أعتقد أن لا عبد اللطيف وهبي ولا فاطمة الزهراء المنصوري يفقهان في لغة الأرقام، فهُما معًا لا يصلُحان لدخول حكومة الملياردير عزيز أخنوش "الملغومة" واللعب معه في حلبة "الكبار".
ولا تسألوني ما الذي جرى، بين ليلة وضحاها، حتى خرج وهبي والمنصوري، في يوم واحد، ليُوهما المتتبّعين أنهما هما من لا يرغبان في الاستوزار.
لقد اعتقد كثيرون من المغاربة أن عبد اللطيف وهبي سيقود معارضة قوية في مواجهة "انفلاتات" يرتقبها الناس من "حزب المال"، فإذا بـ"الرفيق" عبد اللطيف وهبي أمين عام حزب البام لم ينتظر حتى يطلع النهار على إعلان نتائج انتخابات 08 شتنبر، ليهرول متّصلا بعزيز أخنوش مهنّئا ومباركا له "الفوز العظيم"!
ولما استقبل أخنوش كلا من وهبي والمنصوري، خرجا مصدّقين أن "الحكومة في يديهما"، فقد جسّدا البام في شخصيهما، فإذا بهما يكتشفان الحقيقة المرّة، وهي أنهما يجنيان مغبّة هرولتهما، ووضعهما البامِيِّين في "محفظة" أخنوش، ليصرّفهم لهما حقائب وزارية مما يشتهيان، ثم سيجدان أن ما تلا ذلك من لقاءات لم تكن مفاوضات، وإنما "اختياران" أحلاهما مرٌّ:
- فإمّا أن يقبلا بما يمُنُّ ويجود به عليهما رئيس الحكومة المعيّن من "بقايا" الحقائب الوزارية، التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع..!
- وإمّا "الباب أوسع من كتافهم"، ما داما دخلا مفاوضات المشاركة في الحكومة بدون دعم من "أحد"!
لقد ارتميا في حضن عزيز أخنوش، قبل أن يكتشف رئيس الحكومة المعيّن أنه ليس وحده من يمتلك خيوط اللعبة، وأن إقحام البام لن ينفعه في المساومة به مع "أحد"..
ولهذا يريد أخنوش تقزيم دور البام داخل الحكومة، وفي نفس الوقت توريطه في وعود خيالية لن تستطيع الحكومة الوفاء بها.
لكل ذلك، فإن أقصى ما يمكن لأخنوش أن يجود به على "نظيره" البامي وهبي هو مواقع ثانوية، نظير إهدائه حزب الجرار، الذي سيتحوّل إلى مجرور في حكومة "الأحرار".!
وفضلا عن هذا وذاك، البام حابل بالكفاءات العالية، وتقلُّدُ الحقائب ليس حكرًا على أعضاء المكتب السياسي فقط…