ما هي مشكلة "الرئيس المزور اللي جابوه العسكر" عبد المجيد تبون؟
مشكلة الرئيس المزوّر هي أصلا مشكلة الجنرال "المخنّث" سعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الجزائري... كيف؟
لنوضح، أولا، أن استعمال لفظ "المخنث" هو توصيف وليس الغرض وراءه أي قدح، فأن يتصرف شنقريحة كأنثى، وأن يكون عشيقا لگايد صالح، وبعده للقيادي في عصابات البوليساريو محمد لمين البوهالي، فهذا شأنه، وهو من صميم حريته الفردية...
العقيد گايد صالح والمقدم سعيد شنقريحة يمارسان اللواط
وتعود هذه القصة إلى حرب أمغالا، عندما خسرت الجزائر كتيبة من النخبة الخاصة بعتادها ورجالها، ما دعا قائد الناحية العسكرية الثالثة الجنرال مصطفى بلوصيف إلى أن يرسل للرئيس الهواري بومدين تقريرا مفصلا جاء فيه: بينما الجيش المغربي كان يستعد للهجوم كان قائد الكتيبة العقيد گايد صالح ومعه المقدم سعيد شنقريحة يمارسان اللواط، وكان الجنود في حالة استرخاء وعياء... وهنا سيجن جنون بومدين وسيقول خطابه الشهير: "إن مشكلة الجزائر الكبرى ليست مشكلة مالية ولا اقتصادية ولا أزمة تقشف أو أزمة سكن، بل عندنا أزمة رجال"...
وبعد هذه الفضيحة، تم طرد العقيد گايد صالح والمقدم سعيد شنقريحة، ومع تدخل جنرالات فرنسا من أجل إعادتهما للجيش، اشترط بومدين إرسالهما إلى روسيا "باش يولّيوا رجالْ"، إذ إن الجيش الروسي كان يكره الجنود المثليين.
ومن المثير أنه عندما تولى شنقريحة منصب قائد الناحية العسكرية الثالثة، أمضى فيها زمنا طويلا، بل وكان يرفض نقله منها، رغم أنها منطقة صعبة تقع فيها مدينتا بشار وتندوف، قبل أن تنفضح علاقته مع البوهالي...
لم ينس الجنرال المخنث شنقريحة هزيمته المذلة في حرب أمغالا، التي يعرف الجميع أنه لاذ بالفرار حتى لا يقع في الأسر، ومنذ ذلك الوقت وهو يحقد على المغرب، ثم جاءت فترة خدمته في بشار وتندوف ليتضاعف حقده على كل ما هو مغربي...
تبون مزوّر جابوه العسكر
ولذلك، منذ جاء هذا الجنرال، عقب تسميم الجنرال گايد صالح، وهو يطلق تصريحات مستفزة ضد المغرب، من أجل تحقيق هدفين: هدف شخصي بتفريغ عقدته المغربية، التي جعلته لا ينام لعدة سنوات، إذ ظلت كوابيس الهزيمة تطارده ويستيقظ أحيانا مذهولا ومرعوبا.. وهدف "وجودي" وهو أساسي ويتمثل في محاولة امتصاص غضب الشعب الجزائري، وتحريفه عن ثورته السلمية بافتعال نزاع مجاني مع المغرب! لم تكْفِ كورونا، التي أنقذت نظام الجنرالات من السقوط، فبحثوا عن لعبة ليضحكوا على ذقون الجزائريين، ولأنهم بلداء ظنوا أن الجزائريين ستنطلي عليهم اللعبة، فكانت مسخرة الانتخابات الرئاسية، التي قاطعتها الأغلبية الساحقة من الشعب الجزائري، الذي أكد لعصابة الجنرالات أنهم مجرد شرذمة جُهّال، إذ يجهلون رقي الشعب الجزائري، وأن أبناءه أذكى منهم بسنين ضوئية، ولذلك لم يعترفوا بـ"رياسة" عبد المجيد تبّون، ومباشرة بعد إعلان فوزه، أبدعوا شعارا في وصفه يقولون فيه "تبون مزوّر جابوه العسكر"...
في الفيديو واحدة من آلاف المظاهرات، التي اندلعت بطول وعرض الجزائر، للتعبير عن رفض الجزائريين للرئيس المزور عبد المجيد تبون...
الشعب يواجه نظام الجنرالات بالسخرية
وخلال مظاهرة العاصمة، ردّد المتظاهرون "الله أكبر، الانتخاب مزور"، و"الله أكبر نحن لم نصوت ورئيسكم لن يحكمنا"، وحملوا لافتات كتب عليها "ولايتك يا تبون وُلدت ميتة" و"رئيسكم لا يمثلني".
ويمثل المتظاهرون كل فئات المجتمع من شباب وشيوخ ورجال ونساء بعضهن محجبات وأخريات بسراويل الجينز والأحذية الرياضية. وفي لحظة قوية، قالت مريم، موظفة تبلغ 31 سنة، لوكالة فرانس بريس: "تبون أسوأ من بوتفليقة. من المعروف أنه من اللصوص. لم نصوت ولن نتراجع"...
ومن إبداعات الشعب الجزائري الشامخ، أنه سيحوّل غضبه إلى سخرية بإبداع مختلف أشكال التعبير عن هذه السخرية المُرّة من رئيس يصفونه بـ"اللص"، و"المزور"، وعضو "العصابة"...
ولأن تبون المزور مجرد دمية بيد جنرالات الجزائر، فبمجرد ما أجلسوه على الكرسي حتى جاءه الجنرال المخنث شنقريحة، الذي ينفث سموم الحقد ضد كل ما هو مغربي، والذي يعتبر أول من وصف المغرب علانية بـ"العدو"، وأول من نحت مصطلح "العدو الكلاسيكي"، ولذلك ما أن أجلسوا "تبّون المزور" على الكرسي، حتى وقف شنقريحة على رأسه، وأمره بتوجيه تهجماته نحو المغرب...
خالد تبّون وين.. راه يبيع في الكوكايين
"تبّون" المسكين يعرف أنه مزوّر، وما إن جلس على الكرسي حتى استعطف الجنرالات بأن يُطلقَ سراحُ ابنه المجرم خالد تبون، الذي كان اعتُقل في مثل هذا الشهر من سنة 2018، ضمن عصابة من المسؤولين الجزائريين، الذين كانوا يغرقون الجزائر بكميات ضخمة من الكوكايين...
ولذلك، ما إن وافقوا له على هذا الشرط، حتى بدأ عهدته الرئاسية المزورة بالتهجّم على المغرب، إلى حد أن العديد من نشطاء الحراك الجزائري شرعوا يسخرون من "تبون المزور" بالقول إن برنامج عهدته يتلخص في كلمتين "معاداة المغرب"...
تاريخ مبهدل لتبّون المزور
يظهر هذا "البرنامج" منذ أول جلوس لتبون المزور على الكرسي، وطوال ثلاثة أشهر، وهو لا يترك مناسبة دون الهجوم المتكرر على المغرب، فقد يكون هذا، بالنسبة له، هو الأسلوب الوحيد الذي قد ينفعه في "إثبات ذاته"، فهو سياسي تافه، لا يجر وراءه أي تاريخ يتعنّى به للوقوف ندا للجنرالات، مثلما كان عليه الحال بالنسبة لكل أسلافه دون استثناء، إلى أن وصل "تبّون المزور"، فهو الأول الذي يعتلي كرسي الرئاسة دون تاريخ ودون كرامة، بدأ مشواره موظفا عموميا صغيرا، ولأنه كان يتبحلس لرؤسائه، وبالخصوص ممن لديهم صلة بوزارة الداخلية، حتى وصل إلى منصب والٍ، ولأنه كان نموذجيا في إظهار التبحليس والتملّق والولاء التام الذي يصل إلى الخضوع والركوع، فقد أقعدوه على كرسي وزير الداخلية، ثم الاتصال والثقافة فالسكن، قبل أن يضعوه كدمية في منصب الوزير الأول...
وعلى ذكر الوزير الأول ووزير السكن، يتناقل الجزائريون بكثير من السخرية فيديو يظهر فيه عبد المالك سلال، عندما كان وزيرا أولَ، وهو يبهدل في وزير السكن عبد المجيد تبون على الملأ:
المبهدل يبقى دائما مبهدلا، دون "نفْسْ" ولا كرامة، وهذا ما وقع لـ"تبون المزور" في مثل هذا الشهر من السنة الماضية، عندما "حسّ براسو"، وتنطّع، فقرر إعفاء اللواء (الجنرال) سليم گريد من إدارة الأكاديمية العسكرية لشرشال (ولاية تيبازة)، بموجب مرسوم رئاسي صدر في الجريدة الرسمية في العدد 48 بتاريخ 27 يونيو 2020...
فضيحة الرئيس المزور مع عصابة العسكر
كان الجنرال المخنث شنقريحة يريد الاتصال بـ"تبون المزور" ليبهدله، لكن فكّر هو وزبانيته في طريقة أخرى لبهدلته تكون علانية وتتناقلها كل وسائل الإعلام، وجاءت المناسبة، بعد حوالي شهرين من الإعفاء، وتتمثل في الإشراف على تخرج ضباط من الأكاديمية العسكرية، يوم السبت 22 غشت 2020، فاستقدموا "الرئيس المزور" إلى الأكاديمية، ليجد شنقريحة في استقباله، وليفاجئه بوجود اللواء المقال سليم گريد في مقدمة المستقبلين، باعتباره مدير الأكاديمية:
وخلال مراسيم الإشراف على التخرّج، كما يلاحظ المشاهدون في الفيديو، وهو من قناة البلاد التابعة حرفيا لتوجيهات عصابة الجنرالات، سيتعمّد شنقريحة وگريد أن يُعطوا الأولوية لواحد عادٍ من الأطر العسكرية هو من يسلّم الميدالية الأولى، ثم إسناد تسليم الميدالية الثانية للرئيس المزور... وليس هذا فحسب، بل أجلسوا تبون المزور كتلميذ نجيب ليستمع إلى خطاب مدير الأكاديمية الجنرال المقال سليم گريد!
ونكاية في الرئيس المزور، حتى يعرف حجمه وقدره ولا يعود إلى "البسالة"، فبعد أسبوع فقط، وتحديدا يوم 30 غشت 2020، سيشرف قائد القوات البرية الجزائرية الجنرال عمار عثامنية على تنصيب الجنرال سالمي باشا قائدا للأكاديمية العسكرية لشرشال خلفا للجنرال سليم گريد، الذي يتحمّل حاليا مسؤولية مدير الصناعات العسكرية، التي تجعله يكون من أغنى جنرالات الجزائر... وكلما أرادت العصابة السخرية من الرئيس المزوّر، ينظمون نشاطا عسكريا للجنرال سليم گريد، ويأمرون القنوات بتغطية النشاط، والتركيز على شخص سليم گريد وهو يتباهى وسط الضباط والجنود... وكلما أراد الرئيس المزوّر أن يرضي أسياده الجنرالات يلجأ إما إلى الهجوم على المغرب وإما التهليل لعصابات "البوليخاريو"، وعندما استقدموا المجرم بن بطوش، إبراهيم غالي، الذي يسميه الناشط الحراكي الجزائري أمير ديزاد "إبراهيم زبل"، استقدموا معه الرئيس المزوّر، وأمروه بالحركة والحديث، وكلما تفوّه بكلمة يتطلّع إلى سيده الجنرال المخنث شنقريحة ليعرف هل هو راضٍ عنه أم لا، ولإظهار الولاء أكثر، اجتهد الرئيس المزوّر فوجّه حاشيته ليجمعوا شرذمة من "الذباب" ومن "المواطنين" الموضوعين رهن إشارة "مخابرات عبلة"، ليهتفوا بالنصر على أساس أن عصابة الجنرالات "قولبت" مخابرات المغرب واسطاعت استعادة الطرطور بن طبّوش، وكانت فرصة للناشط أمير ديزاد ليوجّه سخريته الجارحة نحو العصابة ونحو كل شخص ائتمر بأمر مخابرات عبلة، وهتف للعصابة ولابن بطّوش، فكان أن وجد الحراك يسخر منه، وأمير ديزاد يصفه ب"بوصبع" و"البردوع" و"البغل"...
رئيس مزور وغبي وبليد وذليل
نعود إلى "تبون المزور"، وسيرته التي تكشف أنه شخص تافه، وذليل، ولذلك يجد حظوة لدى الجنرالات، ليقلّدوه المناصب، وليلهج لهم بالحمد والشكر والولاء والخضوع، ولكي يبرهن لهم على ولائه التام، فإنه يجدّ ويجتهد في التهجّم على المغرب...
والكارثة، هنا، أن عوامل الغباء والبلادة المستحكمة في تبون المزور وشنقريحة المخنث، كما يعرف ذلك جيدا نشطاء الحراك الجزائري، أن كل مبادرة اتخذتها هذه العصابات تنقلب عليهم رأسا على عقب، وتجعلهم محط سخرية الشعب، وآخر هذه المبادرات الغبية والبليدة نجدها في "الحوار المخدوم"، الذي أجراه تبون المزور مع مجلة "لوبوان" (Le Point)، ومرد السخرية هوية صاحب هذه المجلة اليمينية الفرنسية، وهو أحد رجال الأعمال الفرنسيين فرنسوا بينو (François Pinault)، وهو من القلائل الذين منحت لهم أوسمة شرفية استعمارية نظير مشاركتهم، وبصفة تطوعية، في حرب الجزائر من 1956 إلى 1958، حيث شارك في تعذيب وتهجير وقتل وتشريد واغتصاب العديد من الجزائريات والجزائريين... منبر هذا المجرم هو الذي اختارته عصابة جنرالات الجزائر لحوار الرئيس المزور ما جعلهم محط سخرية مضاعفة من قبل نشطاء الحراك الشعبي الجزائري...
لكن في الواقع، تبقى المعضلة الكبرى، التي خلقت عقْدةَ أكبر لتبون المزور وشنقريحة المخنث، والتي ظهرت جلية في هجوم مجلة "لوبوان"، أن الشعب الجزائري شرع يسخر من العصابة ويشبّهون عناصرها بـ"عيالات الحمّام"، وبـ"نساء الليل"، عندما يُخرجن رؤوسهن من "طاقات" منازلهن، ويبدأن في السب والشتم والصراخ، في حين الطرف الآخر "ساد عليه طاقتو، ما جايب خْبار للمعيار" في إشارة إلى المغرب، معتبرين أن هذا الوضع يجعل عصابة الجنرالات تجلب المهانة للجزائر، لأن استنكاف المغرب عن الرد على شتائم الجنرالات اعتبروه أكبر "حگرة" للجزائر!
وهذا صحيح مع فارق جوهري، وهو أن الأمر ليس "حگرة" للجزائر، ولشعب الجزائر الأبي، الذي يعاني الأمرّين مع هذه العصابة، بل على العكس هناك تقدير كبير من عموم المغاربة لأشقائهم الجزائريين، الذين اعتبروهم دخلوا التاريخ من بابه الواسع، إذ صنعوا، لحد الآن، أطول ثورة سلمية، بصبرهم وشموخهم وصمودهم، تحدوا قمع "عصابة الجنرالات"، وإرهاب "مخابرات عبلة"، وأحكام "قضاء التلفون"، ولم ينهزموا، ولم يرضخوا، ولا رفعوا الراية البيضاء، بل أبدعوا في أساليب المقاومة السلمية، أبدعوا في صياغة الشعارات، والأناشيد، التي يواجهون بها مختلف أدوات القمع، يواجهون المناورات، مع المجندين المندسين، في الإعلام وفي مهنة الدفاع وفي صفوف الحراك، لكنهم سرعان ما يكشفونهم واحدا واحدا ويفضحونهم...
قصيدة زجلية لشاعر الحراك محمد تاجديت الموجود حاليا في السجن
اعتقلوا أبناءهم، عذبوهم، اغتصبوا بعضهم، سلطوا عليهم ذبابهم في محاولة لتشويه صورتهم، لكن كل هذه المناورات كانت تصطدم بذكاء الشعب الجزائري، ذكاء في غير مجاملة، بل ذكاء أثبته الواقع المعاش...، في مظاهرات الجمعة مثلا، طوّق البوليس كل مداخل ومخارج الشوارع الرئيسية التي تؤدي إلى التجمع المركزي في ساحة البريد وسط العاصمة، في محاولة لإفشال احتجاجات الجمعة، فخرج لهم الجزائريون من الأزقة، وتفرقوا في مسارات مختلفة ومتعددة، وشتتوا إنزالاتهم، فاضطرت قوات الأمن إلى التفرق للحاق بهم، ونجح الحراكيون وفشل القمعيون...
لهذا السبب، أضحى الحراك الشعبي يخيفهم، بل يرعبهم، وباتوا يحسون بقرب نهايتهم، وبدأت تنفرط من أيديهم كل حيلهم لتشتيت الحراك وإبعاد الجزائريين عن الثورة، فلم يعد أمامهم من حل غير منفذين سيئين في الإعداد والإخراج: الأول مسرحية الانتخابات التشريعية، التي يرفضها الشعب بحزم، ويهتف في وجوههم في كل المظاهرات "ماكاينش انتخابات مع العصابات"! والثاني التهجّمات على المغرب، التي أصبحت محل سخرية الحراك الجزائري واستثمرها النشطاء في إظهار مدى بلادة وحقارة عصابة الجنرالات وغباء الرئيس دميتهم المزور...
هذه كل الحكاية، فيها الكثير من التفاصيل، لكن ليست هذه النهاية، التي ستكون بأيدي الجزائريين من خلال ثورتهم السلمية، التي سيقتلعون بها، عاجلا أم آجلا، كل عصابات العسكر، ومعهم دميتهم الرئيس المزور، لينعم الشعب الجزائري بنصر يفتح له أبواب بناء دولة مدنية متحررة من المافيات العسكرية... وستكون أولى المحاكمات، التي ستنظم ما بعد الثورة، لمحاسبة عصابة الجنرالات، وعصابة البوليخاريو، بعد أن قال الحراك كلمته: من يؤيد البوليخاريو فهو يؤيد الجنرالات، وهذا ما عبّر عنه، بشكل بليغ، الناشط أمير ديزاد، الذي يؤيد ما يقرره الحراكيون داخل الجزائر، ويرفع الشعارات التي يرفعونها، بطريقته الخاصة، التي تستقطب تأييد أوسع فئات الشعب الجزائري المكافح: