صورة تذكارية لاستقبال قيادة البام من قبل قيادة البيجيدي في مقر الليمون في الرباط مساء أمس الأحد
صورة وتعليق.. البيجيدي والبام.. مضى عقد المواجهة وجاء زمن الكفيل والمكفول
الكاتب :
جلال مدني
جلال مدني
استقبل سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، مرفوقا بنائبه سليمان العمراني، مساء أمس الأحد، بمقر البيجيدي بحي الليمون في الرباط، وفد حزب الأصالة والمعاصرة، يترأسه الأمين العام، عبد اللطيف وهبي، مرفوقا بعضوي المكتب السياسي، فاطمة الحساني، رئيسة جهة طنجة الحسيمة، ورشيد العبدي، رئيس فريق البام بمجلس النواب.
تبدو الزيارة عادية ككثير من الأشياء غير العادية في حياتنا السياسية، التي تتشابك فيها الخيوط، كـ"المنجج" أحيانا، وأحيانا أخرى كتقابُل متقاعدين يقول أحدهما: "ها واحد وها جوج وثلاثة وسير ضّيم"! تبدو الزيارة عادية، فهي تدخل في البرنامج التواصلي المعلن من قبل قيادة البام، لكن الصور المنشورة عن اللقاء العادي الشبيه بالكثير من الأشياء غير العادية، لا يمكن إلا أن تثير التعليق...
لعلة ما، "ربما" لِتبدو الزيارة عادية، جاء موعدها متأخرا بعدة محطات، من زيارة حزب الاستقلال، إلى التقدم والاشتراكية والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ثم جاء اللقاء، وكأن من كان في الاستقبال هو "الأخ الأكبر"، مثلما تصف عدة دول حليفها الاستراتيجي الولايات المتحدة الأمريكية، "واش كاين اللي يقدر يتكلم مع (الميريكان)؟"! ربما كان يوما قياديا اسمه إلياس العماري انتهى به الحال إلى أن يتركّن في زاوية، بعيدا عن الدّوْشة، انتظارا لشيء ما، في لحظات استراحة محارب، بعد حوالي عقد من الزمن في "حرب السياسة"، بين البام والبيجيدي، حتى قبل مظاهرات 20 فبراير، التي عرف بنكيران كيف يأكل كتفها، تاجرَ بالدين، تاجر باسم الملك، تاجر باسم الرسول، تاجرَ باسم شيوخ البعير والنفير والتكفير، وكان له ما أراد، حتى انزاح المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي عن الواجهة، وتواطأ "القوم" على حفر قبر لا يليق به، وإن كان قبرا عاديا في زمن غير عاد!
ودارت "الدورة"، وكان حتى كان، حتى بانْ أنه ماعاد وقت للتقاطب الفكري الإيديولوجي الحقيقي، ما عاد وقت للتنابز والتناقز والتناطح وطحن الماء وطحن الهواء، كما يقول، بمعنى ما، رفيقي سعيد جعفر، ليأتي زمن آخر، وربما عقد آخر، نعيش فيها هذه الصورة، وهاذ المرة غادي يكون فيها كفيل ومكفول، البيجيدي والبام، وسيرْ ضّيمْ!