الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

حدث في طنجة أمام الملأ.. ظلامي متطرف يهدد الناشط الحقوقي عزيز أرقراق بالذبح

 
تعرض الناشط الحقوقي والتنويري عزيز أرقراق، اليوم الأربعاء 25 غشت 2021، في مدينة طنجة، للتهديد بالذبح أمام الملأ من طرف أحد الداعشيين، الذي لم يكتفِ بالتهديد، إذ انتقل إلى محاولة الاعتداء الجسدي على الأستاذ أرقراق، لولا تدخل مواطنين حالوا بينه وبين ارتكاب جريمة محقّقة في حق الفاعل الحقوقي، المعروف في المدينة وفي الوطن، خصوصا مبادراته المتعددة في تنظيم تظاهرات أدبية وعلمية وحقوقية، ونضاله من أجل بناء مغرب ديمقراطي حداثي منفتح ومتسامح ومتعدد يسع الجميع، ويقول المفكر التنويري أحمد عصيد في حقّه إن "الصديق عزيز أرقراق مستهدف في طنجة، منذ مدة، بسبب نشاطه الكبير ومبادراته الرامية إلى خلق فضاءات للتلاقي والتبادل وعلاقاته بالمثقفين  التنويريين في المغرب والمشرق وأوروبا"، وتابع مؤكدا ضرورة "دعم عزيز أرقراق ضد هذا العدوان، وعدم السكوت عن هذا التيار المستشري في أحياء طنجة"...
 
وعلمت جريدة "الغد 24" أن الناشط الحقوقي عزيز أرقراق وضع شكاية لدى مصالح الأمن المختصة، مع بيانات حول هذا الشخص المتطرّف، الذي تبيّن أنه ذو سوابق عدلية، وفق ما أفاد شهود عيان، حضروا واقعة التهجّم الإجرامي، المرفوق بوابل من السب والوعيد والتهديد بالذبح، إذ قال هذا الشخص المتطرف للأستاذ عزيز أرقراق: "إذا ذكرت حركة حماس على لسانك مرة أخرى سأذبحك"!؟ 
 
وحسب إفادات من عين المكان، فإن هذا المتطرّف معروف بسوابقه، وقد تعرّفت مصالح الأمن على هويته وعنوان مقر عمله، وننتظر أن تتحرّك بفعالية وبحزم في مواجهة هذا الفعل الجرمي، الذي يدخل في باب الإرهاب...

وبحسب مراقبين، فإن المرحلة الراهنة، المطبوعة بحكومتي البيجيدي، باتت تعرف تناميا لتعبيرات وممارسات متخلّفة مماثلة بمسوح دينية، مقابل تراجع وتعثّر المشروع الديمقراطي الحداثي، ليس لعدم جدارته، ولا لتراجع الإيمان به والاقتناع بجدواه، وإنما لضعف عدد من حاملي هذا المشروع، الذين لا طاقة لهم على الذهاب بعيدا في الدفاع عنه، والنضال من أجله، إما بسبب هشاشتهم وانتهازيتهم، وإما بسبب جبنهم ورعبهم من تهديدات التكفيريين...

ولهذا السبب، يقول أحد مناهضي قوى الظلام، تابع كثير من المغاربة خرجات الظلاميين الذين صاروا يركزون على مهاجمة مفكرين ومثقفين وفنانين وسياسيين وإعلاميين وتعريضهم للتكفير والتحريض على قتلهم، بعدما لاحظ التكفيريون أن أعدادا مهمة من الناشطين المدنيين، بمن فيهم من لا يكف عن إثارة الضجيج في مواقع التواصل الاجتماعي، بمجرد ما تتعالى صرخات التكفير، "كيدخلوا لجواهم"، ويُترك الضحايا لأقدارهم، في مواجهة التكفيريين دعاة الحقد والكراهية والتطرف والعنف، الذين يتشجعون وينتعشون ويتكاثرون ويتسيّدون في ظل هذا "التفرج" و"الصمت" و"الانهزامية" أو حتى "التواطؤ"، الذي بات يسم حتى مؤسسات رسمية، وبالخصوص منها الأمن والقضاء، من خلال التجميد المتكرر للشكايات ضد هؤلاء التكفيريين، أو التساهل معهم، بأحكام مخفّفة تضع شيوخ التطرف والتكفير، عمليا، في وضع الإفلات من العقاب...
 
ولهذا السبب، يؤكد عدد من مناهضي قوى الظلام، يلزم عدم الصمت أو التساهل مع التكفيريين، الذين أضحوا يتكاثرون، ولم يعودوا يختبئون، إذ صاروا يخرجون بفيديوهات تكفّر وتحرض على العنف ضد شخصيات ومؤسسات سياسية ومدنية، وتهدد حرية المعتقد والضمير وممارسة الشعائر الدينية، وتورط المساجد ودور العبادة في التوظيف السياسوي، في ضرب صريح وممنهج لكل قيم الاعتدال والتسامح...