حلم مؤسسة وحلم فريق.. كلية علوم التربية بالرباط تحتضن ماستر حول التكوين في مجال الإعاقات
الكاتب :
"الغد 24"
عدنان الجزولي
أخيراً..
بعد مرحلة إعداد طويلة دقيقة وصبورة.. انطلق أخيراً تحقيق الحلم..
كان حلما فرديا، ودام كذلك لسنوات، قبل أن يسري وينتشر ويلقى الدعم المتصاعد ليصبح حلما جماعيا... حلم مؤسسة وحلم فريق..
حلم مؤسسة عملت وتعمل على أن تظل متميزة في عرضها البيداغوجي وتكوينها الأكاديمي..
وحلم فريق تأسس من نواة باحثين شباب تكوّنوا داخل المؤسسة، وتشرّبوا بأسلوب عملها، بل زادوه جودة وما زالوا... ومن شباب آخرين متنوعي التكوينات، ومتشبّعين بأخلاق العلم.. التحقوا على مراحل بالمؤسسة وانخرطوا في مشروعها...
امتزجت هذه العناصر بالتدريج وتوافقت واعتمدت ذكاءها الجماعي في بلورة مشروع جديد تم الاشتغال حوله أسابيعَ وشهورا...
وها هو قد انطلق صبيحة يوم الأربعاء 10 نوفمبر 2021، في تجربة الأولى من نوعها على الصعيد الوطني.. تحت مسمى "التربية الدامجة والتكوين في مجال الإعاقات"...
بين الحلم والواقع كنت بالأمس..
بالنسبة لي أنا الذي عشت تجارب مختلفة، سواء كباحث حول الموضوع، أو كمناضل حقوقي ومن أجل الحقوق الإنسانية للأشخاص في وضعية إعاقة، أو أيضاً كفاعل من داخل مسؤوليات رسمية.. أعتبر، عن حق، أنها خطوة كبرى تخطوها اليوم كلية علوم التربية بالرباط عبر احتضان هذا الماستر المتخصص، الذي يسعى إلى تكوين شباب متسلحين، نظريا وميدانيا، للعمل من أجل النهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة بالمجتمع المغربي، وبالأخص منهم الأطفال..
رغم أنني أعرف أن شعور السعادة يغمرنا كمؤسسة وكفريق إلا أنني أعترف أن سعادتي مضاعفة، لأن هذه الخطوة-الحلم تجسد تتويجا لمسار طويل وطويل جدا.. راكمت فيه ما تيسّر من دراية بالموضوع وطنيا ودوليا وتجربة ميدانية متعددة الأشكال، وخيبات أيضاً.. وهو أمر عادي جدا خاصة في مجال عانى لسنوات طويلة من الإهمال ومن التعامل البيروقراطي أو الأبوي..
إنها فرحة العمر تتجدد بفضل مؤسسةٍ تستحق وصف العتيدة وفريقٍ عرفا كيف يلتقطان اللحظة التاريخية، ويجعلان منها منعطفا علميا وحقوقيا مفتوحا على أفق واعد جداً...
أخيرا، لابد من التنويه بالشباب، ذكورا وإناثا، الذين التحقوا بهذا التكوين المتميز من مختلف المدن المغربية ليبدأوا معنا رحلة الألف ميل...