الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
الحسن اثاني في حديث مع عبد الواحد الراضي وفي اليمين الشهيد المهدي بن بركة

الراضي: كنت أول من بلغه خبر اختطاف بن بركة في المغرب والحسن الثاني يبوح لي "لا يد لي في ذلك"

 
حسن عين الحياة
 
تحل اليوم الخميس 29 أكتوبر الجاري، ذكرى جريمة اختطاف واغتيال الزعيم المهدي بن بركة في 29 أكتوبر 1965 بباريس، وهي مناسبة للتذكير بمناقب هذا الطود الشامخ، الذي ظلت قضيته مُلَغزة، لـ55 سنة.
في كتابه "المغرب الذي عشته"، قال الاتحادي عبد الواحد الراضي، إنه بعد اختطاف واغتيال الزعيم الاتحادي المهدي بن بركة في 29 أكتوبر 1965 بباريس، "كنت أول من بلغه الخبر في المغرب، خارج الرسميين، ذلك اليوم الرهيب" يقول الراضي، قبل أن يكشف مسلك المعلومة الحارقة التي وصلت إليه. "اتصلت بنا عبر هاتف البيت، وكنت أسكن وقتئذ في حي حسان في الرباط، زوجة الدكتور عبد السلام التازي. والدكتور التازي كان من أبرز أطباء أمراض القلب ومن أساتذة هذا التخصص، بكلية الطب في الرباط. كانت زوجته مواطنة نرويجية. كما كانت زوجة الشاب التهامي الأزموري نوريجية كذلك (الأزموري كان برفقة المهدي بن بركة حينما تقدم نحوه شرطيان فرنسيان أثناء اختطافه من أمام مطعم ليب بشارع شانزيليزيه بباريس) وبالتالي، كانت السيدتان النرويجيتان صديقتين. كما كانت كل من أسرتيْ التازي والأزموري صديقتين لأسرتي الصغيرة. فكنا نعرف بعضنا البعض"... ماذا حدث؟ يتساءل الراضي، ليجيب في الوقت نفسه، "لما "ألقي القبض على المهدي" (هكذا وصلتنا صيغة الخبر في البداية) اضطر التهامي الأزموري أن يختفي تماما مخافة اعتقاله. وطبعا أخطر زوجته بالأمر، طلب منها أن تتصل بعبد الواحد الراضي. وجرى بينهما تفكير سريع في كيفية إخبار الراضي بدون إثارة انتباه بعض الأجهزة الأمنية التي قد تكون وضعت هاتف الراضي تحت آليات التنصت! فانبثقت لديهما فكرة الاتصال بزوجة الدكتور التازي. وفعلا جاءت السيدة التازي على الفور إلى بيتي وحكت ما جرى للمهدي في باريس بالصيغة الأولى التي توصلت بها". بعدها، يقول الراضي، إنه ركض مسرعا لإخبار عبد الرحيم بوعبيد.. قبل أن ينتشر الخبر في الأرجاء.
وبعد مرور سنوات طويلة على اختطاف واغتيال المهدي بن بركة، كشف الراضي ما دار بينه وبين الملك الراحل الحسن الثاني حول هذه الحادثة اللغز "أذكر أن الأقدار شاءت مرة أن أسافر في رُفقة الملك الحسن الثاني إلى ليبيا، تلك الرحلة الشهيرة على متن الباخرة. فتوجه الملك إلي قائلا إنه لا علاقة له بقضية المهدي بن بركة". يقول عبد الواحد الراضي، قبل أن يسترسل في الكشف عما دار بينه وبين الملك آنذاك "كنا على مائدة الفطور، ولا أذكر السياق العابر الذي جعله فجأة يفكر في موضوع المهدي، ربما أراد أن يمرر "الميساج" وانتظر أول فرصة، فكنت أمامه كي يقول لي ما قاله، "صدقني، لا يد لي في ذلك".. وفهمت أنها لحظة بوح كان الملك في حاجة إليها دون أن أدرك سياق ذلك. "صدقني، لقد وُضعت أمام الأمر الواقع". تقريبا، عبّر لي عن الشعور نفسه الذي عبر عنه في حواره مع الصحافي الفرنسي إيريك لوران في كتابه (ذاكرة ملك)".