جنون النظام الجزائري يخاطر بجر المنطقة لحروب بالوكالة على شاكلة حروب الشرق الأوسط
الكاتب :
"الغد 24"
نور الدين بلالي
إن الحملات الإعلامية المغرضة والتصريحات المتشنجة والمجانبة للصواب والحكمة لكبار مسؤولي الدولة الجزائرية تجاه المغرب، تهدف، بالأساس، إلى التأثير على الرأي العام الجزائري وتحسيسه بالخطر الخارجي المزعوم القادم من الحدود الغربية، عسى أن يكون ذلك سببا في تغاضي الشعب الجزائري عن الصراعات والتقاتل الداخلي المحموم بين أطراف العصابة حول السلطة، العصابة التي ما فتئ الشعب الجزائري ينادي برحيل كل أفرادها الذين جعلوا من الجزائر دولة منهكة وتكاد أن تكون فاشلة.
لقد دأب النظام العسكري، منذ فجر استقلال الجزائر، على إثارة مشاكل الحدود وتضخيمها وجعلها الشغل الشاغل لكل جزائري. فهم يعتقدون، عندما تحتد خلافاتهم وتتعفن أخطاؤهم الداخلية، أن مشاكل الحدود علاج ناجع ودائم لمشاكل الحكم في الجزائر.
وإذا أخذنا بميزان الإنصاف ما خلقته السلطة في الجزائر من مشاكل للمغرب على امتداد السنوات، بدءا من احتضان المعارضة وتمويل الجماعات المسلحة لإسقاط النظام في الستينيات، ومشاكسة وحدته الترابية والمس بأمنه الداخلي وتمويل دعاية الانفصاليين وأطروحاتهم في وسائل إعلامهم، وكذلك على المستوى الدولي، وتدخلها السافر في تطبيق المخطط الأممي وكأنها مكلفة من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بهذه القضية، فإنه لا يبقى لنا إلا أن نقول للجزائر الجارة الشقيقة أن تتركنا نحن والأمم المتحدة لأننا قادرون على التطبيق الأمثل لمقرراتها وأهل مكة أدرى بشعابها، وقادرون أيضا على حل المشكلة مع أبنائنا وإخواننا المحتجزين في مخيمات تندوف بإدماجهم، وحل كل مشاكلهم وضمان كرامتهم، وتمتيعهم بحكم ذاتي موسع للمساهمة في تنمية وطنهم، لأنه كما يقول المثل "الكبش ما يغلبوه گرونو".
أما التلويح والتهديد بالحرب من طرف حكام المرادية فهو جنون وجر المنطقة للمجهول وتهديد للأمن والسلم الدولي، يستوجب عقوبات دولية في حق الطغمة الحاكمة وحزمًا أكبر من المنتظم الدولي. فحالهم حال خاطف الطائرة الذي يهدد بنسفها كلما أيقن أن العملية فاشلة وأن كل منافذ الهروب موصدة. لقد بات جليا لكافة الشعوب المغاربية من يعطل ويقوض كل فرص الاندماج الاقتصادي ويقف حجر عثرة أمام بناء الصرح المغاربي الكبير، بل الأدهى من ذلك هو محاولة النظام الجزائري زعزعة الأمن والاستقرار وجر المنطقة لحروب بالوكالة على شاكلة حروب الشرق الأوسط.
رغم الوضع القائم، يبقى هناك أمل في تغلب عقلاء وحكماء الجزائر على هذا الجنون السائد، وتبقى الأيادي البيضاء ممدودة من أجل الإخاء والتضامن ومن أجل الازدهار الاقتصادي والتنمية لمنطقتنا وتوفير الطاقات المهدورة في رمال الصحراء، في وقت نجد آلاف الأفواه الجائعة، وآلاف ضحايا الهجرة السرية، ونزيف العقول وهجرة الأدمغة، وانتشار مظاهر التطرف، لأن بلداننا لم توفر لمواطنيها العيش الكريم في أوطانهم وبددت طاقاتها في متاهات لا طائلة من ورائها...
___________________________________________
نورالدين بلالي الإدريسي قيادي سابق وأحد المؤسسين الأساسيين للبوليساريو