الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

الأطفال وفيروس كورونا.. وزير التعليم يرمي أبناء المغاربة إلى التهلكة بدعوتهم إلى عدم ارتداء الكمامات

 
جلال مدني
 
لا يعرف أحد من أين جاء سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، بـ"نظرية علمية" خطيرة، تفيد أن الأطفال بين 5 و10 سنوات ليسوا في حاجة إلى ارتداء الكمامات... وقال الوزير، في اجتماع لجنة التعليم والثقافة بمجلس النواب، اليوم الأربعاء، أن وزارته طلبت رأيا من وزارة الصحة حول ارتداء الكمامات داخل المدارس، ثم نَسبَ إلى منظمة الصحة العالمية توصيات تؤكد أن التلاميذ الأطفال من 5 إلى 10 سنوات غير معرضين للإصابة بفيروس كورونا، وغير مجبرين على ارتداء الكمامات داخل الأقسام والساحات، كما نَسبَ إلى المنظمة القول إن الفيروس سيطول أمد انتشاره مدة سنة.. والحال أن المنظمة قالت سنتين وليس سنة واحدة، وجاءت على لسان رئيسها تيدروس أدهانوم غيبريسوس، حين قال، يوم الجمعة 21 غشت 2020، إنه يأمل انقضاء الوباء خلال عامين...
 
بيد أن الخطير، هنا، هو أن منظمة الصحة العالمية لم يسبق لها أن قالت، في أي وقت من الأوقات، إن الأطفال في سن 10 سنوات غير مجبرين على ارتداء الكمامات...
 
فأطفال العشر سنوات يتعرضون، بدورهم، للإصابة.. وشخصيا، لدي أختي أسماء، تقطن في مدينة اليوسفية، وأنا منشغل بها هذه الأيام، إذ لديها طفلتان جميلتان رائعتان (ملاك 10 سنوات وعفاف 12 سنة)، أصيبتا بفيروس كورونا المستجد، وتوجدان حاليا قيد الحجر الصحي... ولا توفر وزارة الصحة إحصائيات دقيقة عن عدد الأطفال المصابين، وآخر معطى قدمته، في هذا الصدد، كان يوم 10 ماي 2020، وكان عاما غير مفصل، إذ يهم الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 14 سنة، حين كشفت، في التصريح اليومي، أن من بين 6063 مصابا في المغرب منذ بداية الوباء، تم تسجيل 546 حالة لدى الأطفال أقل من 14 سنة؛ أي بنسبة مائوية تبلغ 9 في المائة.
 
وبناء على ذلك، فإن دعوة الأطفال بين 5 و10 سنوات إلى عدم ارتداء الكمامات داخل الأقسام والساحات، ستكون جريمة يتحمل مسؤوليتها الوزير، الذي سيرمي أبناء المغاربة إلى التهلكة...
 
صحيح أن منظمة الصحة العالمية أصدرت، نهاية الأسبوع الماضي، إرشادات بضرورة ارتداء الأطفال في سن 12 عاما أو أكبر للكمامات، بما يتفق مع التدابير المتعلقة بالبالغين في بلادهم أو المناطق التي يعيشون فيها للحد من انتشار فيروس كورونا.
 
لكن المنظمة، وإلى حدود يوم السبت المنصرم 22 غشت 2020،، أكدت أن الأطفال ينقلون الفيروس، وأقرّت بقلة المعلومات المتاحة عن كيفية نقل الأطفال للفيروس، لكنها أشارت إلى وجود أدلّة تظهر أن المراهقين ينقلون العدوى بالطريقة ذاتها التي ينقلها البالغون.
 
وكل ما قالته المنظمة، في هذا الصدد، وعلى وجه اليقين، هو أن الأطفال دون الخمس سنوات لا يلزم أن يرتدوا أقنعة الوجه في الظروف العادية. ولمزيد من الدقة، فإن المنظمة العالمية للصحة، بخصوص الأطفال وكورونا، وضعت توصيات من أجل ثلاث فئات (أنظر الرسم البياني):
 
الفئة 1 - الأطفال في سن 12 عاما أو أكبر:
يجب أن يرتدوا أقنعة الوجه بالشروط ذاتها التي تنطبق على البالغين، خاصة في حال عدم ضمان إمكانية الحفاظ على مسافة متر على الأقل عن الآخرين، وفي المناطق التي تشهد انتشارا واسع النطاق للمرض.

الفئة 2 - الأطفال بين 6 و11 عاما:
تنصح المنظمة بالأخذ بالاعتبار سرعة وحجم انتقال الفيروس حيث يعيشون، وما إن كانوا على تواصل مع بالغين من الفئات الأكثر عرضة للإصابة، مثل كبار السن. وتلفت المنظمة إلى ضرورة وجود إشراف من أشخاص بالغين لمساعدة الأطفال أثناء ارتداء ونزع الأقنعة بطريقة آمنة.

الفئة 3 - الأطفال في سن 5 سنوات أو أصغر:
لا يلزم، في الظروف الطبيعية، أن يرتدوا الأقنعة.
 
لذلك، لا يمكن أن نفهم وزيرا ينسب معطى غير دقيق عن أمد الوباء لمدير منظمة الصحة العالمية، كما ينسب للمنظمة ذاتها معطى غير صحيح بالمرة عن عدم ارتداء الكمامات بالنسبة للأطفال بين 5 و10 سنوات... إن المسألة تتعلق بمصير وبحياة المغاربة، وتتطلب من الوزير تصحيح مغالطاته، التي قد تكون لها عواقب وخيمة...