الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

في ظل وزيرة فاشلة.. 230 بناية في بني ملال مهددة بالانهيار وبوجدور مدينة منكوبة

 
جلال مدني
 
الظاهر، بعد تجربة وزارة الثقافة والشباب والرياضة، مع الوزير السابق الفاشل لحسن عبيابة،  والوزير الحالي الأفشل منه عثمان الفردوس، لتكتمل "الباهية" بنزهة بوشارب، وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والبيئة وسياسة المدينة، الذي لا يعرف أحد ماذا تفعل في هذه الوزارة غير مراكمة الفشل تلو الآخر، (الظاهر) أن حكومة الكفاءات، التي كان يتطلع إليها ملك البلاد، سرعان ما انكشفت هزالتها، وتبيّن أنها حكومة لاكفاءات...

كان الملك يريد حكومة "بكفاءات وطنية عالية المستوى، وذلك على أساس الكفاءة والاستحقاق"، فإذا بالطبيب النفسي يخطئ في التشخيص، ويضع أمام الملك "حزمة" مسؤولين فاشلين...

نعود إلى وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والبيئة وسياسة المدينة، أحد مسؤوليها، وهو عبد الرحيم لغماري المدير الجهوي للإسكان وسياسة المدينة لبني ملال خنيفرة، يقول بعظمة لسانه، اليوم الأربعاء 14 أبريل 2021، إن هناك 230 بناية في المدينة القديمة لبني ملال تصنّف بأنها في خطر الانهيار العالي!

"يرحم اميمتك"! وكتقول فيها بوجهك أحمر! واشنو كنتي كتعمل أنت وزيرتك "الكفاءة العالية" منذ ثلاث سنوات، واش كتنتظروا حتى يتهد البنيان على رؤوس الناس المساكين؟!

صحيح، حسب قول لغماري، إن هذه البنايات ذات الخطر العالي جدا تقع فوق كهوف، وهذه الكهوف قريبة من السطح، مما يؤثر على استقرار ومتانة هذه البنايات...

طيب مادامت الوزارة على بيّنة من هذه المعضلة، ماذا فعلت لمعالجتها قبل أن يقع الفاس في الراس؟

المسؤول إياه يوضح أن "الوزارة، بمعية شركائها، قامت بإجراء مجموعة من المسوحات التقنية بناء على دراسات جيوفزيائية أنجزتها مكاتب دراسات مختصة وتم مسح كامل تراب المدينة القديمة على إثره تم تصنيف هذه المدينة الى مناطق حسب درجة الخطر".
اللي كيهلك في هاذ المسؤولين هو هاذ التعابير الكبيرة الغليظة الفخمة، كيطبخوا الواحد، وعندما تسألهم عن الخلاصة: اشنو عملتوا باش تتجاوزا هاذ الوضعية؟ كيبدا يشحط فيك بتلك اللغة الغليظة، فيقول إن "هذه الأرقام متأرجحة ومتغيرة بفعل الدينامية التي تعرفها المدينة القديمة في جيولوجيتها وديناميتها الاضطرابية والجيوفيزيائية".

عندما تستمع إلى هذه الجملة، ماذا يمكن أن تفعل؟

عطيوني خيزو بالزربة قبل ما ندير في راسي ولا في شي حد شي حاجة... هل "الجيولوجية والدينامية والاضطرابية والجيوفيزيائية" أنقذت تلك المرأة الستينية، التي لقيت مصرعها، يوم الخميس 4 مارس 2021، عندما انهار على رأسها مسكنها الواقع في الزنقة 6 بساحة المقاومة بالمدينة العتيقة لبني ملال!؟

المعظلة ليست في هذا المسؤول، وإنما في "الكفاءة العالية"، التي يعرف الحركيون، وبالخصوص الحركيات، كيف تحصّلت على حظوة التعيين في الحكومة، دون أي كفاءة حقيقية، فمسارها الإداري بل حتى الحزبي هو مسار فاشل، وحتى تحصّلها على رئاسة جمعية النساء الحركيات يحوم حوله الكثير من القيل والقال (...)، إلى درجة أن بعض الحركيات، اللائي كن يلُدن بالصمت، عند تبويئها منصب الرئاسة، سرعان ما اكتشفن حقيقة المسؤولة الفاشلة، إذ لم تمر سوى فترة قصيرة على رئاستها لجمعية النساء الحركيات، حتى اكتشفت هؤلاء أن الوزيرة الرئيسة ليس لها شيء في العير ولا النفير وأنها "أمية" في السياسة، فشرعن يرددن في المجالس الخاصة "ألمزوّق من برا أش اخبارك من الداخل"! ثم يعقّبن على المثل المغربي السائر بضحكات بات معروفا فحواها (...)!

أحد الظرفاء علّق على وضعية بني ملال، بالقول إنها بدورها ستلحق بمدينة بوجدور لصبح "مدينة منكوبة"!

هل تعرفون حكاية بوجدور؟

بوجدور باتت مدينة منكوبة، كما الحسيمة، نكبوها في البر والبحر، نكبتها وزارة أخنوش في الصيد البحري، الذي جرى ويجري تفويت "كريماته"، أو "كوطاته" لدينصورات باتوا معروفين، دون أن يستفيد سكان بوجدور من أي شيء، من أي مكاسب، من أي كوطا، لا في الاستهلاك ولا في الصيد، لا المواطنين ولا التجار ولا الصيادين ولا أرباب الصيد! وما تركته وزارة أخنوش في البحر، أكملته وزارة بوشارب في البر، إذ انكشف فشلها في زيارتها المثيرة للجدل لمدينة بوجدور في يناير الماضي (2021)...

كان السكان المنكوبون ينتظرون أفعالا لا أقوالا عن برامج القضاء على دور الصفيح، إذ إن "برنامج بوجدور بدون صفيح" مر عليه أكثر من 10 سنوات، وعندما جاءت الوزيرة بوشارب في 2019، استبشر السكان خيرا، بعدما كانوا سمعوا الخطاب الملكي، وقالوا إن الوزيرة "الكفاءة العالية" ستحل مشاكل سكناهم وستقضي دورهم الصفيحية، وستبني لهم دورا تحفظ لهم كرامتهم الإنسانية، التي يستثمر خصوم الوحدة الترابية المهانات التي تلحقهم في مساكنهم، فيبدأون في تحريضهم واستقطابهم شرذمة "بوليساريو الداخل"...

ولذلك، ما إن وضعت الوزيرة نزهة بوشارب قدميها في هذه المدينة المنكوبة، وما إن عاين السكان كيف تتصرّف بتعالٍ على المواطنين، حتى تأكدوا أنهم أمام وزيرة فاشلة، أتت لتجد أمامها وضعية منهوكة، وستمضي وتتركها منهوكة أكثر، ومجروحة ومنكوبة، فهي وزيرة لن تستطيع فعل أي شيء لاستكمال أشغال التهيئة الحضرية والتجهيزات الأساسية لحي الأمان 1 و2، اللذين يقطن بهما سكان مخيمات الوحدة سابقا، وتتوفر فيهما كل مظاهر الاستهتار بالكرامة الإنسانية، ومساكنهما، التي هي عبارة عن كتل إسمنتية دون أي تجيزات ولا بنية تحتية، عنوان كبير على المآل، الذي ينتظر هذه المدينة المنكوبة، في ظل مناورات عصابات ومرتزقة أعداء الوحدة الترابية، وآنذاك، لن ينفع أن وزيرة فاشلة مرت من هناك ولم تفعل شيئا من أجل الوطن، ومن أجل المدينة، ومن أجل السكان، لتحصينهم من ألاعيب عصابات البوليساريو...
 
وعلى ذكر برنامج "مدن بدون صفيح"، يكفي أن نذكر أنه منذ مقدم الوزيرة المصنفة "كفاءة عالية"، والبراريك ودور الصفيح تتزايد وتتناسل، إلى درجة أن عددها تفاقم حاليا بزيادة 152 ألف سكن صفيحي جديد في المغرب!!!