الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

الحاج محمد المعزوزي.. إضاءات من سيرة حياة هذا المؤرخ ورجل الدولة مع الباحث محمد لومة

 
ووري الثرى، أمس الاثنين فاتح فبراير 2021، واحد من رجالات المغرب الكبار، الحاج محمد المعزوزي، عن 99 عاما، عاش خلالها مع أربعة ملوك، كما أخبرنا بذلك، صديقنا الكبير، محمد لومة، الذي شارك في تشييع جنازة هذه الشخصية الفذة، التي وصفها لومة بـ" المؤرخ ورجل الدولة"...

وكان محمد لومة، الباحث في تاريخ الحركة الوطنية وجيش التحرير، والمغربي الذي كانت له مشاركة فعالة في الكفاح الميداني الفلسطيني، خصص كتابه الثاني والعشرين لـ"مذكرات المؤرخ ورجل الدولة الحاج محمد المعزوزي"، تحت عنوان: "دفاعا عن تحرير المغرب وتحصين وحدته الترابية"...

ومن المفيد، لاستعادة فصول من تاريخ هذه الشخصية الفذة، العودة إلى كتاب محمد القيّم، وهو يقع في أكثر من ثلاثمائة صفحة من الحجم المتوسط، متضمنا لعشرات الوثائق والصور والبيانات والخرائط والمذكرات الإدارية، التي لم يسبق نشرها، مستقاة من كم هائل من أرشيفات الحاج محمد المعزوزي، التي تجمعت لديه على امتداد أكثر من سبعين عاما من العمل المتواصل في مختلف المواقع السياسية والإدارية والتربوية والثقافية، وصولا لاستعراض نشاطاته في خدمة قضايانا الوطنية في كافة المحافل الدولية والعربية والقارية.
 
وتتمثل الأهمية القصوى لهذا الكتاب، كما ورد في مدونة محمد لومة، في ربطه للوثائق والخرائط والمذكرات الإدارية والبيانات اللازمة لصاحبها بمواقفه وآرائه الشخصية الشجاعة في عدد من المنعطفات السياسية الحادة، التي أزعجت دائرة (إدريس البصري)، فعجل بإحالته على التقاعد بشكل استبدادي، وبدون مراعاة المسطرة القانونية الجاري بها العمل في إسناد الظهائر بالتعيين ثم بالإعفاء، متبعا أساليب شفوية غير مباشرة للتخلص من كل الغيورين الذين كانوا يضايقونه من خلال عملهم الإداري الجاد والمسؤول، بسبب تماطله في اتخاذ ما كان يلزم من قرارات وطنية شجاعة في وجه إسبانيا والجزائر وفرنسا في عدد من الملفات السيادية الساخنة.