قدّمها بوريطة في مؤتمر باريس.. التفاصيل الكاملة للمقاربة الملكية من أجل تسوية الأزمة الليبية
الكاتب :
"الغد 24" و(و.م.ع)
قدم وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، الذي يمثل الملك محمد السادس، في أشغال مؤتمر باريس حول ليبيا، المقاربة الملكية من أجل تسوية الأزمة الليبية وإرادة جلالته لجعل المغرب أرضا لاستقبال الحوار الليبي.
وأكد بوريطة للمشاركين أن هذا المؤتمر، الذي انعقد اليوم الجمعة (12 نوفمبر 2021) تحت الرئاسة المشتركة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس مجلس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، وكذا رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، أن الملك محمد السادس يتابع عن كثب التطورات في ليبيا ويؤطر برؤيته الملكية التزام المغرب الثابت.
وأشار بوريطة إلى أن هذه المقاربة، القائمة على احترام إرادة الليبيين وعدم فرض وصاية، مكّنت من تحقيق تقدم كبير بدأ بإبرام الاتفاق السياسي للصخيرات في دجنبر 2015.
وذكّر الوزير بأن توافقات بوزنيقة لـ6 أكتوبر 2020 مكنت من التقدم نحو إعادة توحيد المناصب السيادية السبعة، وبأن المؤتمر البرلماني الليبي لـ23 نونبر 2020 سهّل الاجتماع لأول مرة منذ 2011 لـ123 برلمانيا ليبيا من الشرق والغرب، وبأن التزام الرباط لدجنبر 2020 مكّن من التقريب بين وجهات نظر ممثلي مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة بخصوص انعقاد الانتخابات في التاريخ المحدد يوم 24 دجنبر 2021.
ودعا بوريطة المشاركين في هذا المؤتمر إلى الخروج برسائل قوية وواضحة موجهة إلى ليبيا والمجتمع الدولي.
كما دعا ليبيا إلى الالتزام من أجل مستقبل أفضل قصد الحفاظ على مظاهر التقدم المحرزة، مؤكدا أن الانتخابات بوسعها تحويل وقف إطلاق النار إلى سلام دائم والتسوية النهائية لمسألة الشرعية.
ولم يفت بوريطة التأكيد، في هذا السياق، على ضرورة السهر على أن يكون الإطار التشريعي للانتخابات في ليبيا "توافقيا" و"شاملا"، مضيفا أن هذه الاستحقاقات من شأنها تدعيم سيادة ليبيا وتمكين المجتمع الدولي من التوفر على محاور ليبي وحيد.
وبعد إعرابه بوضوح عن دعم المملكة المغربية لجهود حكومة عبد الحميد الدبيبة، ذكّر الوزير بأن المغرب على استعداد لدعم أي اتفاق بين الليبيين.
وقال بوريطة إن "المغرب مستعد لدعم أي أمر يتفق عليه الليبيون، وهذا ما يدركه الأشقاء الليبيون جيدا"، مشددا على ضرورة تغيير دور المجتمع الدولي وشركاء ليبيا.
وأكد بوريطة أن "المغرب، الذي ظل أرضا للحوار يلتقي فيها الأشقاء الليبيون على نحو عفوي، لطالما شعر بالأسف لكون البعض يعتبر ليبيا (أصلا تجاريا دبلوماسيا)، بينما يعتبرها البعض الآخر (ساحة صراع بالوكالة)"، مشيرا إلى أن "الأمر الذي يتعين على كل واحد القيام به هو مصاحبة ليبيا الموحدة، دون وعظ أو تدخل، في إيجاد شروط سلام دائم، بما في ذلك عن طريق نزع السلاح، ورحيل المرتزقة الأجانب، وإعادة دمج الميليشيات المحلية؛ مصاحبة ليبيا على درب توطيد السلام وتعزيز مؤسسات دولة القانون؛ ومساعدتها على إعادة بناء نفسها، بفضل مواردها الخاصة، ومن خلال استثمارات يديرها الليبيون أنفسهم".
وخلص بوريطة إلى التذكير بدعم المغرب لجهود الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ومبعوثه الشخصي يان كوبيتش من أجل تعزيز السلام في ليبيا.
يذكر أن مؤتمر باريس يتوخى منح دعم دولي لمواصلة الانتقال السياسي الجاري وإجراء الانتخابات في موعدها المحدد.
أهم محطات الحوار الليبي المنعقد في المغرب
في ما يلي المحطات الرئيسية التاريخية للحوار الليبي المنعقد في المغرب منذ 2015:
17 دجنبر 2015
اتفاق الصخيرات هو اتفاق شمل أطراف الصراع في ليبيا، وتم توقيعه برعاية منظمة الأمم المتحدة بمدينة الصخيرات في المغرب بتاريخ 17 دجنبر 2015. ومن ثم تأسست حكومة الوفاق الوطني الليبية، وهي حكومة منبثقة عن الاتفاق السياسي الليبي بالصخيرات، والوحيدة التي تتمتع بالشرعية والمعترف بها دوليا.
23 أبريل 2018
اجتماع غير مسبوق بين رئيس البرلمان الليبي (طبرق)، عقيلة صالح، والذي تطالب مؤسسته بتعديل اتفاق الصخيرات، ورئيس المجلس الأعلى للدولة بليبيا، خالد المشري.
18 فبراير 2019
خلال زيارة عمل للرباط، عبر وزير الداخلية الليبي، فتحي باشاغا، عن امتنان الشعب الليبي على الدعم الموصول الذي تقدمه المملكة المغربية من أجل تحقيق وتعزيز الاستقرار في ليبيا. وذكر بمبادرة المغرب المسؤولة والحيادية باحتضان نقاشات الصخيرات بين الأطراف الليبية لمدة تفوق السنة، والتي توجت باتفاق الصخيرات باعتباره أرضية مثالية للوفاق في ليبيا.
7 فبراير 2020
لقاء بوريطة بالرباط مع مبعوث رئيس البرلمان الليبي، عبد الهادي الحويج، وذلك حول آخر التطورات في القضية الليبية. وأعرب الحويج عن تقديره الكبير للجهود التي بذلها المغرب، "ملكا وحكومة وشعبا" في حل الأزمة الليبية على أساس الوفاق الوطني المنصوص عليه في اتفاق الصخيرات السياسي.
6 مارس 2020
لقاء بوريطة مع مبعوث رئيس البرلمان الليبي، عبد الهادي الحويج. وسلم الحويج ناصر بوريطة، رسالة لجلالة الملك من رئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح، وقال "إننا نعتزم المثابرة على طريق الحوار، ونحيي دعم واستبصار وقيادة جلالة الملك على المستويات الإقليمية والإفريقية والدولية".
13 مارس 2020
لقاء بوريطة بالرباط مع رئيس المجلس الأعلى الليبي، خالد المشري. وصرح المشري أن اتفاق الصخيرات يشكل "المرجع السياسي لجميع المؤسسات الليبية"، مذكرا بأن هذه الاتفاقية رأت النور في المغرب "وفق توجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس".
26 يوليوز 2020
زيارة رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح للبرلمان، بهدف التشاور مع رئيسي مجلسي البرلمان المغربي بشأن مبادرته لحل الأزمة في بلاده.
27 يوليوز 2020
لقاء بوريطة مع رئيس المجلس الأعلى الليبي، خالد المشري. وشدد المشري على أن تكون مبادرات الحل في ليبيا نابعة من الليبيين، مشيرا إلى أنه تقدم بمبادرة لحل الأزمة الليبية منذ حوالي سنة، والتي تحتاج إلى تعديلات.
من جهته، أكد رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، أن ليبيا لا تزال تحتاج إلى دعم المملكة من أجل الاستمرار في المسار السياسي والتوصل إلى وقف إطلاق النار.
من 6 إلى 8 شتنبر 2020
الجولة الأولى للحوار الليبي ببوزنيقة، بين وفدي المجلس الأعلى للدولة وبرلمان طبرق.
الحوار الليبي جاء بهدف تثبيت وقف إطلاق النار وفتح مفاوضات لحل الخلافات بين الفرقاء الليبيين.
من 2 إلى 6 أكتوبر 2020
الجولة الثانية للحوار الليبي ببوزنيقة. الحوار الليبي بين وفدين من المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب.
شكلت هذه الجولة الثانية مرحلة إضافية في سلسلة المباحثات بين الطرفين، من أجل إعطاء دفعة جديدة للجهود والمبادرات الهادفة إلى إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية. اختتمت هذه الجولة بالتوصل إلى تفاهمات حول المعايير الواجب مراعاتها في اختيار شاغلي المناصب السيادية وفقا للمادة 15 من الاتفاق السياسي الليبي الموقع في الصخيرات.
21 أكتوبر 2020
لقاء بوريطة بالرباط مع رئيس المجلس الأعلى الليبي، خالد المشري.
أكد المشري أن الاتفاق السياسي الليبي الموقع في الصخيرات سنة 2015 "ما يزال إلى حد الآن الوثيقة الوحيدة التي يمكن اللجوء إليها"، من أجل حل الأزمة في البلاد. وأن هذه الزيارة "تزيد التأكيد على الموقف الإيجابي للمغرب، برعاية جلالة الملك"، والرامي إلى توفير كل الوسائل التي تساعد الليبيين للوصول إلى تفاهمات للخروج من الأزمة التي تعيشها ليبيا".
24 أكتوبر 2020
لقاء بوريطة بالرباط مع رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح.
ثمن عقيلة صالح "الجهود الكبيرة" التي تبذلها المملكة في إطار الحوار الليبي لدعم الحل السياسي في ليبيا، والتي أثمرت أولى النجاحات بالاتفاق على وقف لإطلاق النار بين الأطراف الليبية بجنيف.
5 نونبر 2020
الجولة الثالثة للحوار الليبي ببوزنيقة.
الحوار الليبي بين وفدين من المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب.
جلسة تشاورية في إطار الجهود المبذولة لإنجاح الحوار السياسي الليبي الذي تقرر عقده في تونس 9 نونبر.
أصدر الوفدان في ختام الجلسة التشاورية، بيانا مشتركا، يأتي للتأكيد على أهمية الحوار السياسي، وكذا استعداد الطرفين لدعم مجرياته وتعزيز فرص نجاحه.
24 نونبر 2020
اجتماع مشترك لأعضاء مجلس النواب الليبي بطنجة.
توخت هذه الجلسة إنهاء الانقسامات الداخلية بين أعضاء مجلس النواب وعقد جلسة رسمية بنصاب كامل داخل ليبيا، تم الاتفاق على موعدها خلال هذا الاجتماع.
23 يناير 2021
الجولة الرابعة للحوار الليبي ببوزنيقة.
الحوار الليبي بين وفدي المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب.
في البيان الختامي، اتفق وفدا المجلس الأعلى للدولة في ليبيا ومجلس النواب الليبي، على تشكيل وتسمية فرق عمل مصغرة تتولى اتخاذ الخطوات الإجرائية بشأن شاغلي المناصب السيادية.
26 فبراير 2021
لقاء بوريطة بالرباط مع رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح.
أكد رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، أن مجلس النواب سيعقد جلسة لمنح الثقة للحكومة المؤقتة، حيث سيقرر البرلمان خلالها، بكل حرية، ما سيراه في مصلحة البلاد.
4 يونيو 2021
لقاء بوريطة بالرباط مع رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، ورئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري.
وتأتي هذه اللقاءات، في إطار الجهود التي تبذلها المملكة المغربية بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، لأجل الاستمرار في مواكبة الحوار الليبي والمساهمة في حل الأزمة الليبية من خلال دعم كل فرص التواصل والحوار بين مختلف الفرقاء لإرساء الاستقرار والسلام في هذا البلد المغاربي الشقيق.
11 يونيو 2021
لقاء بوريطة بالرباط مع وزيرة الشؤون الخارجية الليبية، السيدة نجلاء منقوش.
وتمحورت هذه المباحثات حول تطور المسار السياسي في ليبيا وكيفية الاستعداد للاستحقاقات المقبلة والدور الذي يمكن للمغرب أن يقوم به في هذا الإطار بالتنسيق مع الإخوة في ليبيا.
24 يونيو 2021
لقاء بوريطة بالرباط مع رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح.
أشاد عقيلة صالح بالدور الكبير للمملكة في هذا الملف، برعاية جلالة الملك، مثمنا "المواقف التاريخية للمغرب ودعمه لتحقيق رغبة الشعب الليبي في إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية". وشدد عقيلة على ضرورة إجراء هذه الانتخابات في موعدها (24 دجنبر المقبل)، تحت إشراف المجتمع الدولي، مع الحرص على أن تتسم بالنزاهة، مبرزا أنه تم اتخاذ كافة التدابير من أجل التحضير لهذه الاستحقاقات.
27 يونيو 2021
لقاء بوريطة بالرباط مع رئيس الحكومة الليبية المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة.
وتندرج زيارة رئيس الحكومة الليبية المؤقتة إلى المملكة في إطار تفعيل تعليمات صاحب الجلالة الملك محمد السادس لتعزيز التواصل بين المملكة المغربية ومختلف الهيئات الشرعية الليبية بخصوص كافة القضايا التي تهمها.
16 غشت 2021
لقاء بوريطة بالرباط مع السفير الأمريكي والمبعوث الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند.
وقال ريتشارد نورلاند إن "الدور الذي يقوم به المغرب في المنطقة من أجل دعم المسلسل السياسي في ليبيا بناء للغاية"، وأن الولايات المتحدة "ممتنة جدا لذلك".
25 غشت 2021
لقاء بوريطة بالرباط مع نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، عبد الله اللافي.
وأعرب اللافي عن تطلع بلاده إلى الاستفادة من التجربة المغربية في مجال المصالحة الوطنية، مشيدا بالدور الكبير الذي قام به المغرب، بفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في دعم المصالحة السياسية في ليبيا، وسعيه الدائم ليكون هناك تواصل بين الأطراف الليبيين.
2 شتنبر 2021
لقاء بوريطة بالرباط مع رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح.
وقال عقيلة صالح إن مجلس النواب "قام بما يتوجب عليه القيام به من أجل التحضير لهذه الاستحقاقات، من خلال إعداد قوانين مؤطرة لانتخابات مجلس النواب ورئيس الدولة لا تقصي أي طرف من الأطراف"، مبرزا أن كل الأسس الدستورية والقانونية مهيأة لإنجاح هذه الانتخابات.
13 شتنبر 2021
لقاء بوريطة بالرباط مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في هذا البلد، يان كوبيش.
وأعرب كوبيش عن امتنانه للمغرب لكونه شريكا قويا وفاعلا نشطا في المجتمع الدولي لدعمه للعملية السياسية التي من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من الاستقرار والوحدة والتعاون في ليبيا.
21 شتنبر 2021
لقاء بوريطة بالرباط مع رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري.
وأكد المشري أن المجلس الأعلى للدولة في ليبيا "مصر وبكل قوة" على إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في 24 دجنبر المقبل، وحريص على طمأنة كافة المترشحين بالتزام الحياد والاستقلالية.
30 شتنبر 2021
لقاء تشاوري بين الوفدين بالرباط.
حوار ليبي بين وفدي المجلس الأعلى للدولة ووفد مجلس النواب حول قانون الانتخابات.
ناقش الطرفان خلال هذا الاجتماع، الذي استمر يومين خلف أبواب مغلقة، النقاط العالقة بخصوص تنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقرر إجراؤها في ليبيا في 24 دجنبر، والتي تشكل خطوة حاسمة لإخراج البلاد من الأزمة التي يمر بها.
وفي بيان مشترك صدر في ختام هذا الاجتماع، حث الطرفان المجتمع الدولي على ضمان احترام نتائج الانتخابات، من خلال إرسال مراقبين دوليين لضمان حسن سير الاستحقاقات الانتخابية.