الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
سهام الخال الكاتبة الإقليمية للنقابة الوطنية للصحة العمومية (ف.د.ش) خلال اجتماع المكتب النقابي مع مدير المستشفى

سابقة في آسفي.. بعد بيان باختلالات شبكة المؤسسات الصحية.. رئيسة المصلحة تجر رئيسة النقابة للشرطة

 
واقعة غريبة تشهدها مدينة آسفي هذه الأيام بين رئيسة مصلحة تابعة لمندوبية وزارة الصحة، وبين كاتبة إقليمية لنقابة الصحة التابعة للفدرالية الديمقراطية للشغل، بعدما قامت الأولى بجرجرة الثانية إلى الشرطة، ما دعا الاتحاد المحلي للفدرالية الديمقراطية للشغل بآسفي إلى عقد اجتماع طارئ يوم الاثنين 10 غشت 2020، وإصدار بيان استنكاري ضد محاربة العمل النقابي بآسفي...
 
تعود هذه الواقعة، التي اعتبرها الاتحاد المحلي للفدرالية "سابقة خطيرة في تاريخ العمل النقابي في الوظيفة العمومية"، إلى قيام النقابة الوطنية للصحة العمومية (ف.د.ش) بإصدار بيان تناول الاختلالات، التي تشوب مصلحة شبكة المؤسسات الصحية، فما كانت من رئيسة المصلحة إلا أن سارعت إلى وضع شكاية ضد الكاتبة الإقليمية للنقابة، سهام الخال، التي استدعاها قسم محاربة الجرائم المعلوماتية بولاية الأمن في آسفي، واستمع إليها لمدة ساعة ونصف، في ظروف يغلب عليها الضغط النفسي، الشيء الذي اعتبره الاتحاد المحلي للفدرالية بآسفي "مسا سافرا بالحريات النقابية وتضييقا على العمل النقابي في الإقليم" وفق ما جاء في البيان الاستنكاري، الذي يتوفر موقع "الغد 24" على نسخة منه.
 
وقال الاتحاد المحلي إن "إصدار بيان نقابي من طرف المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للصحة العمومية (ف.د.ش) بآسفي، الذي كان له الشجاعة في دق ناقوس الخطر وكشف مجموعة من أوجه القصور في تدبير مصلحة شبكة المؤسسات الصحية، حفاظا على صحة المواطنين، وخدمة للمرفق العام، هو حق يضمنه الدستور". بيد أن المسؤولة عن مصلحة شبكة المؤسسات الصحية، يستدرك الاتحاد المحلي، عوض أن تخلق أجواء إيجابية للتواصل والحوار الناجع والمنتج، سارعت إلى "رفع شكاية في ظل هذه الجائحة، في محاولة يائسة لترهيب وتهديد المناضلات والمناضلين، الشيء الذي خلق احتقانا داخل القطاع، مما انعكس على السير العادي للعمل".
 
وفي أعقاب الوقوف عند مختلف معطيات هذا الوضع، أعلن المكتب المحلي للفدرالية بآسفي "تضامنه المطلق واللامشروط مع الكاتبة الإقليمية للنقابة الوطنية للصحة العمومية (ف.د.ش) في مواجهة الاستبداد والمستبدين وكل من سولت له نفسه المساس بالحقوق المشروعة والعادلة والمس بالعمل النقابي"، وبموازاة ذلك، عبر عن إدانته لهذا "السلوك المتهور والأرعن، باعتباره سابقة غريبة في الإدارة المغربية ضد المناضلين والمناضلات وضد كل رافضي الفساد"، ومنددا، في الوقت نفسه، بـ"كل أشكال القمع والترهيب الذي استهدف نساء ورجال الصحة"، معتبرا ذلك مسا خطيرا بالحريات النقابية المكفولة بقوة الدستور.
 
ومن جهة أخرى، حمّل الاتحاد المحلي الجهات المسؤولة، من وزارة الصحة إلى المديرة الجهوية والمندوب الإقليمي، تبعات تصرفات المسؤولة عن شبكة المؤسسات الصحية وعدم تقديرها لحساسية الظرفية الراهنة والمجهودات التي تقدمها الشغيلة الصحية من أجل السير العادي لهذا المرفق العمومي.
 
ولم يفت الاتحداد المحلي للفدرالية بآسفي أن يناشد كل القطاعات الفدرالية بالإقليم إلى المزيد من الانخراط، وكذا عموم المواطنات والمواطنين لاتباع الإجراءات الصحية والوقائية لمحاربة انتشار وباء كورونا المستجد...