في ظل قانون يُدخل المحبين إلى السجون.. أعلنت عليكم هذا الحب وليكن ما يكون
الكاتب :
"الغد 24"
باريس / نجاة بلهادي بوعبدلاوي
هناك الكثير من الشباب يتهيأون للاحتفال بعيد الحب (Valentine's Day)، فيشرعون في التفكير في شراء هدية حمراء معبرة وعلبة شوكولاطة، ليعبروا عما يختلج في جوارحهم من مشاعرٍ فياضة وحبٍ شغوف، وربما تبدأ التحضيرات منذ أشهرٍ قبل الاحتفال المرتقب، يوم 14 فبراير، وقد شاعت هذه العادة الجميلة في العالم أجمع، ومارس الشباب طقوسها منذ زمنٍ بعيد...
في معظم الروايات، يعود الاحتفال بهذا العيد إلى القرون الوسطى أو ما قبلها، ويربط معظمهم هذا العيد بذكرى استشهاد القس فالنتاين، الذي قُدّس في ما بعد، ليصبح القديس فالنتاين شهيد الحب...
قبل أن نحتفل بعيد الحب، يجب أن نقف ونتساءل:
● ما جدوى الاحتفال إن لم يكن الطرفان على علاقة حميمة أو في بداية المشوار نحو ذلك؟ كيف نحتفل بعيد الحب والحب محرم بيننا في مجتمع يريدونه أن يقوم على الحلال والحرام؟
● كيف نسمح لأنفسنا بالاحتفال ونحن ما زلنا لم نتخلص من رواسب التخلف والتقاليد التي تقيدنا وتجعلنا نعتبر الحب ممنوعا ومحرما ومن يمارس الحب يتابعونه بقانون سالب للحرية ويضعونه وراء القضبان؟
● كيف نحتفل بالحب وفي بلدنا عندما تتغنى فتاة بالحب بصوت عال تعتبر فاجرة ومن تمارس الحب عاهرة؟
● كيف نحتفل بعيد الحب ونحن مازلنا نعتبر الحب سرا لا يمكن إفشاؤه وإلا تعرض صاحبه أو صاحبته للوصم والتشهير؟
● كيف نحتفل بالحب ونحن لا نستطيع الاحتفال به علانية، ما دام حبنا يترنح خلف القضبان، وما دمنا نهاب الإفصاح عن مشاعرنا، وما دمنا لا نستطيع تقديم هدايانا والاستمتاع بتلكاللحظات الجميلة تحت الأضواء الخافتة، ونحن نخاف أن يرانا ابن الجيران أو صديق العائلة أو أخ أو أب أو... أو... أو...
شخصيا، وأنا امرأة، أحتفل، منذ زمان، بعيد الحب إلى جانب من أحب، أحتفل علانية دون أن أبالي بنظرات الغير... أمارس طقوس الحب بكل حرية لا أهاب لومة لائم ولا أخشى نظرات جزء من مجتمع يعيش بوجهين كعملة رخيصة، أرفض القيود والتقاليد والأعراف الرجعية، أعلن حبي جهرا وأحتفل بعيد الحب لأنه يزرع الأمل والمحبة وينبذ الكره والتفرقة بين الأجناس والأديان والثقافات والحضارات...
سأظل أحتفل بعيد الحب إلى جانب من أحب، مهما كان ومهما يكون.. سأحتفل لأن أخي الرجل يحتفل ويمارس حريته وقناعته وأنا أيضا سأنزع قناع النفاق وأحتفل علانية مع من أحب دون خوف أو رهبة، أنظر في عينيه، أقبله في شفتيه، وأقول: كل عام وأنت حبيبي...