الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
الملك محمد السادس يلقي خطاب العرش 2021

خطاب العرش والجزائر.. هل توجد لدى الطرف الآخر إيجابية وتقدير المخاطر!

 
محمد نجيب كومينة
 
 
للدولة حساباتها، ولها بالتأكيد معلوماتها التي لا يمكن لغيرها معرفتها، لذلك تقوم بصياغة الخطاب الذي تراه مناسبا ويخدم الأهداف التي تسعى إليها.
 
خطاب عيد العرش ركز بشكل مفاجئ على العلاقة مع الجارة الجزائر، وكان، كخطابات ملكية سابقة، إيجابيا وداعيا إلى تجاوز الماضي وفتح صفحة جديدة وفتح الحدود المغلقة.
 
التأكيد على أن أمن الجزائر من أمن المغرب وأن المغرب لن يسعى نهائيا إلى إلحاق أي ضرر بجارته، وعلى الروح المغاربية، يشير ضمنا إلى أن الملك، بصفاته وسلطاته، لا يزكّي أي ميل لتشجيع أي نزعة انفصالية في الجزائر، ويطالب الجيران في نفس الوقت باتخاذ موقف مماثل وبتغليب الميل المغاربي.
 
وبذلك يطمئن الجيران أن الجدل شيء والموقف الثابت شيء آخر، فالمغرب لم يكن يوما مساندا للنزعات الانفصالية أو للمساس بوحدة الدول والبلدان.
 
لكن الخطاب الملكي، وبالأخذ بعين الاعتبار ما أشرت إليه في البداية، يطرح علامة استفهام، إذ إن الإيجابية المتكررة للملك وللمغرب لم تجد لها أي صدى لدى من يحكمون الجزائر، ويتبين أن من يتولّون المسؤوليات الأساسية في الدولة الجزائرية أكثر عداء للمغرب، ووصل بهم عداؤهم إلى الترويج لخرافات لم يسبقهم إليها أحد، ولا يزكيها التاريخ الحقيقي، من قبيل ما نشرته مجلة الجيش الجزائري، وتحمست في نقله وسائل الإعلام التابعة للمخابرات الجزائرية، والذي جاء فيه أن المغاربة غدروا بالجزائر منذ ما قبل التاريخ، مند عهد يوغورتا، ومن المؤكد أن كل همهم وكل تحركاتهم وكل مشاريعهم وسبب وجودهم هو العداء للمغرب والسعي لإلحاق الأذى به والإساءة إليه بهدف إضعافه وثنيه عن الانشغال بتنميته وحل مشاكله، لأنهم يريدون أن يروا فشلهم شاملا لما حولهم.
 
أكيد أن الإيجابية مع الجزائر الشقيقة والشعب الجزائري الشقيق مطلوبة باستمرار، إلى أن تتوفر الشروط لتعم الفضاء المغاربي، ومن المؤكد أنه يجب تجنب وصول التصعيد إلى الحد الذي يصبح منفلتا من السيطرة، وتجنيب المنطقة خطر الحرب...
 
لكن هل توجد لدى الطرف الآخر قابلية للخروج من منطق التصعيد وتقدير المخاطر والتصرف بإيجابية؟
 
لا شئ يشير إلى ذلك لحد الآن!