"النموذج التنموي" بعيون محسوبين على اليسار.. خِفّة أبعد من هوية اليسار أقرب من "تاهداويت"
الكاتب :
"الغد 24"
لحسن صبير
بعض تصريحات محسوبين على الفكرة اليسارية من هنا وهناك بخصوص وثيقة "النموذج التنموي" تنمّ عن خفة لا علاقة لها لا بهوية اليسار ولا بتقاليده..
اليسار يولي المسألة المعرفية والنقد المعرفي أولوية حيوية، وحتى في اختلافه، يَعرِض المنطوق الصريح أو الضمني لـ"المختلف فيه أو عليه"، ويُعرّضه للتشريح، مستعرضا هناته أو سوء إضماره بتعريته، ومبرزا ما يراه هو كمشروع مضاد أجدى للبلاد والعباد من المعروض، وفِيمَ هي جدواه كمصلحة وطنية من وجهة نظره..
عشنا وشفنا كلاما على العواهن لا يستقيم، من قبل "الدولة البوليسية" و"تصفية الأجواء" و"المسألة الدستورية"، وكثير مما يقترب من "ضريب الحجر" في كل اتجاه...
عفوا أيها السادة، ليست هذه منهجية يسارية، ولا تنتمي لأي منهج بعينه بفعل طابعها الأقرب إلى "تاهداويت"...
يمكنكم وضع نظارات سوداء، وتسويد أي شيء وكل شيء، لكن حتى في ذلك ديروا نظاظر كحلين بقواعدهم ماشي نضاضر فالصو... رووول...
هاد الشي باقي حتى ما تعمّم وتبسط التقرير..
راه قلنا ليكم أننا أمام فصائل "واش حتى هادي ختانة؟"!
(ما يمكنش تدرجها فشي نوع سياسي من المتعارف عليه في علم السياسة)
نقطة نظام لها علاقة بما سبق:
لنتأمل هذه المقارنة:
الوضعية (أ): الأحزاب تنتج مقررات في مؤتمراتها الوطنية يقام لها ويقعد، وأطرها على مدار السنة تنتج وثائق مرجعية في صورة مؤلفات أو مقالات بشتى المجلات المتخصصة وغير المتخصصة...
الوضعية (ب): الأحزاب، حتى ولو كانت داخل الحكومة، بعظمة لسانها تقول نحن نطبق برنامج الملك للتهرب من مسؤلياتها ومهامها المباشرة، ومعظم من حملتهم إلى البرلمان أصحاب شكارة إلا من رحم ربك...
هل هذا الفراغ مسؤول عنه من يسمونه "المخزن" أم الأحزاب؟
وهل هذا المخزن هو الذي يحدد لها من تحملهم انتخابيا إلى المؤسسات ويغلق لها المقرات لكي لا تتوفر على أطر وأكاديميات سياسية؟...
وما الذي منع يوما حزبا من الأحزاب أن يكون مبادرا -وهنا أتحدث من أقصى اليمين إلى أقصى يسار- وينتج هو أو مع الأغيار وثيقة مماثلة، وينخرط برنامجيا في الترافع عنها إعلاميا وجماهيريا ومؤسساتيا؟...
لنتواضع ونصارح شعبنا بالحقائق... التي تتسبب في ترك المبادرة والذيلية للأحداث، بل وللدولة بمفهومها العام، وأن الأحزاب تخلت عن مهماتها وانقسمت شقين: شقّ منخرط حتى العنق في "الانتخابوية" الفجة، وحتى إن حاول نجده ينتج شعوذة العموميات... وشقّ مهووس بالسلطة، وينتج شعوذة المزايدات...
نعرف خروب بلادنا جيدا، لكننا نتقن لعبة إخفاء الشمس بالغربال، ونتباكي على ما صنعته أيدينا ولم يصنعه أحد، لأن الزمن غير الزمن...
في ما مضى، كان يمكن التبرير بـ"زمن الرصاص"، والحال أنه برغم ذلك كان أخصب... الآن كلشي تعرّا فـالساحة!!!