عبد اللطيف الحموشي.. رجل الميدان الذي يوجّه ضربات قاصمة للإرهاب
الكاتب :
نوفل البعمري
نوفل البعمري
اجتاحت صورة عبد اللطيف الحموشي، المدير العام لجهازين أمنيين حساسين في المملكة، وهو يحرص ويشرف شخصيا على تفكيك خلية إرهابية بتمارة، صنفت بكونها خطيرة، (اجتاحت) مواقع التواصل الاجتماعي، وبمجرد انتشارها، حصدت المئات من علامات الإعجاب، والعديد من التعاليق المشيدة بعمل الجهاز الأمني في البلاد.
لقد أبدى كثيرون إعجابهم بالوجود الميداني للمدير العام للمديرية العامة للأمن الوطني، والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، قرب عناصره الأمنية للإشراف المباشر على عملية تفكيك هذه الخلية الإرهابية.. هذا الحرص وهذا الحضور القوي، بالإضافة إلى الدعم الميداني الشخصي للحموشي لعناصره، يعكس، أيضا، يقظة الجهاز الأمني بمختلف قواه ونسائه ورجالاته الذين يشتغلون ليل نهار، في شتى الظروف، حتى في لحظات عصيبة موسومة بحالة الطوارئ الصحية، التي يعيشها العالم والمغرب، وانشغال الجميع بالحرب على الفيروس الفتاك.
إننا اليوم أمام جبهات متعددة.. مواجهة فيروس كورونا بكل ثقله الوبائي، والحرب على الجريمة المنظمة العابرة للقارات، التي كسرت وما تزال تكسر شوكة بارونات وتجار المخدرات المرتبطين بشبكات التهريب الدولي، ثم الحرب على الإرهاب....
إننا أمام حرب كبيرة ومفتوحة، تنطلق من الحرب على ما يمس بصحة المغاربة، وتمتد إلى ما يهدد حياتهم وأمنهم واستقرارهم.. وهنا، وفي كل هذه الجبهات، نجد الجهاز الأمني حاضرا بقوة. وحتى في هذه اللحظات العصيبة الموسومة بالوباء، ماتزال عناصره مرابطة، منذ أشهر متتالية في شوارع المملكة.. وبالتالي، فإن الحرب على الإرهاب، لا تقل أهمية عن الحروب الأخرى، باعتبارها مدخلا أساسيا لحماية حق المغاربة في الحياة والأمن والأمان...
في العديد من المحطات الدولية، كان عبد اللطيف الحموشي يحظى بتكريم خاص، من قبل دول وحكومات متعددة.. وكان البعض "مِنَّا" يثيره الأمر ويستغرب له، والبعض الآخر على قلته، كان يستغله لاستهدافه والنيل من الجهاز الأمني للبلاد برمته.. وهو استهداف موجه لأهم الأعمدة التي يرتكز عليها استقرار المغرب، والعنوان الأبرز على قوته داخليا وخارجيا، خاصة مع التغييرات البنيوية التي عاشها الجهاز الأمني ككل، منذ وصول الحموشي إليه.
حينما عُيِّن الحموشي على رأس المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وبعدها المديرية العامة للأمن الوطني، جرت مياه كثيرة تحت جسور المنظومة الأمنية في المغرب، فمن جهة، أسّس لمبدأ أنسنة العمل الأمني، ومن جهة أخرى، عمل على إدخال قاموس حقوق الإنسان للجهاز، رغم بعض الحالات المنفردة والمعزولة التي لا يتوانى الحموشي نفسه عن تصحيحها وتقويم أي اعوجاج داخلي محتمل.. لذلك، لولا كل هذه المسارات المتعددة التي شهدها الجهاز الأمني المغربي، منذ خطاب الملك لسنة 1999 حول المفهوم الجديد للسلطة، وصولا للتغييرات الاستراتيجية التي عرفها الجهاز منذ وصول الحموشي، لما استطاع أن يظل في واجهة المعركة، ضد كل هذه التهديدات المحدقة بالمملكة، ولما كان موضوع إشادة دولية، ولما كانت الحرب على الإرهاب تحقق نجاحا كبيرا حفاظا على أمن واستقرار هذا الوطن.