تقرير يرصد أبرز الإصابات في العالم.. انفجارات بؤر كوفيد-19 تدفع الكثير من الدول إلى تكثيف القيود
الكاتب :
"الغد 24" و"أ.ف.ب"
بين إعادة فرض تدابير عزل وفرض وضع الكمامات، وقرارات الإلاق بعودة الحجر الصحي الجزئي في مناطق محددة تنفجر فيها البؤر الوبائية، تتكثف القيود في الكثير من الدول، التي تحاول بصعوبة احتواء تفشي فيروس كورونا المستجد، الذي تأمل منظمة الصحة العالمية في طي صفحته "خلال أقل من عامين".
وفي المغرب، الذي كان يبدو مسيطرا ومتحكما في الجائحة، إلى حدود عيد الأضحى، انقلبت الأوضاع رأسا على عقب، وخرجت الجائحة من تحت السيطرة، إلى درجة بدا الملك محمد السادس متخوفا من تفاقم الوضع الوبائي في البلاد، ومن إمكانية العودة إلى الحجر الصحي، بصيغة يمكن أن تكون أكثر تشددا، في حال ما استمر الوضع على ما هو عليه، وحذر من مخاطر هذا الوضع، ومنبها إلى أن الدعم المقدم للعديد من الأسر المتضررة في ظل جائحة كورونا وفقدت مصدر رزقها "لا يمكن أن يدوم إلى ما لا نهاية"، وشدد على أن الدولة أعطت "أكثر مما لديها من وسائل وإمكانات"... وفي الوقت ذاته، فرضت السلطات الإغلاق لأحياء وشواطئ، كما فرضت الحجر الجزئي في عدة مدن...
وفي تونس، أعادت السلطات، أمس الجمعة، فرض حظر تجول بين الخامسة بعد الظهر والخامسة صباحا لأسبوع في مدينة الحامة في جنوب شرق البلاد التي تشهد ارتفاعا في عدد الإصابات.
وأمس الجمعة، دخل لبنان مجددا في مرحلة جديدة من الإغلاق العام تستمر أسبوعين في وقت يواجه أعداد إصابات قياسية، ومستشفيات ممتلئة بمرضى كوفيد-19 وجرحى تفجير مرفأ بيروت في الرابع من غشت 2020...
وفي الدنمارك، وبعد أن كان الأمر مجرد توصية، أصبح وضع الكمامات في وسائل النقل المشترك إلزاميا اعتبارا من اليوم السبت في وقت تواجه البلاد ارتفاعا في عدد الإصابات بالمرض وفي عدد البؤر المحلية.
وفي فرنسا، حيث سجلت أكثر من 4500 إصابة جديدة بكوفيد-19 خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، أصبح وضع الكمامات إلزاميا أيضا في جزء من وسط مدينة ليون، بعد أن فرض في بعض مناطق باريس ونيس. وبحسب السلطات المحلية، يفترض أن يسمح هذا التدبير، الذي يشمل الشوارع الأكثر اكتظاظا، بتجنب تفشي الفيروس بسبب عودة المصطافين من عطلهم وبمكافحة الوباء مع اقتراب موعد العودة إلى المدارس.
وفي فرنسا كما في المغرب وفي عدد من الدول، هناك متشككون من وجود الوباء، ونقلت وكالة فرانس بريس عن برنار بروكيس، وهو تاجر في تولوز، قوله: "لماذا لا يتم وضع الكمامات للحيوانات بما أنه يمكنهم نقل الفيروس؟ إنها مزحة كبيرة. إنها مجرد تجارة كبيرة".
وفي كوريا الجنوبية، أعلنت السلطات، اليوم السبت، أنها ستوسع، اعتبارا من يوم غد الأحد، نطاق تشديد القيود المفروضة في منطقة سيول لتشمل كافة الأراضي، بعد أن سجلت البلاد أكثر من 300 إصابة جديدة بالمرض ليومين متتاليين.
وفي ألمانيا، أعلنت السلطات أن عدد الإصابات اليومية الجديدة بفيروس كورونا المستجد تجاوز عتبة الألفين خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، وهو مستوى غير مسبوق في البلاد منذ نهاية أبريل الماضي. وسجل معهد روبرت كوخ الألماني للأمراض المعدية 2034 إصابة جديدة، ما يرفع العدد الإجمالي للإصابات منذ بدء تفشي الوباء، إلى 232 ألفا و82، بالإضافة إلى 7 وفيات جديدة، لتبلغ حصيلة الوفيات في البلاد 9267.
في مدريد، دعي السكان إلى الخضوع لعزل في المناطق الأكثر تضررا جراء الفيروس في وقت ارتفع عدد الإصابات المسجلة في إسبانيا أكثر من 8 آلاف خلال 24 ساعة.
وفي إنجلترا، تُتخذ تدابير مماثلة حيث يتم تشديد تدابير العزل في مناطق عدة في شمال غرب البلاد، حيث تم وضع بيرمينغهام، ثاني مدينة أكثر اكتظاظا في البلاد، تحت المراقبة. ومنذ منتصف الليل، لم يعد بإمكان سكان مدينتي أولدهام وبلاكبورن، وكذلك أجزاء عدة من منطقة بيندل حيث يقطن قرابة نصف مليون شخص، الالتقاء بأشخاص من خارج منطقتهم.
يبدو التحدي كبيرا في وقت استأنف الوباء تفشيه إثر العطل الصيفية والاجتماعات العائلية والاحتفالات، بعد أن ظهرت في الربيع مؤشرات تراجعه.
في المجمل، أودى الوباء بحياة ما لا يقل عن 793 ألف شخص في العالم، وأصاب أكثر من 22 مليونا و734 ألفا و900 شخص في 196 بلدا ومنطقة وفق تعداد أعدته وكالة فرانس برس.
ولا تزال الولايات المتحدة الدولة الأكثر تضررا جراء الفيروس، فبحسب آخر حصيلة أعلنتها جامعة جونز هوبكنز، بلغ عدد الإصابات في البلاد، أمس الجمعة، 5 ملايين و618 ألفا، وعدد الوفيات 175 ألفا و245. وسجلت 47031 إصابة و1067 وفاة إضافية خلال 24 ساعة الأخيرة.
تأتي بعدها البرازيل، حيث بلغ عدد الوفيات 112 ألفا و304 وفيات، ثم المكسيك (59106) والهند (54849) وبريطانيا (41403). وأحصت أميركا اللاتينية والكاريبي 252233 وفاة، أما أوروبا فسجلت 212135 وفاة.
وقال مدير منظمة الصحة العالمية، دروس أدهانوم غيبريسوس، للصحافيين في جنيف "نأمل أن ننتهي من هذه الجائحة في أقل من عامين".
وأضاف أنه عبر "الاستفادة من الأدوات المتاحة الى أقصى حد والأمل أن نحصل على أدوات إضافية مثل اللقاحات، أعتقد أن باستطاعتنا انهاء الجائحة في وقت أقل مما استغرقته أنفلونزا عام 1918"، في إشارة إلى جائحة الأنفلونزا الإسبانية، التي تسببت بوفاة نحو 50 مليون شخص بين عامي 1918 و1920...