الملك محمد السادس والرئيس الأمريكي جو بايدن (صورة أرشيفية)
مراسلة 27 برلمانيا أمريكيا لبايدن لمراجعة الاعتراف بمغربية الصحراء.. لا قيمة لها سياسيا ولا قانونيا
الكاتب :
"الغد 24"
عزيز إدمين
هذه ملاحظات بخصوص مراسلة 27 عضوا من الكونغرس الأمريكي للرئيس جو بادين لسحب الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء..
أولا، أجد من الطبيعي أن يحتفل ويشمت أعداء الوحدة الترابية بهذا "الإنجاز"، ولكن عقلي لا يستوعب أن يفرح مغربي به، وهو ما تابعته في تدوينات لبعض الشامتين.
ثانيا، هذا "الإنجاز" الوهمي المؤدى عنه، لا قيمة سياسية له، ولا قيمة قانونية.
عديمة القيمة السياسية
يتكون الكونغرس الأمريكي من 535 عضوا، وبالتالي فمجموعة 27 عضوا لا تأثير لها على قرارات باقي الأعضاء.
الأعضاء السبعة والعشرون، الذين راسلوا الرئيس الأمريكي، هم أعضاء "اللوبينغ" الجزائري. وللإشارة، فاللوبيغ في الولايات المتحدة الأمريكية هي مؤسسات قانونية ومعلنة وليست سرية، مثلها مثل شركات الاستشارة أو شركات التواصل... مداخيلها ومصاريفها والمبالغ التي تتوصل بها في إطار الشراكة، منشورة في موقع مصلحة الضرائب، وأيضا في موقع وزارة العدل.
والمغرب أيضا لديه نادي أو اثنين من "اللوبينغ"، يضم عشرات من أعضاء الكونغرس وأيضا رجال الأعمال والإداريين...، والذي يمكنه أن يقوم بمراسلة مضادة، أو أن يقوم بنشاط أو مبادرة أخرى داعمة للمغرب داخل الكونغرس أو خارجه...
إذن من الناحية السياسية، لا قيمة لهذه المراسلة، بل لها قيمة مالية، وهذا تاكتيك اللوبينغ لجني المال في مناطق وحالات النزاع.
عديمة القيمة القانونية
كما هو معلوم، فالنظام الدستوري الأمريكي هو نظام رئاسي، والعلاقة بين رئيس الدولة والكونغرس علاقة صلبة أو جامدة، فلا الرئيس يتدخل في شؤون البرلمان ولا البرلمان يتدخل في شؤون الرئيس (هناك حالات التداخل والتوازن والتعاون وهي قليلة جدا جدا ولكنها محددة قانونيا وبشكل دقيق وحصري).
اذن أن يراسل أعضاء الكونغرس الأمريكي في أمر يخص الرئيس ويدخل في مجاله الدستوري والقانوني بشكل مطلق، لا تعدو أن تكون مراسلة بروباغندا ودعاية إعلامية لا أقل ولا أكثر.
مثلا، عندنا في المغرب على سبيل المثال، يمكن لأي فريق برلماني مغربي أن يراسل الملك، ويطلب أو يلتمس منه إحداث هيئة معينة، أو إصدار قرار معين... يبقى طلب البرلمانيين مجرد ملتمس، ولكن القرار الأول والأخير يعود للملك، كما أنه لا يُسأل إذا لم يقم بذلك...