جنرالات الجزائر أصحوا في الواجهة.. جبهة البوليساريو تعيش حالة من التيه والارتباك وانسداد الأفق
الكاتب :
"الغد 24"
محمد الغلوسي
تابعت حوار زعيم جبهة البوليساريو مع أحد المواقع، حوار يبدو من خلاله الزعيم أنه يقود الجبهة نحو أفق مسدود، حوار يوضح بشكل لا لبس فيه أن أوراق الجبهة مبعثرة وتفتقد إلى تصور ورؤية واضحة...
وإليكم بعض الأسئلة المطروحة على الزعيم وجوابه عليها:
السؤال 1: كيف تفسر كون بيانات الاتحاد الأفريقي كانت دوما قبل عودة المغرب إليه تتضمن كلمة الاحتلال عند الحديث عن قضية الصحراء، لكن بعد عودته، أصبحت بياناته تخلو من ذلك؟
جواب الزعيم: للأسف هناك دول أفريقية مثل "ماريونات" باعت مواقفها!!
السؤال 2: تقولون إن منطقة الصحراء تعرف حربا، وإن اتفاق وقف إطلاق النار قد انتهى، ما هو عدد ضحايا هذه الحرب؟ وهل هناك تكافؤ في الأسلحة؟
جواب الزعيم: هناك شهداء وجرحى، ولكن من الصعب تحديد العدد بدقة، والمغرب يستهدف المدنيين كثيرا. وبخصوص الأسلحة، فالمغرب يتوفر على طائرات درون وأسلحة متطورة، ولكن إيمان الشعب الصحراوي بقضيته يجعله مستعدا للشهادة.
وعن سؤال آخر حول حضور البوليساريو للموائد المستديرة، التي تشرف عليها الأمم المتحدة، أجاب أن الجبهة لن تشارك مستقبلا في هذه الموائد...
إن المتتبع لوضعية جبهة البوليساريو سيقف على حقيقة واضحة وهي أن ما تعيشه اليوم يشكل سابقة في الحياة التنظيمية والسياسية للجبهة، ويبدو أنها تعيش حالة من التيه والارتباك، فهي تتحدث عن حرب لا يتحدث عنها إلا زعماء الجبهة، "حرب" سقط فيها شهداء وجرحى، لكن الجبهة لا تتوفر على إحصائيات حول عددهم!!
وصول الجبهة الانفصالية إلى حالة من انسداد في الأفق، وتهالك تصوراتها الدوغمائية، وتخلي مجلس الأمن عن خيار الاستفتاء في قضية الصحراء المغربية، وتبني العديد من الدول لمقترح الحكم الذاتي بما في ذلك دول وازنة وكبرى، وحصول تطورات إيجابية لصالح قضيتنا الوطنية أفريقيا ودوليا، جعل الجزائر تخرج من الدائرة الضيقة لتتولى زمام الأمور بنفسها ويقفز عسكرها إلى الواجهة لمعاكسة الحقوق المشروعة للشعب المغربي في قضية وحدته الترابية، وهكذا فإن النظام الجزائري يقوم بكل شيء من أجل نفخ الروح في الجسد المترنح للجبهة الانفصالية لتبقى أداة يستخدمها لخدمة أجنداته...
إن قضية الصحراء المغربية ليست قضية تصفية استعمار كما يروج نظام الجنرالات، بل هي قضية وطنية مقدسة لدى المغاربة، ومن يحاول خلط الأوراق والإبقاء على مواقف غامضة وهلامية في هذه القضية، إنما يقف ضد الشعب المغربي ومصالحه وحقوقه التي لا تقبل المساومة...