الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

بوريطة من النقب: مع سلام وضد الحرب وملك المغرب مع دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية

 
دعا وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، إلى ضرورة بناء دينامية جديدة للسلام واتخاذ خطوات ملموسة تفتح آفاقا واعدة لكافة شعوب منطقة الشرق الأوسط.
 
وقال بوريطة، اليوم الاثنين 28 مارس 2022، في مؤتمر صحفي مشترك عقب القمة الدبلوماسية، التي جمعت على مدى يومين بالنقب جنوب إسرائيل، وزراء خارجية الولايات المتحدة وإسرائيل والمغرب والبحرين ومصر والإمارات، إنه "يتعين علينا بناء دينامية وفق خطوات ملموسة تشعر بها الشعوب وتساهم في تحسين حياة العالم وتفتح، فضلا عن ذلك، آفاقا واعدة لشباب ولشعوب منطقتنا".
 
وتابع بوريطة، في هذا الصدد، قائلا "نحن هنا في النقب لكي نكون قوة تعمل من أجل السلام ولكي نقول إن حل القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ممكن"، مؤكدا أن الملك محمد السادس ما فتىء يدعّم حل دولتين تعيشان جنبا إلى جنب، وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية في حدود 1967.
 
وفي السياق ذاته، شدد ناصر بوريطة على ضرورة حفظ أمن ومصالح إسرائيل، كما عبّر عن امتنانه وتقديره للدور، الذي تضطلع به الولايات المتحدة في دعم عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا أن الولايات المتحدة لطالما كانت شريكا موثوقا يمكن الاعتماد عليه في بناء السلام.
 
وأبرز بوريطة أن قمة النقب حملت العديد من الرسائل الإيجابية لشعوب المنطقة، ولكن أيضا "رسائل واضحة وحازمة لمن يعملون بشكل مباشر أو من خلال الوكلاء، بأننا هنا للدفاع عن قيمنا وعن مصالحنا ولخلق رادع لحماية هذه الدينامية".
 
ومن جهة أخرى، أدان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمن بالخارج، الهجوم الذي استهدف، أمس الأحد 27 مارس 2022، مدينة الخضيرة، جنوبي حيفا. وقال "وجودنا اليوم هنا هو الإجابة والرد الأفضل على هذه الاعتداءات".
 
وفي سياق آخر، أوضح بوريطة أن استئناف المغرب لعلاقاته مع إسرائيل لم يكن قرارا انتهازيا، بل خطوة تمت عن اقتناع، مبرزا الروابط المتينة التي ظلت قائمة بين المملكة المغربية والجالية اليهودية، وكذا الانخراط التاريخي للمغرب في عملية السلام.
 
وأضاف بوريطة، في هذا الصدد، أن "الدينامية الإقليمية مهمة جدا، وأيضا الاستقرار الإقليمي من أجل تعزيز السلام بين إسرائيل وفلسطين، والمغرب اضطلع بدور رائد في عملية السلام في الشرق الأوسط، وهو مستعد اليوم، أيضا، للمساهمة في إعطاء دفعة جديدة لهذه الدينامية".
 
ولدى استعراضه لآفاق العلاقات المغربية الإسرائيلية، سجل بوريطة أنه، منذ التوقيع على الإعلان الثلاثي في الرباط، تم إحراز الكثير من التقدم، مشيرا إلى العديد من الزيارات المتبادلة وإطلاق رحلات جوية وتنظيم لقاءات واجتماعات مكثفة.
 
وأكد بوريطة، في هذا الصدد، أن هذه العلاقات ستشهد قريبا دينامية مهمة ستساهم بشكل أكبر في تعزيز هذه العلاقات في شتى المجالات، لاسيما من الناحية الدبلوماسية.
 
وخلص بوريطة إلى القول "نحن هنا اليوم لأننا فعلا نؤمن بالسلام، ليس السلام الذي نتجاهل فيه بعضنا البعض، ولكن السلام المرتكز على بناء القيم والمصالح المشتركة والسلام الذي يبعدنا عن الحرب".
 
يشار إلى أن قمة النقب اختُتمت بإجماع وزراء خارجية المغرب والإمارات ومصر والبحرين والولايات المتحدة وإسرائيل على نبذ الإرهاب، وتعزيز السلام.
 
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، في مؤتمر صحفي مشترك بين الوزراء الستة، إن اللقاء في النقب لن يكون الأخير، داعيا الجميع إلى المشاركة بمن فيهم الفلسطينيون.
 
وأضاف لابيد: "لقد قررنا الليلة الماضية تحويل قمة النقب إلى منتدى دائم، بالتعاون مع أقرب أصدقائنا -الولايات المتحدة- نفتح اليوم الباب أمام جميع شعوب المنطقة بما في ذلك الفلسطينيين".
 
ووصف الوزير الإسرائيلي الاجتماع بأنه "صنع التاريخ"، مشيرا إلى بناء هيكل إقليمي جديد قائم على التقدم والتكنولوجيا والتسامح الديني والأمن والتعاون الاستخباراتي.
 
أما وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، فقد أشار إلى أن "مثل هكذا لقاء كان مستحيلا قبل عدة سنوات"، مضيفا: "نرى نمو العلاقات بين دول الإمارات والبحرين والمغرب مع إسرائيل".
 
ونوّه الوزير الأمريكي، في هذا السياق، إلى أن "اتفاقيات إبراهيم تجعل حياة السكان أكثر استقرارا وازدهارا ونحن ندعم العملية التي تغير المنطقة".
 
الوزير الأمريكي كشف عن مجموعة عمل لمكافحة التعصب تعمل عليها إسرائيل ودولة الإمارات، لتأمين السلام والرخاء للشعوب.
وبخصوص الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، قال وزير الخارجية الأمريكي إنه يجب تهيئة الظروف للتفاوض بشأن حل الدولتين، مشددا على أن أمريكا وحلفاءها سيعملون معا لمواجهة التحديات والتهديدات الأمنية، بما في ذلك إيران ووكلاؤها.

من جانبه، وصف وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، في بداية كلمته في المؤتمر الصحفي المشترك، قمة النقب، قائلا: "نشهد لحظات تاريخية باجتماعنا في إسرائيل"، مؤكدا أن الأخيرة جزء من المنطقة منذ فترة طويلة، وحان الوقت لبناء علاقات قوية معها.
 
ونوه الشيخ عبد الله بن زايد آلن نهيان إلى أن دولة الإمارات تسعى لخلق مستقبل مختلف لأبناء وأحفاد شعوبنا.
 
وذكّر وزير خارجية الإمارات بدور مصر، قائلا إنها "أظهرت لنا دورا قياديا في إقامة علاقات السلام مع إسرائيل، وثمة فرص كبيرة تنتج عن التعاون مع إسرائيل، وسننتصر ولا شك في ذلك".
 
عبد اللطيف الزياني، وزير خارجية البحرين، أدان، في مستهل حديثه في المؤتمر الصحفي، الاعتداء الإرهابي، الذي وقع مساء أمس الأحد، في الخضيرة بإسرائيل، مدينا الإرهاب بكل أشكاله.
 
وفي هذا السياق، أشار الزياني إلى أن الحوثيين يواصلون هجماتهم على المنشآت المدنية، فيما يواصل حزب الله هجماته الإرهابية أيضا، مذكرا بتهديد البرنامج النووي الإيراني.
 
ودعا الوزير البحريني إلى أن يظهر المجتمعون في النقب للعالم ما يمكن تحققيه من خلال عمل الدول المشاركة سويا، منوها إلى الحاجة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، داعيا الطرفين إلى الجلوس سويا للتوصل إلى حل.
 
وبدأ وزير الخارجية المصري، سامح شكري، حديثه في المؤتمر الصحفي، بالتأكيد على أهمية العملية السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، من أجل تطبيق حل الدولتين لقيام دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
 
وفي هذا السياق، أشار إلى أن مصر تحاول التنسيق بين الإسرائيليين والفلسطينيين للتوصل إلى حل الدولتين.
 
وأدان شكري أي لجوء إلى العنف والإرهاب والتحريض، مؤكدا أن قمة النقب كانت بناءة وعميقة وتعالج التحديات المتعددة في المنطقة، مشيرا إلى تطورات بناءة في العلاقات بين مصر وإسرائيل منذ اتفاقية كامب ديفيد.
 
شكري أوضح أن الدول المشاركة في قمة النقب لديها الموارد والقدرات لمواجهة التحديات في المنطقة بمساعدة شركائنا، وأن مصر تسعى لتوسيع وتعزيز مجالات التعاون من أجل تحقيق مصالح المنطقة...