يوم جميل مطبوع بانتصار سياسي وديبلوماسي لبلدي المغرب
الكاتب :
مسعود بوعيش
مسعود بوعيش
خواطر صباح يوم 12 دجنبر 2020،
في مناجاة صباح يوم 12 دجنبر 1981
♧♧♧
صباح الخير يا بلدي،
مازلتُ تحت تأثير الانتصار السياسي والديبلوماسي لبلدي المغرب...
نحن من أفراد الجيل الذي يشعر بالإنصاف والانتصاف، جيل قال منذ البداية: هذا الاصطفاف الخارجي حول الموقف من قضية وحدتنا الترابية أساسه إيديولوجي، هذا التموقع إيديولوجي، هذا الفرز إيديولوجي، هذه المواقف مصائد، فتلك مصيدة سوفياتية، وذلك مصيدة أمريكية، وتلك قبعة بريطانية، وذلك قفاز فرنسي بِلونين يحملان مجسم براسين... وتلك حجرة نظام عسكري جزائري وضعت تحت الأنظار في حذاء الدولة الوطنية المغربية...
ودارت الأيام...!!! أيام ممتدة في التحقيب الإيديولوجي، منذ حقبة انهيار جدار برلين قبل نهاية العقد الثامن من القرن العشرين... كان يا ما كان... ومرت الأيام... بحلوها ومرها... آه يا بلدي.. آه يا بلدي... آه يا بلدي... كم عانينا.. وكم تحملنا.. وكم تحملنا ما لا طاقة لنا به... لكن صَبَرنا وتعاضدنا وتماسكنا واتحدنا في وجه العواصف الإيديولوجية والرياح المغذية للانفصال وفصل الأغصان عن أشجارها هنا وبتر الأغصان هناك هلعا من تمددها فوق الأرض لتصير شجرتين جديدتين في حقل الكيانات... كان قد حان موسمها الإيديولوجي الساخن في الحرب الباردة... وكان الصراع حول خيرات الأرض ما ظهر منها وما زال في الباطن من أسباب وتداعيات التشرذم والبلقنة والانطواء والانغلاق والتمامية تحت حماية الأنظمة العسكرتارية وأنظار صناع اتفاقية يالطا وحصيلة خراب الحرب العالمية الثانية...
نحن من جيل شاهد على التاريخ... هذه "نحن" هنا والآن لا تعني الفرد الراوي... تعني فردا من جيل الأحلام الكبرى.. كنا راشدين بالغين حينما انطلقت المسيرة الخضراء في نونبر 1975... شاهدين حاضرين فاعلين مشاغبين تائهين في الأحلام الكبرى للمسيرة والمسيرات الأخرى من أجل الديمقراطية والتحرير... مشاركين أقراننا من الأجيال بشعوب وبلدان وقارات أخرى في الأحلام الكبرى للحركات الشبابية العالمية المناهضة للاستعمارين، القديم والجديد وتجلياتهما وتداعياتهما...
نحن جيل محظوظ... جيل فتح عيونه على وجود بنيات الاستقبال.. عربات وقوافل السفر والتنقل والانتقال في التضاريس... بنيات استقبال كل الشعارات لإغناء لوح كتابة كل الشعارات ولو انزاحت إلى الأقاصي في برنامج ما العمل.. مدارس مغربية شعبية حزبية ونقابية وجمعوية ومنابر.. تتسع فضاءاتها لكل المشاغبين، ذكورا وإناثا، ولكل أنواع الشغب الجميل..
قد يرجع الفضل الكبير للأجيال السابقة التي نقلت الرسالة أو الرسائل... حتى شكلت رزمة الرسائل صفحات من كتاب ما زال مفتوحا على المستقبل... كتاب مازال في حاجة إلى رسائل جديدة حول ما تبقى من مهام جديدة في العهد الجديد وفي التحديات المستجدة...
وأخيرا انتصر الحق والتاريخ على تداعيات الحرب الباردة.. وأخيرا رجحت السياسة كفة تلاحم التاريخ والجغرافية.. تاريخ الإنسان وكفاحاته في منطقة جغرافية كادت رياح التعرية الإيديولوجية أن تجعل منها بؤرة دائمة للتوتر واللاإستقرار...
سقط القناع... تطابق الموقف مع الحقيقة التاريخية والميدانية... الولايات المتحدة الأمريكية تعترف بدَيْنها الذي عمر 243 سنة... دين مسجل في سجلات تاريخ القرن الثامن عشر أي سنة 1777م...
الولايات المتحدة الأمريكية تعترف لأول مرة، بعد 45 سنة من الترافع والشرح والتبادل والإقناع، بسيادة المغرب على صحرائه...
نتطلع إلى مزيد من الاعترافات... نترقب سقوط أقنعة الكبار ليسهل سقوط أقنعة على وجوه الصغار التي مَلتها وكرهتها حتى أقنعتها...