هام لأمهات وآباء وأولياء التلاميد.. هذه توصيات 3 جمعيات طبية لتأمين دخول مدرسي بعيدا عن كوفيد-19
الكاتب :
جلال مدني
جلال مدني
في ظل الإصرار المتواصل لوزارة التعليم على تثبيت الدخول الدراسي المقبل في سابع سبتمبر 2020، والضرب عرض الحائط بأي استشارة تشاركية مع النسيج الجمعوي لأمهات وآباء وأولياء التلاميذ، قامت ثلاث جمعيات طبية مختصة في صحة الأطفال، البدنية والنفسية، بـ"الانحياز المطلق" إلى جانب قرار وزير التعليم، الذي ترفضه أسر التلاميذ، لكنها بادرت، وهذا هو المهم، إلى تقديم عدد من المقترحات بهدف الحفاظ على صحة وسلامة الأطفال والأسر وهيئة التدريس والأطر التربوية، وضمان تحصيل دراسي بعيدا عن أي انقطاع، وتفادي انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
وذكرت كل من الجمعية المغربية للعلوم الطبية والجمعية المغربية لطب الأطفال والجمعية المغربية للطب النفسي عند الأطفال، حسب بلاغ مشترك، أنها وجهت رسالة إلى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، لتقديم جملة من المقترحات، بـ"هدف إثراء النقاش الجماعي، الذي يروم الحفاظ على صحة وسلامة الأطفال والأسر وهيئة التدريس والأطر التربوية، وضمان تحصيل دراسي بعيدا عن أي انقطاع، لكونه من الضروريات الأساسية والحاجيات المهمة للتلاميذ".
وذكرت الجمعيات أنها قررت، انطلاقا من موقعها العلمي والصحي، وباعتبارها من مكونات اللجنة الوطنية لليقظة من أجل صحة الطفل النفسية والعقلية والبدنية، المشكلة من طرف وزارة الصحة للمساهمة في تتبع آثار الجائحة الوبائية على الأطفال والوقاية من تبعاتها والتأطير الصحي، المساهمة في النقاش المرتبط بالموسم الدراسي المقبل.
وشددت الجمعيات، في هذا، السياق، على ضرورة الحرص، بالنسبة للأطفال الذين اختار لهم الآباء والأمهات التعليم الحضوري، على اتباع جملة من التدابير الضرورية، من قبيل احترام جدول التلقيحات الخاصة بهم وضمنها التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية، وقياس درجات حرارتهم من طرف الآباء قبل التوجه للمؤسسات التعليمية، والتأكد من عدم تجاوزها 38 درجة بعيدا عن أي علاج طبي، مؤكدة على وجوب خضوع الطفل، في حال ظهور أي عارض صحي سريري، لفحص طبي واستئناف الدراسة لاحقا بترخيص من الطبيب المعالج.
وإلى جانب التدابير السابقة، يضيف البلاغ ذاته، دعت الجمعيات إلى برمجة مواعيد مختلفة لولوج المؤسسة التعليمية بناء على المستويات الدراسية لتقليص معدلات التقارب بين الآباء والأمهات، باحترام مسافة الأمان والتباعد الجسدي ووضع الكمامات، وإلى برمجة حصص دراسية مستمرة لتفادي التنقلات المتكررة، مؤكدة على عدم تجاوز نصف حمولة حافلات النقل المدرسي وتعقيمها باستمرار، وإيلاء مهمة سياقتها لنفس الشخص.
ودعت التنظيمات الصحية المدنية، أيضا، إلى ضرورة الحرص على تهوية الحجرات الدراسية وفرض التباعد بين الطاولات بمعدل متر واحد بين كل طاولة ومترين بالنسبة لطاولات الصف الأمامي بعيدا عن الأساتذة والمعلمين، وترك القاعات مفتوحة في فترات الاستراحة وخلال وجبات الأكل، والعمل على تعقيمها يوميا، وأن تشمل العملية الأرضيات والطاولات والمواد المستعملة في العملية التربوية، والأمر نفسه بالنسبة للمرافق الصحية.
ونبهت الجمعيات الثلاث، في بلاغها، إلى ضرورة وضع الكمامات، دون استثناء، من طرف أطر المؤسسات التعليمية والعاملين بها والتلاميذ انطلاقا من المستوى الإعدادي، وتوفير المعقمات الكحولية رهن إشارة الجميع، وتقديم شروحات كافية تحسيسية وتوعوية عن الفيروس وسبل الوقاية والممارسات، التي يجب تفاديها للحيلولة دون تسجيل إصابات وانتشار العدوى.
واعتبرت الجمعيات أن التدريس عن بعد لا يمكن أن يلغي التعليم الحضوري، بالنظر إلى حاجة الأطفال لنسج الروابط الاجتماعية التي يقوم بتطويرها إلى جانب زملائه في المؤسسة التعليمية والتي تعتبر ضرورية لصقل شخصيته ومهاراته الذاتية.
وأبرزت الجمعيات العاملة والمختصة في صحة الأطفال، البدنية والنفسية، من جانب آخر، أن قرار اختيار شكل التدريس لا يجب أن يكون بالمقابل على حساب الأطفال الذين يمكن تصنيفهم ضمن الفئات الهشة على المستوى الصحي، الذين يعانون من أمراض كالسكري والربو ونقص المناعة، موضحة، في هذا الصدد، أن خيار التدريس الحضوري لا يشكل خطرا كبيرا على صحتهم إذا ما توفرت الشروط الوقائية وتم احترام التدابير الحاجزية، ومسجلة أن الدراسات تشير إلى أن الأطفال أقل من 14 سنة ليسوا بناقلين بدرجة كبيرة لعدوى الإصابة بفيروس "كوفيد-19"، بيد أن الجمعيات إياها يبدو أنها غير معنية بتقدير حجم "ليسوا ناقلين بدرجة كبيرة" لعدوى الإصابة بفيروس كورونا المستجد، ولا بحدود تلك "بدرجة كبيرة"، في إغفال تام للمئات من الأطفال المغاربة (وحتى في العالم)، الذين أصيبوا بالعدوى، إذ إن آخر إحصائية كانت قدمتها وزارة الصحة أفادت إصابة 625 طفلا تحت سن 14 عاما بالفيروس التاجي في المغرب، حتى 15 ماي 2020، دون أن توفر الوزارة، بعد ذلك، إحصائيات محيّنة عن الإصابات في صفوف الأطفال المغاربة، ما دعا أحد النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" إلى التعليق على ذلك بالقول إن ما يهم هؤلاء هو أن يكون لديهم أعداد متزايدة من الزبناء عقب الدخول الدراسي...