للتواصل معنا
البريد الإلكتروني: [[email protected]]
الدولة بمفهومها العام فقدت "هيبتها"، ولم تعد حاضرة في واقع فئات عريضة من الشعب المغربي، بحيث إن جزءا كبيرا منه لم يعد مقتنعا بأنه ينتمي لدولة أو تربطه بها روابط المواطنة والانتماء، إنه تعبير حقيقي وواقعي لتيه جيل بأكمله
كيف حصل أن تتحول القيم التي ضحت من أجلها العديد من الأجيال، لتأخذ مكانها قيم نقيضة تهدم كل مقومات المجتمع والدولة، وأصبحت فئات قليلة تستأسد وتنغص علينا حياتنا اليومية، لتتحول مع مر الزمن إلى ذئاب مفترسة؟
نحن اليوم نحتاج، لأن نكون مغاربة فقط، ونرجع إلى القيم التي تؤمن بالإنسان وبحقه في الحرية الفردية، والانفتاح والتعايش، واحترام المسافة بين العقيدة والمعاملة، دون أن تكون عقيدتنا هي السبب في اغترابنا داخل وطننا
إن مهمة اليساريين وكل الديمقراطيين والحداثيين إعمال المراجعات الفكرية بهدف البحث عن المشترك، في أفق تشكيل الجبهة الديمقراطية للإنقاذ من أجل إيقاف هذا النزيف الذي يعيشه المجتمع ومحاولة إخراجه من النفق المظلم.
معركة اليوم هي محاربة ثقافة الريع واستئصال هذا الورم السرطاني من جسم الإطارات المناضلة حتى لا ينخر جسم المجتمع برمته، وعلى الجميع أن يعلن حربا ضروسا على الفساد والمفسدين أينما وجدوا
إن استمرار النظام في محاصرة الأصوات المعارضة، وفي ظل تنامي الشعور عند مجموعة كبيرة من الشعب المغربي بالإهانة وارتفاع درجة الحقد، قد يؤدي إلى انزلاقات لا يمكن لأي أحد التنبؤ بعواقبها وقد تأتي على الأخضر واليابس
تجربة البيجيدي هي أقبح وأسوأ سيناريو في تاريخ الحياة السياسية المغربية، فهم كائنات توظف الدين للضغط، وتنحى بالمجتمع إلى التشبع بثقافة الخنوع، لتحقيق رغباتهم الدفينة وإشباع الجشع والجوع التاريخي
يجب الإقرار بفشل جميع الفاعلين السياسيين وتقبل اقتسام المسؤولية على قدم المساواة، رغم التمايز بينهم من حيث الخطاب والممارسة والتموقع إما في خانة الحركات المعبرة عن آمال الشعب أو التوافق والتماهي مع النظام
المشهد السياسي المغربي مبلقن، وحتى الإطارات التي كانت تحسب على الصف الديمقراطي، أصبحت عاجزة عن الجواب على احتياجات الوطن والمواطنين، وإنتاج الفكر، وتأهيل المناضلين الحاملين لهموم وقضايا هذا الوطن
يجب إعادة الاعتبار لمفهوم النضال الذي يمزج بين صدق الخطاب والممارسة على أرض الواقع بهدف إقناع الجميع أن معادلة الريع والامتيازات هي معادلة غير سوية ومدمرة تكتنف الانتهازية والوصولية