مجلس الأمن يتعرّف على الدور الحيوي للجنة القدس برئاسة الملك والجزائر "دارت الضحك في راسها"
الكاتب :
"الغد 24" و(و.م.ع)
كان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يوم الاثنين 25 أبريل 2022، على موعد مع جلسة النقاش الفصلي لمجلس الأمن بشأن القضية الفلسطينية، حيث جرى تسليط الضوء على دور لجنة القدس برئاسة الملك محمد السادس في الدفاع عن المدينة المقدسة والحفاظ على هويتها، فيما كانت الجزائر متلبسة، أمام المجتمعين، بمواقف هجينة وبئيسة وصبيانية، لا يمكن أن توصف إلا بـ"التبرهيش"...
خلال الجلسة، أكد نائب الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر القادري، أن لجنة القدس الشريف، تحت القيادة المتبصرة لرئيسها الملك محمد السادس، تضطلع بشكل ثابت بدورها السياسي والميداني لدعم الشعب الفلسطيني عامة، والمقدسيين على وجه الخصوص.
وأبز الدبلوماسي المغربي أن الملك محمد السادس، بصفته رئيسا للجنة القدس، ما فتئ يحرص على بذل جهود حثيثة على المستوى السياسي والدبلوماسي والميداني من أجل الحفاظ على الوضع الخاص لهذه المدينة المقدسة.
وفي هذا الإطار، يضيف القادري، أبرز "نداء القدس"، الذي وقعه الملك والبابا فرنسيس بمناسبة زيارة هذا الأخير إلى الرباط بتاريخ 30 مارس 2019، أهمية الحفاظ على المدينة المقدسة كإرث مشترك للإنسانية، يربط الديانات التوحيدية الثلاث.
كما تطرق الدبلوماسي المغربي إلى العمل الميداني الذي تقوم به وكالة بيت مال القدس الشريف، الذراع التنفيذي للجنة القدس، تحت الإشراف الشخصي والفعلي للملك محمد السادس، والتي يتحمل فيها المغرب حوالي 86 في المائة من ميزانيتها السنوية.
وأكد أن هذه الوكالة عملت، منذ إنشائها سنة 1995، على حماية الحقوق العربية والإسلامية في المدينة المقدسة، من خلال دعم وتمويل عدة مشاريع حيوية في الميادين الاجتماعية والثقافية والتعليمية والصحية والمعمارية، وكان لها الأثر المباشر والملموس على حياة السكان المقدسيين ودعم صمودهم.
كما سلط الضوء على الدعم الذي تحظى به لجنة القدس لدى المنتظم الدولي بما في ذلك الدول العربية والإسلامية، كما عبر عن ذلك المجلس التنفيذي لمنظمة التعاون الإسلامي الذي انعقد يوم الاثنين في الرياض.
ولدى تطرقه للاستفزازات الأخيرة، التي شهدتها القدس، أكد القادري أن المغرب أدان هاته الاعتداءات على الشعب الفلسطيني ومقدساته ورموزه الدينية، داعيا إلى ضرورة وقفها ووضع حد لها بشكل فوري.
وأبرز أن المملكة المغربية التي يرأس عاهلها الملك محمد السادس، لجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، تناشد بإلحاح الامتناع عن أي عمل من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الوضع والتسبب في مزيد من التوترات في المنطقة.
وأضاف أنه انطلاقا من حرص الملك محمد السادس على دعم القضية الفلسطينية والدفاع عن الوضع الخاص للقدس الشريف، أجرى الملك، يوم الاثنين 18 أبريل 2022، مكالمة هاتفية مع أخيه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، حيث تناولت المحادثات بين العاهلين التطورات والأحداث التي تعرفها القدس والمسجد الأقصى في ضوء ما شهده من اقتحامات للأماكن المقدسة واعتداءات على المصلين، وذلك من منطلق رئاسة الملك محمد السادس، للجنة القدس، وتولي الملك عبد الله الثاني للوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية بالقدس الشريف.
وأضاف أن العاهلين اعتبرا أن من شأن هذا التصعيد أن يزيد من مشاعر الحقد والكراهية والتطرف وأن يقضي على فرص إحياء عملية السلام بالمنطقة.
كما أكد الدبلوماسي أن المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، يجدد تضامنه الكامل مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، المبنية على الشرعية الدولية والمستندة إلى حل الدولتين المتوافق عليه من طرف المجتمع الدولي، والمفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية قابلة للحياة وتعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل في جو من الأمن والطمأنينة والسلام.
كما أكد أن المملكة المغربية تظل على قناعة بمركزية القضية الفلسطينية لكونها قضية جوهرية في الشرق الأوسط، كما تظل في سلم أولويات المنتظم الدولي.
وأشار الدبلوماسي المغربي، في هذا الصدد، إلى مقتطف من رسالة التضامن التي وجهها الملك محمد السادس، إلى رئيس لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، شيخ نيانغ، في نونبر 2021 بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وأكد الملك، في هذه المقتطف، أن "هذا الموقف المغربي الراسخ ليس ظرفيا أو مناسباتيا، ولا يندرج في إطار سجالات أو مزايدات سياسية عقيمة، وإنما ينبع من قناعة وإيمان راسخين في وجدان المغاربة، مسنودين بجهد دبلوماسي جاد وهادف، وعمل ميداني ملموس لفائدة القضية الفلسطينية العادلة وقضية القدس الشريف".
وخلص القادري إلى التأكيد أن المملكة المغربية ستواصل العمل على استثمار دورها التاريخي والوازن في القضية الفلسطينية والعلاقات المتميزة التي تجمعها بكل الأطراف والقوى الدولية الفاعلة، من أجل توفير الظروف الملائمة، لإعادة إحياء المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، باعتبارها السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط.
اعتراض جزائري مشين خطأ سياسي فظيع
في خضم المناقشات الجارية حول القضية الفلسطينية، والتي أكدت على على هذا الدور الحيوني للجنة القدس ولرئيسها الملك محمد السادس، اختار النظام العسكري في الجزائر موقفا بئيسا لا يمكن وصفه إلا بأنه "خطأ سياسي فظيع، وقرار مشين، وسلوك مستهجن"! إذ لا يجد الدبلوماسيون في نيويورك الكلمات المناسبة لنعت السلوك المشين للوفد الجزائري خلال المناقشة الفصلية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التي انعقدت حول الوضع في فلسطين.
وبالفعل، ولأول مرة في سجلات مجلس الأمن، لم تصدر المجموعات العربية والمجموعة الإسلامية وحركة عدم الانحياز بيانات دعم وتضامن مع الشعب الفلسطيني. والسبب: اعتراض الجزائر من القيام بذلك لسبب بسيط هو أن خطاباتهم باسم مجموعاتهم تضمنت إشارات إلى الدور المحوري الذي تضطلع به لجنة القدس ورئيسها الملك محمد السادس، في الدفاع عن المدينة المقدسة والقضية الفلسطينية.
وليس ما قامت به الجزائر اليوم أكثر ولا أقل من خيانة لا تغتفر للقضية المقدسة للعالم العربي الإسلامي. كما أن الصمت المشين الذي فرضته الجزائر على المجموعات الإقليمية سيظل منقوشا إلى الأبد في ذاكرة العرب والمسلمين باعتباره "اليوم الأسود" الذي باعت فيه الجزائر فلسطين وشعبها بسبب كراهيتها المقيتة للمغرب. وهي نكبة دبلوماسية للشعب الفلسطيني ارتكبها النظام الجزائري الذي يتعين أن يتحمل مسؤولياته.
ويتساءل العديد من الدبلوماسيين في الأمم المتحدة كيف يمكن للنظام العسكري الجزائري أن يبرر إسكات الأصوات المؤيدة لفلسطين، لأكثر من 3 مليارات شخص تمثلهم مجموعة عدم الانحياز ومنظمة التعاون الإسلامي، لسبب وحيد هو أن تصريحاتهم ضمت فقرات تثني على فلسطين ولجنة القدس ورئيسها.
ومع ذلك، فإن هذه الفقرات ليست جديدة، بل تمت المصادقة عليها واعتمادها لعدة عقود من قبل رؤساء دول وحكومات هذه المجموعات الثلاث. فما الذي تغير بالنسبة للجزائر حتى ترفض ذلك الآن؟ إن ما تغير هو الكراهية المعادية للمغرب من جانب النظام الجزائري، والتي اتخذت أبعادا غير مقبولة، بل بلغت حد التضحية بالقضية الفلسطينية. إن ما تغير هو النظام الجزائري الذي يوظف نظريات المؤامرة السخيفة ضد المغرب والعالم كله لمنع الدعم الدولي للمطالب المشروعة لشعبه من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان والحياة الكريمة، بما يتماشى مع الموارد الهائلة التي تزخر با البلاد، والتي تم تبديدها واستخدامها لأسباب لا تعود بالمنفعة لمصلحة الشعب الجزائري.
ويتساءل الدبلوماسيون العرب، الذين أصيبوا بالصدمة والذهول من الموقف المشين للسفير الجزائري، كيف يمكن للبلد الذي من المفترض أن يترأس القمة العربية في غضون أشهر قليلة، أن يتصرف بقدر من الازدراء والإذلال تجاه القضية الفلسطينية التي يفترض أن يدعمها ويدافع عنها؟!
ويجد الدبلوماسيون العرب والمسلمون، بمن فيهم أصدقاء الجزائر في أمريكا اللاتينية وآسيا، أنفسهم أمام موقف لا يصدق، لكنهم يدركون أن النظام الجزائري مستعد لفعل أي شيء لمعاكسة المغرب، لتظل فلسطين هي من تدفع الثمن اليوم، وغدا سيكون حتما سبب آخر. فالنظام الجزائري لايملك أخلاقا سياسية ولا أعرافا دبلوماسية ولا روح التضامن الأخوي. ألم يعرض التكامل المغاربي وتنمية القارة الإفريقية بأكملها للخطر من خلال الاعتداء على الوحدة الترابية للمغرب؟ ألا يخوض النظام الجزائري حربا ضد جاره المغربي وشقيقه منذ ما يقرب من نصف قرن من خلال صنيعته الانفصالية المسلحة "البوليساريو"؟
إن الدول الأعضاء اعتادت على دناءة الجزائر وعدائها تجاه جارتها المغرب. لكن هذه الدول لم تتخيل قط، حتى في أسوأ كوابيسها، أن يذهب الأمر بالجزائر إلى حد الطعن في القضية الفلسطينية من خلال حرمانها من دعمها التقليدي وعمقها الدبلوماسي الاستراتيجي.
من جهتها، ستواصل لجنة القدس، في ظل القيادة المثمرة والمنتجة والفعالة لرئيسها الملك محمد السادس، بهدوء ونكران الذات، عملها الملموس، الذي يحظى بالتقدير من أجل الحفاظ على المدينة المقدسة وحمايتها وتعزيز حقوق المقدسيين...