الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
نور الدين بلالي أحد مؤسسي البوليساريو (صورة أرشيفية)

أحد مؤسسي البوليساريو نور الدين بلالي يشرح لـ"الغد 24" خلفيات "خرجة" الجزائر حول الكركارات

 
قال نور الدين بلالي الإدريسي، أحد مؤسسي جبهة البوليساريو، إن الجزائر وبسبب المشاكل الكثيرة التي تعرفها الجارة الجزائر داخليا، من قبيل الاحتجاجات التي تعرفها في مناطق عديدة داخل ترابها، وكذا الدستور الذي لم يحظ باهتمام كبير داخل النخبة السياسية، ولدى شعب المليون ونصف المليون شهيد، تحاول إثارة قضية الصحراء المغربية للتغطية ما يحدث داخل أراضيها وإلهاء شعبها، عوض البحث عن حلول لمشاكلها الداخلية.
وأضاف بلالي، في تصريح لـ"الغد 24"، تعليقا على البيان الذي صدر عن خارجية الجارة الشرقية حول تدخل القوات المسلحة الملكية لفتح معبر الكركرات، إن الجزائر تحاول لفت انتباه شعبها لما يجري في الصحراء، لتظهر له أنها مؤثرة في الساحة السياسية والدولية.
وأردف قيادي البوليساريو سابقا، والذي عاد للمغرب استجابة لنداء "الوطن غفور رحيم"، أن الطريقة التي تعتمدها الجزائر لتشتيت انتباه الجزائريين وتحويله للهاجس الخارجي المتمثل هنا في الجار المغربي، تعمل بها العديد من الأنظمة العربية، بحيث توجه شعوبها خارج حدودها.
وأشار بلالي إلى أن الخارجية الجزائرية في تعليقها على العملية التي قامت بها القوات المسلحة الملكية، عبرت عن استنكارها الشديد لما أسمته "الانتهاكات الجسيمة في الكركرات في صيغة البيان"، كما طالبت بوقف إطلاق النار ووقف العمليات العسكرية، وكل هذا لأ نتائجها ستؤثر على المنطقة كاملة، بهدف تخويف شعبها من اندلاع حرب بالمنطقة.
وأردف بلالي، إذا كانت عملية معبر الكركرات الهدف منها هو تحريف القضية أمام الأمم المتحدة وإثارة انتباه الرأي العام الدولي لقضية صارت منسية ومهملة، فإن هدف الانفصاليين ومن ورائهم الجزائر حققوا هذا الهدف، حيث نجحوا في تحريك آلياتهم الدعائية والإعلامية.
وأبرز بلالي، في تصريحه لـ"الغد 24"، أن بلاغ الخارجية الجزائرية يتهم ضمنيا الأمم المتحدة بالانحياز للمغرب، من خلال دعوته إلى احترام الاتفاق العسكري الموقع بين الطرفين، وأيضا دعوة الأمم المتحدة إلى أن تلتزم بشكل دقيق بمهمتها وعدم الانحياز لأي طرف.
وأكد القيادي السابق في البوليساريو أن المنطقة في غنى عن حرب لأن تأثيرها  على الاقتصاد في ظروف الجائحة على دول المنطقة كاملة سيكون كبيرا، كما ستعطل ممرا دوليا للمسافرين وللسلع مابين دول جنوب الصحراء والمغرب، مما سيمس استقرار المنطقة  بتأثيره على موريتانيا وكذا دولة مالي وغيرهما.
أما عن كيفية تدبير الخلاف، فيقول نور الدين بلالي الادريسي إن على الأطراف جميعها وخصوصا المغرب والجزائر والأمم المتحدة أن يتشبثوا بقرار وقف إطلاق النار، إذ يمكن تفعيله أكثر من خلال جعل تأثيرات الحرب محدودة على ما وقع اليوم في الكركرات من خلال تأمين ممر التجارة والتنقل الدولي بالكركرات.
وفي السياق ذاته، سجل المتحدث ذاته أن العملية التي نفذها الجيش المغربي صباح اليوم لم تسجل خسائر في الأرواح من الطرفين وهذا هو المهم، وذلك بفضل التعامل الجيد للقوات الملكية المسلحة مع الوضع  منذ الأسابيع الثلاثة الماضية، سواء في معبر الكركرات أو المناطق التي جرت فيها عمليات استفزازية للجيش المغربي.