الظلامي ناصر الزفزافي يتحدث عن "العدو" ويعلن تخليه عن مسؤولياته في "حراك الريف"
الكاتب :
جلال مدني
جلال مدني
أعلن الرجعي الظلامي ناصر الزفزافي، خرّيج معهد ديني في فاس، تخليه عن مسؤولياته في "حراك الريف"، الذي كان انطلق خريف سنة 2016، بسبب صراعات وصفها، بلغته الغيبية المتخلفة، بـ"صراعات الجاهلية"، واصفا النظام المغربي وكافة معارضيه بـ"العدو"...
وقال متزعّم "حراك الريف"، في رسالة نشرها والده أحمد الزفزافي في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك": "لقد تحملت المسؤولية كناشط في حراك الريف، وكنت دائما حريصا على أن أرى أبناء جلدتي كالبنيان المتراص، لا كما يريد لهم أعداء الريف، لكن تبخرت أحلامي واصطدمت مع صراعات الجاهلية التي ما كانت لتكون لولا نية المهووسين بالزعامة والشهرة وحب الذات".
وزاد موضحا: "لقد ضاعت على الريف فرصة تاريخية أفشلها البعض من أبناء الريف أنفسهم، تاركين الفرصة للعدو كي يتربص بالريف"، وبعدما قال إنه "أمام هذه الحرب المفتعلة التي يخوضها الريفيون بالوكالة على العدو تحولوا إلى معاول يهدم بعضهم بعضا"، أَعلنَ: "إنني تنحيت عن المسؤولية الجسيمة التي فرضتها علي الظرفية حينها، وباركتها الجماهير الحرة، حتى أترك المجال لغيري علّهم ينجحون فيما فشلت فيه أنا"...
يشار إلى أنه في أكتوبر 2016، شهدت مدينة الحسيمة، وبعدها عدد من مدن وقرى منطقة الريف، احتجاجات مجيدة مطالبة بـ"تنمية المنطقة وإنهاء تهميشها"، سرعان ما قفز عليها طالب دين رجعي، بتناور مع زمرة متخلفة، سيطروا على الحراك، رغم وجود أغلبية من المناضلين الأبرار، الذين غُلب على أمرهم وأسلموا قيادهم للقيادة المتخلفة لجماعة ظلامية، ابتدأت بإعلان عدائها لكل مكونات الحركة الديمقراطية المغربية، وبالخصوص كافة التنظيمات الحقوقية وعلى رأسها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إضافة إلى كافة الهيئات اليسارية وعلى رأسها حزب النهج الديمقراطي وأحزاب فدرالية اليسار الديمقراطي، التي شنوا عليها حربا هوجاء، وشرعوا يحرّفون الحراك عن أهدافه الشعبية المتقدمة، وكانت أكبر علامة على هذا الانحراف البئيس ظهور الظلامي ناصر الزفزافي، صاحب الأفكار الرجعية حول التنمية والتقدم والمرأة والسياحة (بعد مرور هذه المحنة، سنشرّح هذه المواقف المتخلّفة من خلال كل الخطابات والفيديوهات التي نحتفظ بها، وصولا إلى رسالة التنحي التي يتحدث فيها عن "العدو")، في الخميس الشهير، وهو محاط بحرس خاص يتسربلون بأقمصة سود، شكّل مظهرهم مثار قيء واحتقار...
ولعب الظلامي ناصر الزفزافي دورا بئيسا في التصعيد، ورفض أي حوار، وافتعال احتكاكات مجانية، أدى فيها شعبنا الأبي في الريف ثمنا باهضا، خلّف جراحات وانكسارات، أفضت إلى صدور أحكام جائرة وقاسية في حق معتقلي احتجاجات الريف، تراوحت بين سنة و20 سنة، لا تتناسب مع الأفعال المسجلة، فضلا عن عملية توصيف تلك الأفعال، التي تعوز بعضها القرائن، فيما بعضها الآخر نفاه المعتقلون نفيا صريحا وقاطعا...
لا يهم الاتفاق أو الاختلاف، اليوم، مع الظلامي ناصر الزفزافي وبعض عشيرته ممن يرضعون مثله من "بزولة" الرجعية، ما يهم هو أن معتقلي الريف، وغيرهم من معتقلي الاحتجاجات الاجتماعية، لا يستحقون أن يُغيّبوا كل تلك السنوات الطوال وراء القضبان، الشيء الذي يتطلب من كل القوى الديمقراطية مبادرات فاعلة في كل الاتجاهات، دون أية مزايدات، من أجل طي سياسي لهذا الملف بصورة تتناسب ومتطلبات الانتقال الديمقراطي والعدالة الاجتماعية...