أحداث حد أولاد جلول.. مشهد مرعب يتكرر في ظل حكومة تعبر عن الغش والتزوير والنهب
الكاتب :
"الغد 24"
عدنان الجزولي
ماذا جرى بالسوق الأسبوعي حد أولاد جلول، الواقع في جماعة بنمنصور في إقليم القنيطرة؟
ولماذا جرى؟ وكيف جرى؟
هل وصلنا أخيراً إلى ما كنا نخاف منه بعد أن استأسد الطغيان وتغوّل الفساد وأصبحت رموزه تخبط يمينا ويسارا وترمي المنتقدين والمحذّرين والمعارضين بتهم التخريب وما جاور ذلك من تهم المس بأمن البلاد أو طمأنينة العباد؟
قبل سنة ونصف، جرى مشهد مماثل تقريباً ليلة عيد الأضحى، وتداول الناس صور العنف والسرقة والنهب.. وقتها كنا خارجين جميعاً من محنة الحجر الصحي الكامل والقاسي الأول، حيث فقد آلاف المواطنين مصادر عيشهم، وبدت ملامح أزمة اقتصادية واجتماعية قادمة.
اليوم، يبدو أن الأزمة تعمّقت واخترقت كل مفاصل المجتمع، وها هو المشهد المرعب يتكرر في ظل حكومة تعبر عن قمة الغش والتزوير والنهب.. وفي غياب كامل لأي تدخل أمني يحمي الباعة من الهجوم الكاسح لمن نال منهم الجوع ومن قهرهم الغلاء..
من شاهدناهم في الفيديوهات، التي تبحر في الشبكة العنكبوتية، كانوا مواطنين ساخطين على الغلاء المتصاعد، الذي جاءت حكومة الأثرياء لتبرره ولتجعله وضعا طبيعيا في ظل أزمات متفاقمة تتجاوز الاقتصادي لتعبّر عن وضعية اجتماعية مقلقة جداً..
فهل ستواصل الحكومة، كعادة سابقاتها، التعامل مع الأزمة المتصاعدة بنفس المقاربة الأمنية؟ هل ستعود الاعتقالات التعسفية والمحاكمات على أساس أن ما يجري مجرد فوضى؟ أم أن المقاربة ستعرف تغيرا يأخذ في الاعتبار المعطيات الجديدة في الأزمة الحالية؟
إن الحديث عما جرى لا يعني أي نية لتشجيع السرقة أو النهب وأكل أرزاق الآخرين.. لكن ما جرى وما قد يجري من أحداث مماثلة لا يمكن إلا أن تطرق ضميرنا كأفراد وأيضا كمجتمع...