رحيل جيزيل حليمي.. الحقوقية الفرنسية التونسية اليهودية المدافعة عن القضية الفلسطينية

 

توفيت أمس الثلاثاء، 28 يوليوز، المحامية والكاتبة والناشطة النسائية والحقوقية، جيزيل حليمي، عن عمر ناهز 93 عاما في العاصمة الفرنسية باريس.

 

وُلدت حليمي يوم 27 يوليوز 1927 في حلق الوادي في تونس العاصمة، لوالدين من أصول يهودية، تتلمذت في المدارس التونسية، ثم واصلت تعليمها الجامعي في كلية الحقوق، وبدأت ممارسة المحاماة منذ عام 1949 واستمرت في مهنتها انطلاقًا من باريس منذ عام 1956. وخصصت حياتها للدفاع عن قضايا المرأة، وبخاصة الحق في الإجهاض. انتخبت نائبة في البرلمان الفرنسي عام 1981 وكانت داعمة للرئيس الراحل فرانسوا ميتران والحزب الاشتراكي، ثم عينت من بعد سفيرة لفرنسا في اليونسكو. كما ترأست لجنة التحقيق حول الجرائم الأمريكية في فيتنام. عُرفت بدعمها لتحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسي، ودفاعها عن مناضلي "جبهة التحرير الوطني" الجزائرية، مثلما عُرفت بإدانتها للكيان الصهيوني ودعمها للقضية الفلسطينية، إذ كانت حليمي محامية مروان البرغوثي، أحد الرموز الفلسطينية وأبرز زعامات منظمة "فتح" في الضفة الغربية، الذي اُعتقل عام 2002 إثر نشاطه في الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

 

وكانت عضوة في محكمة "راسل" حول فلسطين، وهي محكمة رأي شعبية تأسست في مارس 2009 من أجل تعبئة الرأي العام حتى تقوم الأمم المتحدة باتخاذ التدابير اللازمة لوضع حد لإفلات الكيان الصهيوني من العقاب.

 

أصدرت جيزيل طيلة مسيرتها النضالية عدة مؤلفات من أهمها "فاطمة بوباشا" بالاشتراك مع سيمون دي بوفوار، وقد رسم أيقونة الفن التشكيلي بابلو بيكاسو غلاف هذا الكتاب. كما أصدرت رواية نشرت بفرنسا سنة 2006 عنوانها "الكاهنة"، وآخر مؤلفاتها هو "قصة شغف" صدرت سنة 2011.
 

وفي ما يتعلق بحياتها الخاصة، تزوّجت جيزيل من بول حليمي، الذي حملت لقبه العائلي، ثم تزوّجت بكلود فو، وهو السكرتير السابق للفيلسوف الشهير جون بول سارتر. ولها 3 أبناء من بينهم سيرج حليمي، وهو مدير الصحيفة الشهيرة "لومنتد ديبلوماتيك".