هكذا تحولت الدارالبيضاء في عهد العماري إلى "الدار الكحلة"
الكاتب :
حسن عين الحياة
ما يزال عبد العزيز العماري الذي حباه الله برئاسة مجلس مدينة الدارالبيضاء بـ"تكيتة البيجيدي"، يركب "رأسه القاصح" وينظر إلى مجهود عمال النظافة في "كازابلانكا"بـ"عين ميكة".
العماري لا يعترف قط بمدى مساهمة رجال ونساء شركة "أفيردا" للنظافة في التصدي لانتشار وباء كورونا، في وقت كان البيضاويون يقفلون عليهم محاجرهم خوفا من "الساط كوفيد"، ولا يهمه وضعهم المزري أو المشاكل التي يغرقون فيها من "لكَدم حتا الوذنين"، فقط يريد أن يجعل البيضاء نظيفة "باش ما عطى الله"، وإن كانت قد تحولت في عهده إلى "الدار الكحلة".
تصوروا أن الملف المطلبي لعمال النظافة لقي قبولا من قبل شركة "أفيردا" المفوض لها تدبير النظافة في "كازابلانكا"، والنقابات توصلت في تفاوضها مع الشركة إلى اتفاقية جماعية تتضمن الملف المطلبي.. يعني أن المشكل الذي يُفترض أن يكون مصدره الشركة تم حله، وبالتالي لا يخص تنفيذ الاتفاقية الجماعية سوى توقيع بسيط من العمدة "للي ما عليه عمدة".
"وشوفو هاذ المصيبة"، عوض أن يبادر العماري إلى التأشير على الاتفاقية الجماعية المنصوص عليها في دفتر التحملات، التي من شأنها تحسين أوضاع عمال النظافة المشروعة، رفض "وطلع للجبل" وكأنه يقول لهؤلاء "جريوْ طوالكم".
وما يثير الاستغراب، هو أن عمال النظافة والنقابات الممثلة لهم رضوا بالاتفاقية الجماعية، والشركة المشغلة رضت بها أيضا، في حين لم يرضى العماري "للي ماكيعفطش فكازا" إلا لماما..
السؤال المطروح الآن، هل يريد السي العمدة أن يُفشل مجهود عمال النظافة والشركة في تنظيف المدينة؟ هل يريد بهذا الرفض أن يدفع العمال للاحتجاج والإضراب، وإغراق كازا في الإزبال؟ "بلاتي.. ياك ما كيخطط لشي شركة فيها نفحة إخوانية باش ترومبلاصي الشركة الحالية في الدار البيضاء"؟.
هذا الأمر ليس مستبعدا، خاصة إذا تخيلنا شاحنات النظافة وهي تطوف بين شوارع كازا تحمل عبارات: "النظافة من الإيمان"، "إماطة الأذى عن الطريق"، "من رمى مسكة أو بِّينة تاع الكَارو فليتبوأ مقعده من النار".