وجهة نظر في الجدل حول فيديو لنشاط طلبة إحدى الجامعات المغربية
الكاتب :
"الغد 24"
مصطفى لمودن
أثار فيديو لنشاط طلبة بإحدى الجامعات إشارات غلب عليها الاستهجان، يظهر فيها شباب على منصة مدرج يغنون ويرقصون على نغمات إيقاعات شعبية، ويشاركهم في ذلك طلبة وطالبات.. وقد استهجن البعض ما رأوه تراجعا في مستوى وعي الطلبة الجامعيين أو ما شابه هذا.. وهم يقارنون بين زمن "الالتزام" كما كان قبل عقود، وزمن "الميوعة" كما يرونه الآن..
إليكم الجانب الإيجابي، حسب وجهة نظري، مما ظهر في الفيديو..
ـ هناك تعبير عن الفرح، وهناك رقص وغناء، وهذا جميل، حيث يمكن للإنسان أن يعيش بدون عُقَد، وبدون تلك الهالة المنافقة، التي يسبغها البعض على أنفسهم، وهم يظهرون متجهمين، ويزعمون أنهم غارقين في الجدية والمعقولية والنضج!
استعمال أدوات إيقاع مغربية تقليدية من طعريجة وتربوكة وبندير.. وهذا يذكّرنا بتجارب فنية رائدة كما وقع مع ناس الغيوان، وهم يستمدون كل شيء يهم أغانيهم من التراث..
وأجمل ما توفرت عليه فرقة الشباب تلك هو الغيطة، التي ظهر أن شابا يتقن العزف بها.. وللغيطة تاريخ مع وجدان المغاربة...
يُذكّر هؤلاء الشباب وهم يشكلون تلك الفرقة التي تعتمد البساطة في العزف ونثر الفرح بأي شيء جميل ينتجه الناس في محلاتهم الخلفية بعيدا عن المراكز وعن الطبقة المخملية التي تستعمل الأندلسي أو غيره للتعبير عن فرحها...
هؤلاء الشباب يمثّلون مواطني الهامش الذين يفتحون عيونهم على أدوات موسيقية بسيطة، غالبا ما يصنعونها بأديهم، وهم لا يعرفون البيانو أو الساكسفون.. ولم يتلقّوا أن درس في الموسيقى خلال مشوارهم التعليمي.
شعرت أن هؤلاء الشباب يمثلونني...
إليكم الجانب السلبي مما ظهر:
هناك سذاجة مفرطة في الكلام الذي قيل، بل تافه إلى حد السخافة.. وللأسف هؤلاء الشباب يُعيدون ما هو رائج في المجتمع وما يوجد في الإعلام، يكفي تتبع أي برنامج على القنوات المغربية يقدم سهرة أو شيئا من هذا، حتى ترى ما تتقيّأ به تلك المؤسسات في وجوه الناس..
لكن، بما أن هؤلاء طلبة، ويدرسون بالجامعة، عليهم أن يتوفروا على رؤية نقدية، وعلى قدرة إبداعية تأتي بالمختلف والجميل واللائق.. لكن، للأسف هم نتاج تعليم متخلّف، بل منحط أحيانا.. وفاقد الشيء لا يعطيه...