الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

فلسطين قضية مقدسة.. الوحدة الترابية أكثر قدسية

 
مصطفى العراقي
 
مغربي أنا، أعتز بمغربيتي، بوطنيتي..
 
فلسطيني أنا أعتبر أن دمي فلسطيني..
 
مغربي فتح عينيه على شعار: "القضية الفلسطينية قضية وطنية"... وأن الكيان الصهيوني تم غرسه كنبتة سامة مضرة توسعية في أرض فلسطين وعلى حساب شعبها..
 
مغريي أنا.. أومن بعدالة القضية الفلسطينية وبمطلب الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.
 
في الأسابيع الثقافية، ايام الدراسة.. في الجامعة.. في المسيرات والمظاهرات.. في قراءاتي.. كانت فلسطين ومازالت وستبقى حاضرة.
أنتمي الى جيل تبلور وعيه الفلسطيني من كتابات غسان كنفاني وأشعار محمود درويش ورمزية ابو عمار.. من مجلات فلسطين الثورة والحرية والهدف والكرمل.. من أغاني مارسيل خليفة وفرقة الميادين وأناشيد صوت فلسطين.. من الفكر السياسي لمنظمة التحرير بفتحها وجبهتيها...
مغريي أنا.. فلسطيني أنا..
 
فتحت عيني بوطن عريق عراقة التاريخ.. ناضل شعبه من أجل الاستقلال والحرية والديمقراطية واستكمال وحدته الترابية.. من أجل استرجاع صحرائه وكل أجزائه التي لاتزال مغتصبة في شماله..
 
مغربي أنا أقدر التضحيات الجسام التي قدمتها القوات المسلحة الملكية طيلة عقدين من مواجهات عسكرية بشكل مباشر وغير مباشر مع جار شقيق هو الجزائر، التي تعادي مؤسستها العسكرية بلادي وتسعى إلى إضعافها.. وأنحني إجلالا للتضحيات الجسام التي قدمتها وما زالت هذه القوات بمختلف مكوناتها..
 
وطن تناضل قواه السياسية والنقابية والثقافية والجمعوية من أجل إبراز حق المغرب التاريخي..
 
وكما فلسطين قضية مقدسة لدي.. فإن الوحدة الترابية أكثر قدسية..
 
أرفض التطبيع مع الكيان الصهيوني كما رفضته في التسعينيات عندما تم فتح مكتب اتصال إسرائيلي بالرباط.
 
وأعتبر أن أخطر تطبيع يمس بالقضية الفلسطينية هو التطبيع الشعبي.. لذلك لدي قناعة بأن الجسم الوطني المغربي لديه مناعة من أن تستطيع إسرائيل اختراقه ومحو ذاكرته وزرع النسيان التاريخي في مواقفه.. لقد حاول مكتب الاتصال اختراق هذا النسيج ولم يفلح.. ولن يفلح أبدا.
 
وأعتبر أن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء وسيادته عليها خطوة مهمة في مسار تعزيز وحدة بلادنا الترابية.. لأنها ستؤثر لا محالة في مقاربة الأمم المتحدة لملف الصحراء.. ولأنها ستدعم المقترح المغربي المتمثل في الحكم الذاتي الموسع في إطار السيادة المغربية والذي يحفظ لسكان اقاليمنا الصحراوية حقهم عبر حل سياسي طبقا للشرعية الدولية والقانون الدولي..
 
لا تطبيع شعبيا مع الكيان الصهيوني.. وأسجل أن الموقف الرسمي أكد على الثوابت الداعمة للشعب الفلسطيني من أجل الدولة الفلسطينية المستقلة.. وهو موقف لا يمكن إلا أن نصفق له ونعتز به..
 
لن أتهم أحدا بالخيانة.. ولا بالاستسلام.. ولن أنساق مع دعاة "لن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين".. لأنني فلسطيني الفكر والموقف والمطلب و... الدم.
 
وكل خطوة.. كل مبادرة.. تدعم الحق المغربي أعتبرها نصرا في معركة الدفاع عن الوحدة الترابية..
 
الصحراء مغربية.. فلسطين عربية.. إسرائيل كيان مغتصب.
 
كاتب وإعلامي مغربي