الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

السيناريو الكامل.. آجيوا تعرفوا كلشي من أول ما طاحت عين البيدوفيلي على عدنان حتى طاح في يد البوليس

 
جلال مدني
 
يسمى حمادة، من مواليد 1997 بسوق الطلبة في مدينة القصر الكبير، حصل على شهادة الباكالوريا من ثانوية المنصور الذهبي في المدينة نفسها سنة 2016، وتابع دراسته بكلية الحقوق في العرائش، تخصص القانون، لم يكن يخالط كثيرا زملاءه، ولم يكن له أصدقاء مقربون، إذ كانت تغلب عليه الانطوائية، ولعل ذلك بسبب تعرضه للاغتصاب في صغره، وكان يعمل باستمرار على ألا يمكث في القصر الكبير، ربما لذكرى سيئة موشومة فيه مرتبطة بمدينته، إذ فضّل الذهاب إلى طنجة للعمل في أحد معامل المنطقة الصناعية على أن يعود من العرائش ثم إلى مدينته الأم...
 
وفي طنجة، منذ قدم إليها في يوليوز سنة 2019، وهو يتدرج في العيش والسكن هنا وهناك، إلى أن التقى بشباب آخرين يتحدرون من مدينته، القصر الكبير، فاتفقوا على كراء منزل بشكل مشترك، لاقتسام كلفة السكن، فوجدوا ضالتهم في منزل غير مكتمل البناء، في حي الزموري 1، وانتقلوا للسكن فيه منتصف شهر غشت الماضي...
 
بدأ حمادة يشتغل في أحد معامل المنطقة الصناعية. ومر أسبوع على إقامته بالسكن الجديد، وكان غالبا ما يتحرك بمفرده، وكان يمر على مطعم شعبي بالجوار، وفي يوم، تناول أكلته في المطعم، وبالصدفة، جاء الطفل عدنان عند أبيه، وبقي معه فترة من الوقت... وهنا، اشتعلت في حمادة غريزة الاغتصاب، كان يتناول أكلته وعيناه لا تفارقان الصبي.. في لحظة، التقت عينا الطفل عدنان بعيني الذئب البشري، الذي ابتسم له بخبث، فيما أشاح عدنان، ببراءة، ببصره، والتفت إلى والده، ونسي الذئب القابع هناك...
 
في يوم، تناول أكلته في المطعم، وبالصدفة، جاء الطفل عدنان عند أبيه، وهنا، اشتعلت في حمادة غريزة الاغتصاب، كان يتناول أكلته وعيناه لا تفرقان الصبي، ابتسم له بخبث، فيما الصبي، ببراءة، أشاح ببصره، والتفت إلى والده، ونسي الذئب القابع هناك
 
مر يومان أو ثلاثة وعاد الذئب البشري إلى المطعم، لم يدخل مباشرة، كان يترصد عدنان، بل بقي على مسافة من المطعم ينتظر، لم يعد يذكر كم من الوقت انتظر، إلى أن ظهر الطفل عدنان خارجا من منزله، ليذهب عند والده بالمطعم.. آنذاك تقدم الذئب البشري بخطوات ماكرة محسوبة، وعند دخوله تعمّد أن يلامس الطفل عدنان لينتبه إليه...
 
طلب أكلته وسمّر عينيه على الطفل عدنان، يتابعه بنظراته، ومرة أخرى التقت عينا الصبي بالوحش، فابتسم له الذئب البشري بمكر، كان عدنان طفلا مؤدبا لطيفا، فرد الابتسامة ببراءة، وأشاح بوجهه، وكان كلما أدار بعينه ناحية الذئب البشري كان يجده ينظر إليه، ويتعمد أن يرسل إليه ابتسامته الماكرة، التي كان يغلفها بكثير من الوداعة المزيفة...
 
لقد سيطرت على دماغ الذئب البشري نزوته الحيوانية، كان يركز عليه عينيه بتلذذ مقزز، وفي خيالاته واستيهاماته، كان يراه بأوضاع أخرى، وقرر وضع خطة لاستدراج الصبي لتلبية نزوته الحيوانية...
 
كان عدنان بريئا ووديعا، ولذلك عندما طلب منه الذئب البشري مساعدته في إرشاده إلى أحد رياض الأطفال لم يمانع، وذهب معه عدنان بكل حسن نية، آخر شيء يمكن أن يفكر فيه هو أن هذا الذئب في صورة حمْل وديع يمكن أن يغدر به
 
لم يستغرق الذئب البشري كثيرا من الوقت في إعداد الخطة، خصوصا أنه كان هناك عامل مساعد، وهو غياب شركائه في السكن خلال النهار، إذ يكونون في أعمالهم في المنطقة الصناعية. وما كان عليه سوى أن يترصد الطفل عدنان إلى أن يبتعد عن منزله في سُخرة ما، ليلتقي به، دون أن يبدو أن اللقاء مرتبا، وإنما بمحض الصدفة، ليحتال عليه، وليستدرجه، وكذلك كان...
 
أي الأقدار هاته، التي ساعدته على بلوغ مرامه؟ لقد اختار الذئب البشري يوم الاثنين، 7 سبتمبر 2020، يوم الدخول المدرسي، واختار حصة ما بعد الظهر، على أساس أنه بمجرد ما إن يخرج الطفل عدنان حتى يتبعه وينفذ خطة الاستدراج...
 
لم يذهب إلى العمل في ذلك اليوم، هيأ مسرح الجريمة، في محل سكناه، وخرج، حيث تسمّر في ركنٍ منزوٍ، وعيناه على منزل الضحية كذئب يترصد طريدة.. لكن الطفل عدنان لم يذهب إلى المدرسة بعد الظهر، بقي في البيت، خرج عند والده وعاد مسرعا إلى البيت.. وبقي الذئب البشري مسمّرا في مكانه وعيناه تلمعان بالرغبة المتوحشة.. وبقي ينتظر إلى أن وصلت الساعة الرابعة إلا دقائق وجيزة.. خرج عدنان باعتيادية، مرحا طلْقا ببراءة، تحدث إلى والده، وما هي إلا لحظة حتى أعطاه والده ورقة مالية من فئة 20 درهما، لشراء دواء لوالدته، وانطلق عدنان نحو الصيدلية، التي لم تكن تبعد عن منزل والديه...
 
لم يترك الذئب البشري فرصة للطفل عدنان لكي يواصل مقاومته، إذ ارتمى عليه كوحش كاسر، وأخذ بخناقه حتى كاد يلفظ أنفاسه، تملّك الرعب الطفل عدنان، كان يقاوم بيديه ورجليه، خارت قواه، فتوقّف عن المقاومة مرغما، وسقط مستسلما
 
وقبيل وصول الطفل عدنان إلى الصيدلية بأمتار معدودة، خرج الذئب البشري متنكرا في هيئة شخص وديع، وأنه برّاني، من "الداخلية"، لا يعرف المنطقة، وأنه في حاجة للمساعدة، سلّم على عدنان، وقال له: "واش عقلتي علي؟"، أجابه عدنان بالإيجاب، وطلب منه مساعدته في الوصول إلى مكان اختاره بدقة، ليكون قريبا حتى لا يثير رفض أو تردد عدنان، ويكون في طريق محله السكني، والمكان هو روض أطفال، اختاره لأن عدنان طفل، وبالتأكيد سيعرفه، بدا الذئب البشري في غاية الدعة والوداعة، وفي منتهى اللطف والرقة، وزاد أن أغراه بهدية بمجرد ما يصل إلى المكان المطلوب...
 
كان عدنان بريئا، وكان وديعا، هو دائما بريء ووديع كما يصفه أقرانه وجيرانه، لم يكن من أولئك الأطفال الذين يثيرون المشاكل، فلم يمانع في مساعدته، وتحرك بجانبه ليرشده إلى المكان المطلوب، وما إن اقترب الذئب البشري من محله السكني حتى ضرب يده على جبهته، في تمثيلية جهنمية، وقال له: "نسيت التلفون في الدار وضروري نديه معايا لأن فيه رقم السيد اللي غنعيط ليه مللي نوصلو"، وقال له مطمئنا: "عندي الزهر حنا حدا الدار راها فين هي يالله معايا ناخذوه بالزربة ونكملو"...
 
فذهب معه عدنان، ببراءة الأطفال الذين هم في سنه، ذهب بكل حسن نية، مثلما كان يتمشى معه، من البداية، بكل حسن نية، وآخر شيء يمكن أن يفكر فيه هو أن هذا الذئب في صورة حمْل وديع يمكن أن يغرر به ويوجه له طعنة غادرة...
 
وَقَفا أمام المنزل، أخرج الذئب المفتاح، فتح الباب، ودخل وترك الصبي وراءه، على أساس أن يحضر له الهدية، التي وعده بها، ولما اطمأن إلى أن لا أحد موجودا في المنزل، نادى على عدنان أن يصعد عنده، كان عدنان مطمئنا، فلم يتردد، وصعد، وكان ما كان...
 
ومما كان هذه الخطة الجهنمية، التي اتبعها الذئب البشري، وهي أن يضع الطفل عدنان أمام خيارين، وحسب موقف عدنان ستكون النهاية... عندما أدخل الذئب البشري عدنان إلى الغرفة، أخرج ورقة نقدية و"خْرجْ نيشان" للصبي: أن يخضع لنزوته و"غادي نتهلا فيك ونبقى نعطيك ديما الفلوس ونشري ليك اللي بغيتي"... فإذا قبل عدنان سيفعل به ما يشاء ويعطيه الورقة المالية ويتركه يذهب لحال سبيله.. وإن رفض، وهذا الذي حصل، سيغتصبه بالقوة، وعندما ينتهي سينهي حياته، حتى لا ينفضح أمره...
 
لم يترك الذئب البشري فرصة للطفل عدنان لكي يواصل مقاومته، خصوصا عندما بدأ يصرخ، إذ ارتمى عليه كوحش كاسر، وأخذ بخناقه حتى كاد يلفظ أنفاسه، تملّك الرعب الطفل عدنان، كان يقاوم بيديه ورجليه، خارت قواه، فتوقّف عن المقاومة مرغما، وسقط مستسلما...
 
دفن الجثة وعاد إلى المنزل، وعندما عاد شركاؤه في السكن ليلا من عملهم، تصرف أمامهم بشكل عاد، لم يبح لهم بأي شيء، فتح الفايسبوك، وبدأ يصادف تدوينات وفيديوهات الطفل عدنان المختطف مع الخاطف، هو، وكان أحيانا يضع عليها علامة "جيييم"
 
وكان للذئب البشري ما أراد، افترس ضحيته بلا شفقة ولا رحمة، عاد إلى طبيعته الوحشية العنيفة، وحش كاسر بلا قلب، ولما أنهى نزوته الحيوانية، وفي غفلة من ضحيته البريء الضعيف الخائر القوى، أطبق بيديه على عنقه، وظل يخنقه والطفل ينتفض تحته، فيزيد في خنقه، بكل ثقله وقوته، حتى لفظ عدنان أنفاسه الأخيرة...
 
حمله إلى غرفة غير مكتملة البناء، وأخفاه في زاوية منزوية، وتركه حتى يتدبر أمر التخلص من الجثة، وخرج يبحث عن مكان مناسب، إلى أن اهتدى إليه، على مقربة جدا من منزله، في ترعة بين العمارات، فيها أشجار محاذية لسور، كان الوقت ليلا، ساترا، وهناك حفر حفرة، حتى أصبحت مهيأة للجثة. وبقي إلى أن سكن الليل أكثر، فغطى الجثة وحملها إلى هناك ودفنها وعاد إلى المنزل وكأن شيئا لم يكن...
 
وعندما عاد شركاؤه في السكن من عملهم في وقت متأخر من الليل، كما هي عادتهم، تصرف أمامهم بشكل عاد، لم يبح لهم بأي شيء طبعا، ودخل إلى حسابه في الفايسبوك، وشرع يبحر في الفضاء الأزرق، ويصادف تدوينات وفيديوهات الطفل عدنان المختطف، وكان أحيانا يضع عليها علامة "جيييم"، بكل برودة...
 
كان الخطأ الكبير والبليد هو الرسالة النصية التي بعثها الذئب البشري لوالد عدنان الذي وضعها بيد الأمن وانطلقت عمليات البحث والتشخيص، التي باشرتها عناصر الشرطة القضائية بطنجة مدعومة بمصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني إلى أن تمكنوا من الوصول إلى هويته الحقيقية
 
ومع مرور الوقت، لاحظ أن صوره بدأت تجوب، بكثافة، صفحات الفايسبوك، وفيديو كاميرا المراقبة منشور على المواقع وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، كان الناس، ليس في طنجة وحدها، بل في المغرب كله، وفي اليوم نفسه، يشاركون الصور والفيديو، من فايسبوك إلى تويتر إلى إنستغرام، ويوتوب...
 
فكان أول شيء عمله الذئب البشري هو استبدال "الفوقية" التي كان يرتديها، وفي الصباح، ذهب إلى حلاق، حيث حلّق شعر لحيته ورأسه...
 
في هذا اليوم الموالي، الثلاثاء 8 سبتمبر 2020، تفتقت "موهبة" الوحش عن حيلة بليدة، كان يعتقد أنها في منتهى الذكاء، وهي أن يؤثر على مجرى التحقيق، ويُبعد المحققين عن المنطقة، لأنهم إن حصروا التحقيق في الجِوار، قد يكتشفون أمره، ففكر في جعلهم يعتقدون أن التهديد خارجي، وأن أبطال الاختطاف عصابة محترفة، تطلب فدية مالية نظير إخلاء سبيل الصبي عدنان.. اهتدى الذئب البشري إلى هذه الفكرة البليدة معتمدا على توفره على رقم هاتف والد عدنان، المسجل في المطعم، فأرسل إليه رسالة نصية يطلب منه فدية، ثم أطفأ الهاتف...
 
كان ذئبا مفترسا، ووحشا كاسرا، لكن كان بليدا وغبيا، أحس أن الخناق يلتف حوله أكثر فأكثر، فتوقف عن الذهاب إلى العمل، ورابض في المنزل، وقطع كل اتصالاته مع العالم الخارجي، معتقدا أن ذلك سيبعده عن الوقوع في أيدي الأمن، خصوصا أنه غير معروف في الحي، وحتى سكان الجوار لا يعرفونه، إذ لم يمر على سكنهم أكثر من عشرين يوما، ولم يكونوا جميعا يظهرون في الحي، إذ لا يعودون إلى محلهم السكني إلا في الليل، في حين طول النهار يكونون في العمل...
 
الرسالة النصية قدمها والد عدنان في اليوم نفسه، الثلاثاء، إلى الشرطة، فتكلفت فرقة مكافحة الجرائم الإلكترونية بمعالجة الرقم الهاتفي، وانطلقت عمليات البحث والتشخيص، التي باشرتها عناصر الشرطة القضائية بطنجة مدعومة بمصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، إلى أن تمكنوا من الوصول إلى هوية باعث رسالة الفدية، لكن لم يكن للشرطة علم بمكان وجوده، حتى في المنزل، الذي يكتريه مع ثلاثة شباب آخرين من القصر الكبير، لم يكن اسمه يظهر في الصورة، لأنه ليس هو من اكترى البيت، وهذه واحدة من مصائب الكراء العشوائي...
 
أصبحت هوية الذئب البشري معروفة لدى الأمن، وبقيت المهمة الأعوص هي مسابقة الزمن للوصول إليه والقبض عليه من أجل إنقاذ الطفل عدنان...
 
وبسرعة، سارعت عناصر الشرطة القضائية، التابعة لولاية أمن طنجة، معززة بمصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، في العمل الدؤوب والمضني، وجرى توزيع صور الخاطف والطفل المختطف، وتشديد المراقبة، وكان الخيط الأساسي، الذي انطلقت منه عناصر الأمن هو كاميرا المراقبة، التي رصدت الطفل عدنان مع الشخص المجهول، والمحل الذي يملك كاميرا المراقبة هو نقطة الانطلاق.. وبسرعة، وُضعت خريطة الحي، بالأزقة والشوارع، وشرع الأمن يتتبع مسار عملية الاختطاف...
 
توزعت عناصر أمنية في كل الاتجاهات، التي يؤدي إليها مسار الخاطف، إلى أن وصلوا إلى العمارة المقابلة لسكنى الخاطف، التي وقعت فيها الجريمة، طلبوا من الحارس أن يفحصوا كاميرا العمارة، وكانت تغطي الشارع فقط...
 
وقال حارس العمارة، في شهادة مصورة، إن عناصر الأمن كانوا يقومون بعمليات مسح للمكان، الذي شوهد فيه الطفل عدنان مع المختطف، وفي الوقت نفسه يبحثون عن كاميرات المراقبة الموجودة، ويفحصونها...
 
وفعلا فحصوا الفيديو، ولم يظهر به شيء، ولاحظ حارس العمارة أن عناصر الأمن ظلوا يمسحون المكان، ويعودون إليه، طوال يومي الأربعاء والخميس، لقد أحس رجال الأمن أن شيئا ما ينقص في هذه المنطقة بالذات، كان لابد من شيء ما لتكتمل الصورة، حتى ينتقلوا إلى مكان آخر...
 
وبدا جليا أن عناصر الأمن أولئك تنتابهم شكوك ما، إذ عادوا صباح الجمعة، وطلبوا من الحارس أن يفحصوا الفيديو من جديد، وأعادوا فحصه دون أن يظهر جديد، ثم طلبوا منه أن يفحصوا كاميرا مرآب العمارة، بيد أن حارس العمارة لم يكن لديه مفتاح (قنّ سري) لفتح المرآب، وأخبرهم أن السانديك هو من يتوفر على المفتاح للوصول إلى فيديو كاميرا مراقبة الگراج، فاتصلوا هاتفيا بالسانديك، وعمل معهم موعدا في المساء...
 
 قصة حزينة، مأساوية، فَرَمتْ أجساد وأرواح أسرته وكل المغاربة، وتطرح بكل قوة فتح هذا الملف على مختلف المستويات، القانونية والاجتماعية والنفسية، من أجل القيام بمبادرات نوعية تحد من ظروف وأسباب إعادة إنتاج مثل هذه الجرائم الوحشية
 
وعندما جاء سانديك العمارة، سلّم تسجيل كاميرا المراقبة لعناصر الأمن، وفحصوها، فوجدوا فيها كل شيء... تبين أن المختطف كان يستدرج الطفل، ومرا بالقرب من المكان، دون أن يدخل إلى المنزل، الذي كان يوجد في زقاق صغير، توجد كاميرا الگراج قبالته، ربما لأنه لاحظ وجود شاهد أو شهود ما، فانتقل إلى مكان آخر قبل أن يظهر من جديد بعد عشر دقائق، فظهر المختطف والطفل يدخلان إلى الزقاق، وعندما وصلا إلى المنزل، فتح المختطف الباب، وبقي الطفل عدنان خارجا، وبعد لحظات وجيزة، دخل الطفل بدوره إلى المنزل...
 
وعندما أرخى الليل سدوله، رصدت كاميرا المراقبة خروج الشخص المختطف يحمل الطفل القتيل، بعدما لفّه بغطاء حتى لا ينكشف أمره...
 
كانت الساعة تجاوزت العاشرة ليلا، من يوم الجمعة 11 شتنبر 2020، إذ كانت عناصر الأمن حلت بالموقع في حدود الساعة التاسعة ليلا، وبقوا يفحصون تسجيلات الكاميرا إلى أن تأكدوا من كل شيء، فسارعوا إلى مداهمة المنزل، وكان يوجد به اثنان، وانتظروا إلى أن وصل الثالث من العمل، فاعتقلوه بدوره، ومباشرة انتقلوا، بإرشاد من الذئب البشري، إلى الموقع، الذي دفن فيه جثة الطفل الضحية، الذي شكلت جريمة مقتله محط تأثر سكان طنجة وعموم المغاربة، الذين خرجوا في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وفي مختلف المدن المغربية، بتعبيرات الغضب والشجب والتنديد...
 
قصة حزينة، مأساوية، فَرَمتْ أجساد وأرواح أسرته وكل المغاربة، وتطرح بكل قوة فتح هذا الملف على مختلف المستويات، القانونية والاجتماعية والنفسية، من أجل القيام بمبادرات نوعية تحد من ظروف وأسباب إعادة إنتاج مثل هذه الجرائم الوحشية...