الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
بنكيران والعثماني

مناورة مفضوحة.. بنكيران يتعمد التغيب عن برلمان البيجيدي ويكلف ذبابه ومريديه بـ"جلد" العثماني

 
إنصاف الراقي
 
في لعبة تناورية سياسية مكشوفة، تمكّن الأمين العام المندحر عبد الإله بنكيران، بطريقته "التهييجية"، من جر خلفه في الحزب، سعد الدين العثماني للمساءلة في المجلس الوطني للبيجيدي المنعقد اليوم السبت 23 يناير 2021 بالرباط، بسبب توقيعه لاتفاقية عودة العلاقات مع إسرائيل، وما خلفه من تصدعات واستقالات داخل الأمانة العامة للبيجيدي. وإمعانا في التناور، كما تفعل الذئاب، تعمّد بنكيران التغيب عن اجتماع برلمان الحزب، لمزيد من التشويش على العثماني ومن معه، ولبعث رسائل للبيجيديين بعدم الرضى على عملية التوقيع، رغم خرجته، التي انكشفت أنها كانت مجرد تمثيلية، وأن الأخبار والوصايا تركها لذبابه ولمريديه من أجل أن "يبينوا حنة يديهم في المهرولين المطبعين"...
 
هذا ما توصل إليه موقع "الغد 24" من مصادر متطابقة، أكدت أنه قبل اجتماع المجلس الوطني حرّك ذبابه ومريديه لجلد سعد الدين العثماني. إذ بالرغم من انعقاد هذا المجلس بمقر الحزب بحي الليمون بالرباط، الذي لا يبعد إلا بأمتار قليلة من فيلا بنكيران، إلا أن الأمين العام المندحر ورئيس الحكومة المُقال رفض الحضور رغم العديد من التدخلات حتى لا ينكشف أمره وتنفضح مناورته، ليترك العثماني ومن معه لقدرهم الذي اختاره وقرره لهم مع ذبابه ومريديه، وحتى يتابع "عملية الجلد" عن بعد وينفّس ما به من مرض استوطن نفسه.
 
وتابعت المصادر نفسها أن أتباع بنكيران، خاصة في شبيبة الحزب، وبعض البرلمانيين، حاولوا إحراج سعد الدين العثماني ووزراء البيجيدي، بسبب توقيع العثماني كرئيس للحكومة اتفاقية عودة العلاقات مع إسرائيل، وأيضا مقابلة عبد العزيز الرباح كوزير للطاقة والمعادن مع نظيره من إسرائيل، غير أن العثماني كان واضحا، إذ قال، في التقرير السياسي، الذي قدمه خلال الجلسة الافتتاحية للمجلس الوطني، إن "هذه التقديرات تضع الحزب أمام تحديات كبيرة، نحن واعون بها كامل الوعي"، مضيفا "ولعل من أبرز هذه التحديات، تلك التي رافقت محطة إعلان الرئاسة الأمريكية عن دعم سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية وما صاحبها من إعادة ربط العلاقة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي".
 
وبناء على ذلك، شدد العثماني على أن "حزب العدالة والتنمية لا يمكنه أن يقع في تناقض واصطدام مع اختيارات الدولة ومع توجهات جلالة الملك". كما اعتبر أن الرهان الاستراتيجي للحزب كان دوما وسيظل هو النجاح في الامتحانات الكبيرة، و"في مقدمتها الوفاء لجلالة الملك والوفاء للثوابت الوطنية الجامعة، والانسجام مع الاختيارات الإستراتيجية للدولة"، يقول العثماني.