أبشع جريمة سرقة في رمضان.. السطو بطريقة احترافية على مكتبة بيت الحكمة بتطوان (+ صور)
الكاتب :
"الغد 24"
عندما ينطق المرء اسم "بيت الحكمة بتطوان"، على التو تحضره عناوينها ومبادراتها التربوية والتثقيفية، التي أعطتها إشعاعا على الصعيدين المحلي والوطني، بل وحتى على الصعيدين العربي والإسلامي، وحين يأتيك خبر السطو على هذه المكتبة الرائدة، على التو ستقول: من يستهدف "بيت الحكمة" في تطوان"، ثم تعلن دون تردد: إنها أبشع جريمة تقع في رمضان، لأنها جريمة مزدوجة، فهي ليست فقط جريمة السرقة المرتكبة، ولكن كذلك جريمة التطاول على معلمة ثقافية في مدينة الحمامة البيضاء...
هذا ما وقع في الساعة الأولى بعد ليلة الخميس، أي في الواحدة من صباح يوم الجمعة 22 أبريل 2022، حيث جرى اقتحام المكتبة من منفذ خلفي، واستعمل السارق أدوات محترفة لتكسير الحاجز الحديدي والتسلل إلى المكتبة، وقد تمكّن من سرقة خزنة حديدية للنقود، إضافة إلى مبيعات يوم الخميس، وكذا مخزن كاميرات المكتبة، وبعض الأجهزة الخاصة بـ"الريزو"، وهاتف المكتبة، وأتلف حاسوب صندوق الأداءات، وبعض الأجهزة الأخرى، التي قد يكون السارك شكّ أن لها صلة بالكاميرات، وتماديا في إلحاق الضرر بالمكتبة، مزّق كل أسلاك "الريزو"؟
لكن السارق لم ينتبه إلى كاميرا مخزن المكتبة، التي أظهرت لحظة دخوله، وكان مرتديا قناعا يخفي ملامحه، إضافة إلى قفازات، كما أنه كان يستعمل مادة لإخفاء آثار البصمات، أو أي أثر آخر...
الشرطة العلمية حضرت لمسرح الجريمة، ورفعت البصمات، وتتبّعت مسار الجريمة من الدخول إلى الخروج، فيما يُنتظر أن تظهر بعض المعطيات من خلال بحث أعمق على مستوى كاميرات المراقبة، خصوصا أن الشارع الخلفي، الذي تسلّل منه السارق، يوجد على مقربة من الدائرة الثانية للشرطة، ومن مقر البشاوية، وقريب من مدرسة البعثة الإسبانية، ما يعني أن المكان مليء بكاميرات المراقبة، التي من شأنها أن تسلط الضوء على هوية مرتكب السرقة...
إننا نأمل أن تثمر هذه الأبحاث عن نتائج إيجابية تساعد على القبض على مرتكب هذه الجريمة، التي لم نصفها بـ"الجريمة المزدوجة" هكذا، وإنما لدلالاتها القبيحة، التي تضع سلوكا همجيا في مواجهة رمز حضاري، أي إنها جريمة ضد أخلاق النور والتقدم والحكمة، وضد ما ترمز إليه هذه المكتبة من عمل جسيم في نشر الكتاب والثقافة والتشجيع على القراءة...
وللتدليل على ذلك، يكفي القول إن مكتبة بيت الحكمة، كعادتها وعلى منوال مبادراتها المتنوعة والمتعددة، وضعت برنامجا ثقافيا خاصا برمضان، تحت عنوان "ليالي رمضان الثقافية"، وكان أول لقاء ثقافي افتُتح ليلة الخميس 21 أبريل 2022، احتفاء بكتاب "الأمثال العامية في تطوان والبلاد العربية"، بمشاركة الكاتبين نجيب العوفي وإبراهيم شارية، حيث مر اللقاء بنجاح، تخللته تفاعلات مهمة مع تقديم الكتاب، وتوقيعات للكتاب... وفي حوالي الساعة الواحدة ليلا، وقع الاقتحام الإجرامي لمعلمة تطوانية بارزة، إذ إن مكتبة بيت الحكمة تعتبر من أكبر المكتبات بشمال المغرب، وتساهم بقوة في حركة النشر بالمغرب (منشورات باب الحكمة)، كما تساهم في تنظيم التظاهرات الثقافية.
إن وجود مكتبة بيت الحكمة بأهم شارع في مدينة تطوان، وهو شارع محمد الخامس، إضافة إلى أن هذه السرقة هي ثالث عملية من نوعها في هذا الحي منذ بداية السنة، بعد عمليتي سرقة مؤسسة تعليمية ومحل تجاري، يطرح أكثر من سؤال حول واقع الأمن بالمدينة، وحول الأسلوب الممنهج والاحترافي في ارتكاب جريمة الاقتحام والسرقة!!؟؟