في عيد ميلاد بهية بنخار الـ38.. لحظة بهاء وصفاء للمرأة التي كافحت السرطان لتنتصر للحياة
الكاتب :
"الغد 24"
بهية بنخار السُّگراتي
بفضل عطايا الله، اليوم أكمل الثامنة والثلاثين من عمري...
أحس وكأنني عشت ألف سنة! فما أكثر الأحداث التي عشتها بحلوها ومرها.. واحدة منها تكفي عمرا كاملا!
هي فقط عطايا الله علي التي أحمده عليها كلها.. فبفضلها أنا اليوم ما أكون... متصالحة مع نفسي وراضية مرضية!
لن أكون إلا ممتنة لله، فأنا ما أزال على قيد الحياة، وقيد الأمل، وقيد الحب، وقيد اليقين، وقيد الفرح... لن أكون إلا ممتنة على ما تبقى من صحتي، ممتنة على أولادي وأسرتي وعلى كل النعم… فكم نحن غارقون في نعمك يالله ولا نتمنى في أعياد ميلادنا إلا أن تزيدنا من كرمك ومن فضلك وتمنحنا رضا النفس ❤️
في يوم ميلادي هذا اللهم إني أشهدك بأني قد رضيت بكل ما كتبته في عامي الماضي من عطاء وحرمان، ومن جبر، ومن كسر، ومن فرح، ومن ألم، ومن نجاح، ومن فشل، فأرضني في عامي الجديد بفرح وجبر وسكينة من حيث لا أحتسب واحفظ لي أسرتي وأبنائي وكل من أحب ويحبني ولا تريني فيهم سوءا!
أستقبل هذا الصباح عيد ميلادي بهدوء غريب، وبنفَس مختلف، بقلب يتسع للعشق وبروح توزع الفرح بسخاء.. 38 سنة مضت، أقترب بسرعة من الأربعين، ولكني كالعادة مقسومة إلى نصفين: طفلة مرحة عفوية لا تنضج أبدًا.. وامرأة ناضجة متعقلة تنظر إلى تصرفات الطفلة وتضحك تارة وتتذمر تارة أخرى.. أنا إنسانة باتت تحترف الصبر... بسيطة جدًا إلى درجة التعقيد، أعرف أنني عصية على الفهم، كشجرة صفصاف تروي ظمأها من خطو العابرين.. وكفراشة عمياء تبحث عن عينيها في عز الظلام.. روحي حرة لا تعرف معنى الاستسلام مهما ارتفع منسوب اليأس من حولها...
فمن القلب، شكرا لكل من عبر معي كل هذه السنون أو بعضها، من كان هنا في أقوى اللحظات، في أَصعبها وأجملها وأهمها، شكرا لمن بقي ولمن رحل، شكرا على اللحظات والدروس والتجارب الإنسانية، شكرا لمن يحبني كما أنا، لمن يحبني بدون هرج وتلميع وضجيج… فالمحبون الحقيقيون هادئون وصادقون وثابتون ولا يكلون أو يملون… شكرا لكل المحبين والصادقين والرائعين في حياتي...
اليوم رسالتي لنفسي على غير العادة: شكرا على الصبر، شكرا على التبصر، شكرا على صفاء الروح، شكرا على منسوب الحب والعطاء، شكرا على حسن النوايا، وشكرا على اليقين بالله، وشكرا لأنك أنت، أنتِ، بما لك وما عليك!
نشكر الجميع وننسى شكرا أنفسنا وكانت هذه هديتي لنفسي ليوم ميلادي!