الملك يهاجم الجزائر ويسجل استهداف المغرب من قبل إسبانيا وألمانيا و"فوربيدن ستوريز" و"أمنستي"
الكاتب :
"الغد 24"
سجل الملك محمد السادس، في خطاب الذكرى 68 لثورة الملك والشعب، مساء اليوم الجمعة 20 غشت 2021، ما يتعرض له المغرب، في الفترة الأخيرة، من هجمات مدروسة من طرف بعض الدول، في إشارة إلى الجزائر، فضلا عما قامت به إسبانيا وألمانيا، إضافة إلى منظمات معروفة بعدائها للمغرب، وفي مقدمتها "فوربيدن ستوريز" و"أمنستي"...
وقال الملك إن "المغرب مستهدف، لأنه دولة عريقة، تمتد لأكثر من 12 قرنا، فضلا عن تاريخها الأمازيغي الطويل؛ وتتولى أمورها ملكية مواطنة، منذ أزيد من 4 قرون، في ارتباط قوي بين العرش والشعب".
وأضاف الملك أن "المغرب مستهدف أيضا، لما يتمتع به من نعمة الأمن والاستقرار، التي لا تقدر بثمن، خاصة في ظل التقلبات، التي يعرفها العالم".
واعتبر الملك أن ما يتعرض له المغرب هو "عملية عدوانية مقصودة"، مبرزا أن أعداء الوحدة الترابية للمملكة، ينطلقون من مواقف جاهزة ومتجاوزة، ولا يريدون أن يبقى المغرب حرا، قويا ومؤثرا.
وأوضح الملك، في إشارة مبطنة إلى كل من إسبانيا وألمانيا، أن قليلا من الدول، خاصة الأوروبية، التي تعد للأسف من الشركاء التقليديين، تخاف على مصالحها الاقتصادية، وعلى أسواقها ومراكز نفوذها، بالمنطقة المغاربية.
كما أن بعض قياداتها، لم يستوعبوا بأن المشكل ليس في أنظمة بلدان المغرب الكبير، وإنما في أنظمتهم، التي تعيش على الماضي، ولا تستطيع أن تساير التطورات، في إشارة إلى أن العقلية الاستعمارية مازالت مستمكنة في أذهان وسلوكات العديد من الأوروبيين.. وفي هذا الصدد نستحضر جلسة البرلمان الأوروبي المخصصة للمغرب، والتي حاولت فيها إسبانيا جر بلدان الاتحاد الأوروبي كلها وبمختلف قواها السياسية الممثلة في البرلمان الأوروبي إلى تكوين حلف استعماري، وكشفت الجلسة إياها أن في أوروبا حاليا نزعة عنصرية متنامية يعبر عنها يمين متطرف متوسع الحضور ومتضامن، ويجر إليه رويدا رويدا قوى اليمين الحكومي، وحتى بعض أطراف اليسار، التي عاينّا كيف انجرّت إلى مستنقعات اليمين المتطرف المعادي للأجنبي والعنصري، في موقف فضح، لأول مرة بكل الوضوح الممكن، أن أوروبا، بمختلف حساسياتها، مازالت مسكونة، في لاوعيها الشقي، بإرث استعماري عتيق...
الملك محمد السادس سيعمد، بعد ذلك، وبلغة مسؤولة ومحسوبة المعاني والدلالات، إلى توجيه خطاب شديد اللهجة إلى الجزائر دونما حاجة إلى تسميتها، حين قال إن الشهور الأخيرة أبانت أن هذه الدول "تعرف ضعفا كبيرا، في احترام مؤسسات الدولة، ومهامها التقليدية الأساسية"، وهذا ما سجله العالم أجمع في الأيام الأخيرة، وتداوله الرأي العام الجزائري ونشطاء الحراك الجزائري على أوسع نطاق، كما تداولته العديد من وسائل الإعلام الدولية المكتوبة والسمعية البصرية، فضلا عن مواقع التواصل الاجتماعي، التي رصدت جميعها، بالصوت والصورة، قيام مؤسسات جزائرية، من المؤسسة العسكرية إلى أجهزة الاستخبارات، بالتعبير عن مواقف يفترض أنها من صميم صلاحية رئيس الدولة! حتى أن العديد من النشطاء الجزائريين على مواقع التواصل الاجتماعي طرحوا في لايفاتهم سؤالا قويا: كيف لدولة لا تُحترم فيها مؤسسات الدولة، أن تحترم غيرها من الدول؟!ّ والمثير أن مثل هذه الدولة وهؤلاء المسؤولين هم من يريدهم الأوروبيون، لأنهم مطواعون لهم، ويخدمون مصالحهم!؟!
هكذا، يريد الأوروبيون أن يصبح المغرب مثل هؤلاء، الذين يأتمرون بأوامر أوروبية، وسبيلهم إلى ذلك، يقول الملك، هو "خلق مبررات لا أساس لها من الصحة، واتهام مؤسساتنا الوطنية، بعدم احترام الحقوق والحريات، لتشويه سمعتها، ومحاولة المس بما تتميز به من هيبة ووقار".
وتابع الملك قوله "إنهم لا يريدون أن يفهموا بأن قواعد التعامل تغيّرت، وبأن دولنا قادرة على تدبير أمورها، واستثمار مواردها وطاقاتها، لصالح شعوبنا"، موضحا أنه لهذا السبب "تم تجنيد كل الوسائل الممكنة، الشرعية وغير الشرعية، وتوزيع الأدوار، واستعمال وسائل تأثير ضخمة، لتوريط المغرب، في مشاكل وخلافات مع بعض الدول".
بل هناك تقارير تجاوزت كل الحدود، يتابع الملك رصد مواقف بعض الدول الأوروبية، إذ "بدل أن تدعو إلى دعم جهود المغرب، في توازن بين دول المنطقة، قدمت توصيات بعرقلة مسيرته التنموية، بدعوى أنها تخلق اختلالا بين البلدان المغاربية".
وزاد الملك كاشفا كل الأوراق، لعل أخطرها هي سقوط منظمات دولية إعلامية وحقوقية في المشاركة في مخططات لتنفيذ أجندات أولئك الذين يستهدفون المغرب، إذ "دبروا حملة واسعة، لتشويه صورة مؤسساتنا الأمنية، ومحاولة التأثير على قوتها وفعاليتها، في الحفاظ على أمن واستقرار المغرب؛ إضافة إلى الدعم والتنسيق، الذي تقوم به في محيطنا الإقليمي والدولي، باعتراف عدد من الدول نفسها"، يقول الملك، ويزيد متحديا "وهنا نؤكد بأننا سنواصل مسارنا، أحب من أحب، وكره من كره، رغم انزعاج الأعداء، وحسد الحاقدين"...