الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

إسرائيل أخرى في المغارب!

 
حميد هيمة
 
في الشرق، لا نختلف على الدور التخريبي لإسرائيل في المنطقة العربية، ومصادرتها لحق الشعب الفلسطيني في بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
 
أما في المنطقة المغاربية، فيلعب نظام دولة شقيقة، تحت تأثير تضخم النزعة العسكرية، أدوارا تخريبية في الإقليم، ليس فقط في هدر كل الموارد الوطنية للتعبئة الحربية في مواجهة (العدو الكلاسيكي) وفق منظور قادتها، ولكن أيضا في عرقلة التعاون الجهوي بين شعوب المغارب.
 
الخطاب (الدبلوماسي والإعلامي) للنظام العسكري الجزائري، في تلفيق مقصود وغير بريء، يجعل الوضع في الصحراء مشابها للحالة الفلسطينية! والجزائر، وفق السردية ذاتها، داعمة للمقاومة في مواجهة الاحتلال!
 
والحال أن مقارنة الوقائع المادية، تكشف أن إسرائيل، ذات الطبيعة الاستيطانية، تسعى لإضعاف الدول وتفكيكها. وهي العقيدة ذاتها التي توجّه سياسة النظام الجزائري في شمال غرب إفريقيا، بالسعي الدائم لإضعاف المغرب والعبث بكيانه الوطني. والأهم، من كل ذلك، رعاية صراع خاسر، مكلف ومدمر للشعبين الشقيقين: المغربي والجزائري.
 
إن تفحص الخطاب الرسمي المخادع، الداعي إلى دعم حركات تصفية الاستعمار وحق الشعوب في تقرير مصيرها، وهي قيم إنسانية نبيلة، ليست إلا واجهة تغطي النزعة التوسعية للنظام العسكري، الذي لا يتردد في مصادرة الحق الأصيل للشعب الجزائري في الديمقراطية.
 
وإذا كانت النخب المستقلة، في الجزائر، لا تساير مغامرات النظام العسكري، فإن القوى الحية بالمغرب (تدين) استئناف المغرب لعلاقته مع (إسرائيل)، من منطلق الحق الثابت للشعبين المغربي والفلسطيني في استكمال وحدة ترابه الوطني وفي بناء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على التوالي.
 
في الجانب الآخر، لم ينتبه المعسكر الرافض للتطبيع، في الجزائر كما في المغرب، لمغازلة البوليساريو، كحركة انتهازية وطفيلية، لإسرائيل. فقد احتل أبي بشرايا البشير، عضو الأمانة الوطنية للبوليساريو، عددا من المنصات الإعلامية الإسرائيلية للترويج لخطاب سياسي يغازل هذا الكيان!
 
طبعا، لا يمكن لقيادة البوليساريو أن تتسلل إلى المنصات الإعلامية الإسرائيلية دون إذن مسبق من قادة (إسرائيل) دول المغارب!
 
وإذا لم تتفطن شعوب المنطقة للأدوار التخريبية التي ينهجها تجار الحرب في (إسرائيل) المغارب، فإننا سنخسر معركتنا الجماعية في بناء الدولة الديمقراطية القائمة على مبادئ الحرية والكرامة والتضامن المغاربي.
 
أستاذ، عضو منظمة حريات الإعلام والتعبير (حاتم)