين
الكاتب :
"الغد 24"
وسط حضور محدود جدا لا يتعدى عدد أصابع اليدين، جرى، اليوم الأحد، بمقبرة الغفران في الدارالبيضاء، تشييع جثمان الشاب الذي كان مارا بجانب العمارة، التي انفجرت فيها، أمس السبت، قنينات الغاز، وأصابه جزء من جدران البيت في رأسه فأرداه قتيلا في الحين..
أخذنا تصريحا من أرملته المكلومة، لكن المسكينة كانت في حالة ضياع، وتيهان، كانت في وضع مأساوي مفجع، وكانت المسكينة تصيغ السمع لأي أحد يعزيها ويقول لها طالبي بحقك، وشوفي التأمين، حتى لم تعد المسكينة تعرف ما تقول، لأنها تعرف نفسها أنها أصبحت وحيدة وجها لوجه أمام غول الحياة، كيف ستعيل ابنيها الصغيرين، وتربيهما وتُدرّسهما، في غياب حماية اجتماعية...
الأرملة رشيدة تشتغل في "الميناج"، في حين كان زوجها الهالك يشتغل "فراشا"، كل يوم برزقه، ومع ذلك كان يحيط ابنيه بعناية فائقة، يخصص لهما وقتا يلاعبهما، ويُطعمهما بيديه، كانت الحياة، في عينيه، هي عندما تنطلق ضحكات ابنيه الصغيرين وتلمع بسمة على ملامح زوجته...
كل شيء راح، كل الأحلام راحت، لم تبق إلا المأساة، والفجيعة ترتسم على ملامح رشيدة، التي أضحت أرملة، وحزن يخيم على الطفلين الصغيرين دون أن يفهما على وجه التحديد ماذا يجري، يسمعان البكاء والعويل في جنبات البيت، والأب الحنون لا يظهر له أثر...
إنها مأساة حقيقية، لشاب بأخلاق عالية، محب لأسرته، كان يحلم باستمرار أن تتطور أموره من أجل تحسين عيش أسرته، رمت به الأقدار ليمر بجانب العمارة، في الوقت الذي هز انفجار قنينات الغاز سكان الحي المحمدي، فنزلت عليه حجرة من جدران البيت المنفجر في تلك العمارة على رأسه ليلقى حتفه في الحين...