للتواصل معنا
البريد الإلكتروني: [[email protected]]
في خطوة أخرى لمواجهة الإرهاب.. ماكرون يمهل مسلمي فرنسا 15 يوما لوضع "ميثاق للقيم الجمهورية"
نجاة بلهادي بوعبدلاوي
أعلنت الرئاسة الفرنسية، أمس الجمعة، عن مضمون المباحثات، التي أجراها إيمانويل ماكرون مع مسؤولي الديانة الإسلامية في فرنسا، والتي احتضنها قصر الإليزيه.
وأوضحت الرئاسة أن الخطوط العريضة لهذه المباحثات، التي جرت مساء الأربعاء، تتمحور حول تشكيل مجلس وطني للأئمة، يكون مسؤولا عن إصدار الاعتمادات (سلطة الترخيص) لرجال الدين المسلمين في فرنسا، وسحبها منهم عند الاقتضاء.
وشارك في الاجتماع رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية محمد موسوي، وعميد مسجد باريس شمس الدين حافظ، بالإضافة إلى ممثلين عن الاتحادات التسعة، التي يتشكل منها المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية.
وأعطى ماكرون لممثلي الاتحادات التسعة مهلة 15 يوما من أجل إعداد "ميثاق للقيم الجمهورية"، يتعين على المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية والاتحادات التسعة، التي يتألف منها، الالتزام به، على أن يتضمن الميثاق تأكيدا على الاعتراف بقيم الجمهورية، وأن يحدد أن الإسلام في فرنسا هو دين وليس حركة سياسية، وأن ينص على إنهاء التدخل أو الانتماء لدول أجنبية.
وقال الرئيس الفرنسي لمحاوريه إنه يعلم أن عددا من هذه الاتحادات لديها مواقف غامضة من هذه الموضوعات، مشددا على أنه من الضروري "الخروج من هذا الالتباس". ووفقا للإليزيه، هناك ثلاثة اتحادات لا تعتمد "رؤية جمهورية".
وكان ماكرون تعرض لهجوم عنيف غير مفهوم بسبب تصريحاته بشأن الإسلام المتطرف، ما جعل المهاجمين يتحولون، في أعين الفرنسيين وغيرهم من الدول والشعوب، إلى مصدر اتهام بأنتهم هم أيضا متطرفون ما داموا يدافعون عن المتطرفين، وما دام ماكرون لا يقصد بكلامه سوى المتطرفين، وهو ما دعا الرئيس ماكرون، خلال المباحثات، إلى أن يحذر من أنه "في حال لم يوقّع البعض على هذا الميثاق، فسنستخلص النتائج"، مشيرا إلى أنه "أخذ علماً بمقترحاتهم".
ولن يكون مجلس الأئمة مخولا إصدار التصاريح للأئمة ومنحهم بطاقة رسمية فحسب، بل سيكون قادرا أيضا على سحب هذه البطاقات منهم إذا ما خرقوا "ميثاق قيم الجمهورية"، الذي سيتم الاتفاق عليه.
واعتمادا على دور كل منهم: إمام صلاة وخطيب مسجد وداعية، سيتعين على كل إمام الإلمام بمستوى معين من اللغة الفرنسية وحيازة شهادات دراسية يمكن أن تصل إلى المستوى الجامعي، لسد الباب أمام المسلمين الجهلة، الذين يتصدون للفتوى، والذين غالبا ما يكونون مصدرا للإرهاب والإجرام...
ويأمل ماكرون من وراء تشكيل المجلس الوطني للأئمة أن ينهي، في غضون أربع سنوات، وجود 300 إمام أجنبي في فرنسا "مبعوثين" من تركيا والمغرب والجزائر.
يشار إلى أن فرنسا عانت، في الأيام الأخيرة، من إجرام الإرهاب الإسلاموي، من خلال عمليتين همجيتين وحشيتين، راح ضحيتهما المدرس صامويل باتي ذبحا وثلاثة أشخاص قُتلوا داخل كاتدرائية في نيس...
