الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
العماري وبنكيران

هذه حقيقة تقديم القيادي الإخواني عبد العزيز العماري لاستقالته من الأمانة العامة للبيجيدي

 
جلال مدني
 
راج، اليوم الاثنين 18 يناير 2021، على نطاق واسع، خبر تقديم عمدة الدارالبيضاء الإخواني عبد العزيز العماري لاستقالته من الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، بناء على ما نشره موقع "تيلكيل عربي"، واستنادا إلى  "مصدر من الأمانة العامة للبيجيدي"...

والحال، حسب تحريات "الغد 24" في الموضوع، فإن هذه الاستقالة قدمها العماري الإخواني الشهر الماضي، دسمبر 2020، وأردفها بمقاطعة حضور اجتماعات الأمانة العامة، في حين تفادت قيادة البيجيدي الإعلان عنها، في حينه، حتى لا يجري ربطها بقضية  التطبيع، خصوصا في ظل الجدل، الذي تفجر داخل حزب الإخوان المسلمين في المغرب، قبل أن يقع تمريرها، اليوم، لتوجيه الأنظار إلى أن سبب الاستقالة  هو غضب العماري الإخواني من أداء الأمانة العامة للحزب، التي هو عضو فيها، ومن استنكافها عن التضامن معه في مواجهة الانتقادات الحادة التي وُجهت إليه بسبب تدبيره الفاشل والمناور لقضية مخلفات الأمطار الفيضانية، التي ضربت الدارالبيضاء، وحوّلت العاصمة الاقتصادية  إلى مدينة متخلفة مازالت تنتمي إلى مدن القرن الماضي...

والحال أن الصحيح، وفق ما توصلت إليه تحريات موقع "الغد 24"، هو أن العماري الإخواني قدم استقالته مباشرة عقب توقيع سعد الدين العثماني على اتفاق استئناف العلاقات مع إسرائيل، وأن العمدة الإخواني ضربته "التلفة" في كيفية تدبير استقالة أخرى من رئاسة المجلس الجماعي للدارالبيضاء، لمعرفته المسبقة أنه سيحرج قريبا، وقبل الانتخابات المقبلة، بخطوات تطبيعية بين مستثمرين إسرائيليين وبين مسؤولي العاصمة الاقتصادية، وجاءت الفيضانات الأخيرة لتعقّد المهمة أمامه وتزيد في حرجه، لأن أي استقالة في هذه الظرفية ستسجل نقطة مظلمة في مشواره التدبيري الجماعي، إذ سيبدو للجميع أن المسؤول الجماعي الأول في الدارالبيضاء اختار أن يلوذ بالفرار...

لذلك، تفيد تحرياتنا، أن العماري الإخواني سيحني رأسه للعاصفة، وسيدبرها بإلقاء اللائمة كلها على شركة ليديك، إلى  حين استهبال الفرصة المناسبة ليقدّم فيها استقالته من رئاسة المجلس الجماعي حتى لا يوقّع على أي شيء مع أي مسؤول إسرائيلي... كما توصلت تحرياتنا، أـيضا، إلى أن محيط العماري الإخواني أفتى عليه بعدم الإقدام على هذه الخطوة، خصوصا أن الانتخابات المقبلة لم يبق أمامها إلا خمسة أشهر، وعلى أساس أنه في حال تعرّض لموقف تطبيعي البحث له عن ذريعة  مناسبة ومقنعة  لتبرير الغياب...

وخلصت تحريات "الغد 24" إلى أن استقالة العماري الإخواني، التي قدمها الشهر الماضي، هي جزء من منظومة إخوانية لقيادات منها من قدم استقالته ومنها من جمّد عضويته، وأن أسماء هؤلاء القياديين لن تبقى قيد الكتمان، رغم ظهور اسم واحد هو المقرئ أبوزيد الإدريسي بسبب ثرثراته وشخصيته المضطربة، التي تجعله يخبط خبط عشواء...