الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

عود على بدء.. "الطريق الرابع" يجدد الدعوة إلى خلق "الجبهة المدنية للتنمية والديمقراطية"

 
المصطفى المريزق
 
منذ بداية العهد الجديد، انخرطت عشرات الجمعيات الحقوقية المغربية، ومعها ضحايا الانتهاكات وعائلاتهم في مسلسل المصالحة وجبر الضرر عن جدارة واقتناع. واليوم يتابع المجلس الوطني لحقوق الإنسان تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة بكل مسؤولية، ولعل ورش "حفظ الذاكرة والنهوض بالتاريخ المغربي بمختلف روافده" خير دليل على أهمية هذه المكتسبات التي ما كانت لتتحقق لولا الأهمية البالغة التي توليها بلادنا لحقوق الإنسان، رغم ما نزال نتطلع إليه من حقوق وواجبات..
 
ومن الواضح أن خلق جيل جديد من الفاعلين المدنيين والحقوقيين من مختلف الأطياف والتجارب، يسائلنا جميعا، ويجعلنا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، نفكر، انطلاقا مما يوليه "الطريق الرابع" من أهمية قصوى، ومن ضرورة تاريخية للبناء الفكري والتربوي كخلفية أساسية لبناء جبهة حقوقية وطنية قوية، (نفكر) في رؤية مدنية حقوقية جديدة، منخرطة بفعالية ومصداقية في العمل المدني المواطن، من أجل تقوية الجبهة الوطنية لصيانة المكتسبات والدفاع عن الوطن ليس من الأعداء فقط، بل للدفاع عنه من الجهل والتخريب والتعصب والتخلف والشعبوية الحقوقية والسياسية...
 
إن تعزيز آليات البناء الديمقراطي الحداثي انطلاقا مما أقره "الطريق الرابع"، هو صمام الأمان لصيانة وحدة الوطن أرضا وشعبا، وصيانة استقلاله وسيادته..
 
نفكر في رؤية مدنية حقوقية جديدة، منخرطة بفعالية ومصداقية في العمل المدني المواطن، من أجل تقوية الجبهة الوطنية لصيانة المكتسبات والدفاع عن الوطن ليس من الأعداء فقط، بل للدفاع عنه من الجهل والتخريب والتعصب والتخلف والشعبوية الحقوقية والسياسية...
 
ومن هذا المنطلق، يجدد "الطريق الرابع" دعوته لتنظيم حوار وطني مدني، لخلق "الجبهة المدنية للتنمية والديمقراطية" (أول دعوة أطلقناها من فاس سنة 2019)، للمزيد من الاهتمام بالقضايا الاجتماعية في علاقتها المفصلية بين النضال الحقوقي وبين الفعل السياسي النبيل، لوقف نمو البؤس والفساد والاستبعاد الاجتماعي..
 
وما من شك في أن الظروف التي تمر منها بلادنا اليوم لا يجب أن تزرع في نفوسنا الإحباط والخوف والارتباك والفزع، بل يجب أن تقوّي عزمنا لكي لا نرضخ لأي تراجع عن وحدتنا الترابية، وعن القيم الإيجابية التي أزهرتها مشاتل النضال الديمقراطي الحداثي الحقوقي والثقافي والجمعوي والفني...، ليس فقط لأن فرسان هذه القيم قد غابوا عنا، بل لأن ما غرسوه فينا من حب الوطن ومن قيم وأخلاق لا يمكن أن ينهار.
 
لقد تابع الرأي العام الوطني والدولي، خلال هذا الأسبوع، حدثين بارزين لا علاقة لهما بالسياسة السياسوية، الأول يتعلق بمراسيم تقديم التقرير العام الذي أعدته اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي أمام صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالقصر الملكي بفاس، والثاني هو إطلاق "وحدة حفظ الذاكرة والنهوض بالتاريخ المغربي" من طرف المجلس الوطني لحقوق الإنسان"، من دون أن ننسى الحدث التاريخي والكبير ورش تعميم الحماية الاجتماعية، الذي انطلق في الشهر الماضي...
 
كل هذه الأوراش، وأوراش أخرى سبقتها، تحتاج لهذه الجبهة التي يدعو "الطريق الرابع" لصناعتها، من أجل مغرب المستقبل (الذي نحلم به)، مغرب الأمن والأمان، مغرب السلم والسلام...
 
الرئيس الناطق الرسمي لمنتدى مغرب المستقبل (حركة قادمون وقادرون)