الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

تافنوت والوافي ينعيان الفقيد.. وداعا بّاصبري الأمازيغي ولترقد روحك في سلام


رُزئت الحركة السياسية والمدنية والحقوقية في فقدان المناضل أحمد صبري، الذي وافته المنية، أمس الاثنين 30 غشت 2021، في الدارالبيضاء، بعد مرض عضال لم ينفع معه علاج...
الإعلامي عبد الرحيم تافنوت والمناضل محمد الوافي نَعيَى الفقيد بهذه الكلمات:
 
 
لترقد روح الفقيد أحمد صبري في سلام

محمد الوافي

غادرنا البارحة، الاثنين 30 غشت 2021، المناضل أحمد صبري في صمت، بعد سنوات من النضال دون توقف، على عدة مستويات، سياسية ونقابية وحقوقية، وذاق مرارة الاعتقال والتعذيب. 
كان الفقيد يصر على الحضور في مختلف الأنشطة النضالية ومنفتح على الجميع بتفاؤل ونكران الذات. 
ورغم أن صحته لم تكن تسعفه في السنوات الأخيرة من عمره، يصر على الحضور، وكم يكون فرحا عندما يكون بين رفاقه ورفيقاته.
لترقد روحه في سلام والصبر والسلوان لكافة أفراد عائلته ورفاقه وأصدقائه.
 
وداعا بّاصبري الأمازيغي القائد النقابي القاعدي

عبد الرحيم تافنوت

وداعا بّاصبري...
يا حامل الفكرة والجمرة 
أيها الرائع... لقد ذهبت بعد تعب شديد 
كنت تعانده بكبرياء قل مثيله..
كبرياء لم يكن عدميا إطلاقا، ولا متكبرا 
بالمرة، ففي كل فرصة كان يلتقيك فيها 
الرفاق من كل الأجيال كنت تستجمع قواك
لكي تبقي على مظهر القوة فيك..
بّاصبري الأمازيغي...
القائد النقابي من أسفل لا من فوق...
وذاك ماجعل القواعد العمالية تحبك 
والقيادات المتعاقبة تنصت لصوتك النقدي حين يكون هناك ما يستدعي 
النقد أو حتى الغضب...
مذ عرفناه في حيّنا ونحن صغار
ويافعون نقفز فوق سلاليم 
الوقت السيال... كان بّاصبري 
لا يتوقف عن الحركة... يؤطر الكبار 
ويتحدث مع الصغار 
يروي لهم كيف انتصرت الوطنية 
وانهزمت الديمقراطية في بلدنا...
وكل ذلك بلكنةٍ سوسية غاية 
في الحزم والجدية...
اعتُقل بّاصبري في ليلة دهماء..
تم تطويق الحي فيها بعربات 
الجندرمة وبمعية الإستعلامات 
وبعض من العسكر...
قادوه إلى التعذيب بسرعة أو كما يحلو 
له أن يسميه "تامّارة" أي المحنة...
وكل ذلك وبّاصبري كان لا يحب 
الكلام في البطولات... مقابل الهزائم 
بل بالعكس تماما كان يذكّر المناضلين 
كل المناضلين بمحبة ووفاء 
إلا من شرخ اللحم والعظم وعادى أفكار الأصول النقية...
وكان يسهر أن يرى ويتصل بكل واحد 
منهم وينزل عليه بسوط الرحمة النقدية 
"لا تنسوا البلد، لا تنسوا العمال، لا تنسوا 
المظلومين، وأصحاب الحقوق"...
بّاصبري.. نعم نعم نعم كنت ثوريا 
في أزمنة الخوف والرعب 
ورجل التوافقات ورأب الصدع 
في زمن الهوامش المريحة قليلا 
في انتظار سياقات التوتّر والصعوبات...
فيا رجلا عليك السلام..
فلا شيء سيعوضنا فيك 
غير كثير مما كنت تختزنه من حكمة 
وصبْر مُكابر...