الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

بتعليمات ملكية.. الجيش والدرك والوقاية والسلطات تتعبّأ لإسعاف المتضررين من التساقطات الثلجية


انطلقت، أمس السبت 18 فبراير 2023، في إقليم ورزازات، عملية المساعدة العاجلة لفائدة السكان المتضررين من التساقطات الثلجية، المنظمة من قبل مؤسسة محمد الخامس للتضامن، وذلك تنفيذا لتعليمات الملك محمد السادس.
وفي هذا الإطار، حطت، في مطار ورزازات، طائرات تابعة للقوات المسلحة الملكية، محملة بمساعدات إنسانية عاجلة، سيتم توزيعها على السكان المتضررين من التساقطات المطرية والثلجية القوية.

مساعدات عاجلة لـ9000 عائلة من 75 دوارا

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قالت مديرة الاتصال بمؤسسة محمد الخامس للتضامن، سناء درديش، إن هذه المساعدات، تهم ما مجموعه 9000 عائلة متحدرة من 75 دوارا، مضيفة أن المستفيدين سيتلقون مصاحبة اجتماعية وتكفلا طبيا عن قرب.
وأوضحت أن الشحنة الأولى من هذه المساعدات الإنسانية الاستثنائية، التي تأتي تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، تم التوصل بها في مطار ورزازات، مشيرة إلى أن هذه العملية تكتسي طابعا خاصا واستثنائيا، وستشمل الدعم الإنساني، من خلال توزيع مواد غذائية وأغطية، وتقديم الدعم الاجتماعي، وتسهيل الولوج إلى الخدمات الصحية لفائدة المناطق النائية.
وأكدت درديش، أن هذه التعبئة نجحت بفضل تضافر جهود جميع الأطراف المعنية، من بينها القوات المسلحة الملكية، الدرك الملكي، الوقاية المدنية، السلطات المحلية، ووزارة الصحة والحماية الإجتماعية، منوهة بمساهمتهم الفعالة خاصة في ما يتعلق بالموارد اللوجيستية والتقنية.

تعليمات ملكية لتقديم المواكبة والمساعدة للسكان المتضررين

يشار إلى أنه في أعقاب سوء الأحوال الجوية والتساقطات الثلجية المهمة التي تم تسجيلها على مستوى أقاليم ورزازات وزاكورة وتارودانت، أعطى الملك محمد السادس تعليماته السامية لمختلف القطاعات المعنية، لتنسيق مجموع الوسائل التي يتعين تعبئتها وتقديم المواكبة والمساعدة الضرورية للسكان المتضررين.
وسيهم هذا الإجراء كافة المناطق التي تأثرت نتيجة سوء الأحوال الجوية، وخاصة الدواوير التابعة لقيادات إمغران وإغرم نوكدال وتلوات وأمرزكان وويسلسات وأنزال ونقوب وتازارين وتانسيفت وترناتا.
وتطبيقا لهذه التعليمات الملكية السامية، ستقدم القوات المسلحة الملكية الدعم اللوجستي، من خلال معداتها الجوية، من أجل تسريع عمليات الإمداد بالمساعدات ونقل العناصر البشرية لخدمة الساكنة المتضررة.

طائرات القوات المسلحة الملكية تشرع في نقل المساعدات العاجلة

وبالفعل، شرعت طائرات تابعة للقوات المسلحة الملكية، أمس السبت، انطلاقا من مطار محمد الخامس الدولي في الدارالبيضاء، في نقل المساعدة العاجلة لفائدة السكان المتضررين من موجة البرد والتساقطات الثلجية.
وفي هذا الإطار، جرى منذ وقت مبكر من يوم أمس تعبئة فرق متخصصة تابعة لمؤسسة محمد الخامس للتضامن والقوات المسلحة الملكية، والتي تعمل بالتنسيق مع القطاعات المعنية والسلطات المحلية، من أجل الاستجابة لحاجيات المناطق المتضررة في الأقاليم المستهدفة (زاكورة وورزازات وتارودانت).
وفي هذا السياق، أبرز عبد الله عمر موسى، مكلف بالقطب الطبي والإنساني بمؤسسة محمد الخامس، في تصريح لقناة M24 التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الأمر يتعلق بشحن المساعدات الإنسانية الموجهة للمناطق المستهدفة.
وأضاف أن هذه العملية تكتسي طابعا خاصا واستثنائيا، لأنها تأتي مباشرة بعد التساقطات الثلجية المهمة، ونزول درجات الحرارة الى مستويات حادة، الشيء الذي جعل السكان في بعض المناطق يعيشون ظروفا صعبة، وهو ما يتطلب من المؤسسة التواجد إلى جانبهم والتفاعل بسرعة مع احتياجاتهم.
وأوضح أن هذه العملية، التي تروم التخفيف من وطأة هذه الظروف على السكان المتضررين، تشمل، إلى جانب الدعم الغذائي، مرافقة اجتماعية وخدمات طبية لفائدة السكان، مشيرا إلى أن المؤسسة عبأت كل الأطقم من مساعدات اجتماعيات وأطباء وكوادر خاصة بالمؤسسة.
وحسب موسى، فإن الأمر يتعلق بعملية تعبر عن التزام المؤسسة، وكذا استجابتها الدائمة لتوجهيات الملك محمد السادس، المتعلقة بتقديم المساعدة للسكان الذين يكونون في حاجة إليها.
تجدر الإشارة إلى أن هذه العملية، التي تنجزها مؤسسة محمد الخامس للتضامن، من خلال جسر جوي يؤمن نقل هذه المساعدات، تقوم على التدخل عن قرب لدى السكان، لاسيما على مستوى الدواوير الجبلية والنائية، من خلال توفير مساعدات إنسانية عاجلة تتكون من منتجات غذائية وأغطية، فضلا عن مواكبة اجتماعية ملائمة ورعاية طبية على مستوى القرب.
وفضلا عن تعبئة طائرات القوات المسلحة الملكية لهذا الغرض انطلاقا من مطار الدارالبيضاء، سيتم أيضا تعبئة مروحيات للوصول إلى المناطق المعزولة.

تقريب الخدمات الصحية الأساسية والأدوية اللازمة للمتضررين

من جهة أخرى، عبأت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية مصالحها من أجل تنفيذ تدابير استباقية تروم تقريب الخدمات الصحية الأساسية والأدوية اللازمة للسكان المتضررين في المناطق التي تأثرت نتيجة سوء الأحوال الجوية والتساقطات الثلجية الأخيرة.
وفي هذا السياق، وجه وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت طالب، أمس السبت، توجيها مستعجلا لمختلف المدراء المركزيين والجهويين، والمناديب الإقليميين للوزارة، من أجل تنفيذ إجراءات وتدابير استباقية تروم تقريب الخدمات الصحية الأساسية والأدوية اللازمة للسكان المتضررين من تداعيات هذه التقلبات الجوية.
ويأتي هذا الأمر تنفيذا للتعليمات الملكية السامية الداعية لتنسيق الجهود لتقديم المواكبة والمساعدة الضرورية للسكان المتضررين في كافة المناطق التي تأثرت بسوء الأحوال الجوية الأخيرة.
كما دعا الوزير إلى تعبئة الموارد البشرية والوسائل اللوجستيكية اللازمة لمواكبة هذه العملية سواء على المستوى المركزي أو الجهوي، حيث تسهر فرق طبية وإدارية وتقنية بمديرية التخطيط والموارد المالية وبمديرية التجهيزات والصيانة بالوزارة على توفير جميع المعدات الطبية والأدوية اللازمة لرعاية السكان المتضررين من تداعيات هذه التقلبات الجوية، علاوة على توفير كميات كافية من مادة الأكسجين من خلال تفعيل المولّدات المركبة في مختلف المؤسسات الصحية، والتنسيق بشكل عاجل مع موردي هذه المادة لتوفير مخزون كاف.
وهكذا، تنكب جميع مصالح الوزارة على تفعيل جميع التدابير والإمكانيات والوسائل والخطط المعتمدة في مثل هذه الأحوال، فضلا عن إجراءات وطرق وأدوات المعالجة البعدية لهكذا وضعية...
وفي السياق ذاته، سوف تحدث مديرية مركزية خاصة بتدبير المخاطر والكوارث الطبيعية، وذلك في إطار إعادة مراجعة مهام ووظائف وهيكلة الإدارة المركزية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية.